الاثنين، 6 يونيو 2016

( كلمتين بالبلدي ).. طبيب المخ والأعصاب .. وتعب الأعصاب ..

(كلمتين بالبلدي ): طبيب المخ والأعصاب .. وتعب الأعصاب
==================================
بالصدفة البحتة شاهدت برومو لبرنامج على قناة النهار اليوم .. هذا البرنامج يلتقي علماء مصر في الخارج في مختلف التخصصات ومنهم الأطباء .. وحضراتكم تعلمون أن مُعِّدي البرنامج والمخرج يختارون مقتطفات لإذاعتها في هذا البرومو كعامل مساعد على انتشار البرنامج وتوضيح مدى أهميته .. ما لفت نظري في هذا البرومو .. أن أحد الأطباء المصريين الذين يعملون بالخارج .. قال .. لو مصر .. عاوزاني .. تآخد رقبتي .. إلى هذا الحد .. والموضوع عادي .. لكن في اللقطة الثانية لهذا الطبيب .. موجهاً حديثه للمحاور ..قال : إنت بتكلم دكتور مخ وأعصاب مش بتكلم " منجد" .. بمنتهى الأمانة .. كلام هذا الطبيب استفزني .. وجعلني أكلم نفسي وأنا أصرخ وكأن هذا الطبيب أمامي فـ أقول : كان من الأولى يا سعادة طبيب المخ والأعصاب الهمام .. أن تقول المقطع الأول من كلامك .. ولا تقول المقطع الأخير منه .. ولا داعي للإقلال من شأن "المنحد " .. ألا تعرف يا طبيب المخ والأعصاب .. أنه إذا شعر إنسان بالدونية في حالة سماعه تشبيه سعادتك هذا .. فإن لذلك تأثير سئ على خلايا المخ نتيجة ما يُصاب به من حُزن .. وهذا يؤدي إلى تعب أعصابه يا طبيب المخ والأعصاب .. ألا تعلم يا سعادة طبيب المخ والأعصاب .. أن هذا "المنجد" .. أنت في حاجة إليه .. فهو من صنع لك " تنجيد" الـ كنبة التي تجلس عليها الآن وأنت مسترخي وتتباهى بنفسك وبتخصصك .. وهو الذي صنع لك " مراتب" السرير الذي تنام عليه لأخذ قسطاً من الراحة لكي تنتعش ذاكرتك و ترتاح أعصابك يا طبيب المخ والأعصاب .. ثم من الممكن أن يكون هذا الـ " منجد" أكثر إتقاناً لعمله وأكثر إخلاصاً وأكثر رحمة .. من طبيب مخ وأعصاب يأخذ من مهنته الطبية تجارة للربح المادي ..خاصة في هذا العصر الذي تحول فيه الطب إلى تجارة .. ومن الممكن أن هذا "المنجد" .. لم يذهب بعيداً عن مصر وطنه الأم و استقرفيها وظل بها لكي يخدم أبناء بلده .. بينما سعادتك ذهبت لبلاد الـ " فرنجة " لكي تخدم أبناءهم هناك ولا تستقر في وطنك لكي تخدم أبناء بلدك .. ألا تعلم أن مثل هذه الثقافة التي تحدثت بها سعادتك .. وتعاليت بها على صاحب مهنة لإنسان أراد له الله أن يمتهنها من أجل خدمة البشرية .. هي فعلاً سرِّ تخلفنا كـ أمة .. وسأقول لسعادتك مثالاً عايشته أنا بنفسي ..على طبيب مخ وأعصاب ..كان يأخذ من مهنته مجرد عملية تجارية وفقط .. و المثال هو .. كانت والدتي الله يشفيها .. بـ تتعالج عند طبيب مخ وأعصاب مشهور جداً في القاهرة بل كان طبيب مصر الأول في هذا التخصص حينئذٍ " الله يرحمه " بقى .. كان هذا الطبيب يقوم بـ " رص" المرضى في حجرة بعيدة عن حجرته التي يجلس فيها ليستقبل فيها من يشاء .. على حساب المرضى من عامة الشعب .. مع أن هؤلاء العامة هم سبب ثروته نتيجة الـ " هبش" اللي بـ " يهبشه " منهم .. ثم يأتي يمر عليهم كما لو أنه مفتش في الإتوبيس .. ويسأل كل مربض أو مريضة سؤال في ثانية .. ثم يكتب الدواء بسرعة البرق .. ويذهب لغرفته التي فيها شخصية مرموقة آنذاك وحولها علامات استفهام .. ولا داعي لذكر أكثر من ذلك لأن أخلاقياتي تمنعني .. وكل القصص معروفة في مصر .. وعلى فكرة في هذا الموقف بالذات .. لي أخ شقيق حُر الأخلاقيات والمبادئ يعمل طبيباً بيطرياً .. قام بفضح أمره في هذا اليوم أمام كل المرضى .. ولم نعد نذهب إليه بعد ذلك .. مع ملاحظة أنه في كثير من المرات كان يُرسل طبيباً مبتدئاً للكشف على المرضى بينما يتفرغ هو لزيارات مكتبه الخاص المشبوهة وجمع الفلوس .. يا سعادة طبيب المخ والأعصاب .. إذا كانت هذه هي نظرة سعادتك لأصحاب المهن الآخرى .. فـ فعلاً .. لك الله يا مصر .. ولو أنا صاحبة قرار .. سأقول لسعادتك .. شكراً .. على تقديم عرضك لخدمة مصر..وخليك في بلاد الـ " فرنجة " .. فلا تأتي .. لأن احتمال هذا المنجد البسيط يأتي لكي يقوم بالعلاج عندك .. فبالطبع ستتعامل معه بتعالي .. وربما لاتأخذ بالك أنت بـ تصرف له أي نوع من الدواء .. ما هو " منجد" .. بقى !!!!
--------------------------

د. شهيرة عبد الهادي 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق