الثلاثاء، 23 مايو 2017

(مواقف حياتية ).. إحنا في أيام مفترجة وداخلين على أيام مفترجة سيبينا نغش.. دي مش نكتة ..وح اقول لحضراتكم أهو..بقلم د.شهيرة عبد الهادي


"إحنا في أيام مفترجة وداخلين على أيام مفترجة سيبينا نغش" .. دي مش نكتة ..وح اقول لحضراتكم أهو..
الظلاب والطالبات في الدبلوم العامة بيغشوا غش غش غش..وأنا باكتب على ده من سنين .. تيجي تعمل لهم محضر غش .. شوف بقى اللي بيحصل ..وح أقول لحضرتك عليه أهو.. المصيبة السودة أن الطالب أو الطالبة بيعترف إنه بيغش ..والمصيبة السودة التانية ..لما تيجي تآخد منه الورقة أو تعمل له محضر يتقلب بتمثيلة ويبجح بعد ما كان بيطلب الغش وعامل مسكين وينفي ويزعق ويصرخ ويستهبل ويمثل ويمثل ..وشغل الألبنده يبدأ وشغل التهريج والأونطة واللعب بالبيضة والحجر يبدأ .. واللي يقولك أنا حاجج بيت الله مرتين وهو بيغش .. واللي يقولك أنا لسة جاي من عمرة وهو بيغش .. وانت ماسك معاه أداة الغش وهو بيغش ..وهو غشاش .. واللي يقلك أو تقلك أنا عندي 58 سنة وهو بيغش .. واللي حواليه عارفين أنه غشاش ..وأنا شفته وهو بيغش . وبعدين بعد ما تمسكه وهو بيغش يتلم عليك أمة لا إله إلا الله من جميع الفئات .. ووسايط عشان تسيبه ويحسسوك أنك بقى قلبك قاسي وما عندكش رحمة وحرام عليك ووو ... إلخ ...كما لو أنك ارتكبت جريمة.. يعني الغش بقى هو الحلال .. ومنع الغش بقى هو الحرام .. ويبدأ بعد كده في تمثيلية جديدة و يعيط بعد ما كان بيبجح ..وبعدين لو اتنازلت ..يطلع لسانه ويشتم فيك .. المصيبة السوداء الكبيرة بقى أن كل دول بيقولوا إحنا في أيام مفترجة وداخلين على أيام مغترجة .. وما فيهاش حاجة لما غش كلمة يعني ولا حاجة ولا سؤال ولا حاجة .. و المصيبة السودة كمان أن بعض الدكاترة بتغشش بطرق مختلفة منها المباشرومنها المقنع بأنها تسيب الطالب يغش أو يغششه حد ووو.. وبعض المراقبين بيغششوا بنفس الطرق منها المباشر ومنها المقنع ووو ..وبعض الملاحظين بيغششوا بنغس الطرق منها المباشر ومنها المقنع ووو .. والمصيبة السوداء التانية أن بعد 10 دقائق بالكتير من اللجنة كل شوية واحد ولا واحدة يطلب يروح يصلي العصر ..ويقعد يصلي العصر في ساعة .. مع أن العصر بيدن على تلاتة ونص. . واللجنة بتبدا أربعة .. يعني كان ممكن يصلي قبل ميعاد اللجنة ..وفيه وقت كافي نص ساعة كاملة ..يصلي فيها 20 عصر مش عصر واحد ..العملية كلها غش في غش وتجارة بالدين وكل الطلاب والطالبات بتغش الطلاب المسلمين بيغشوا والطلاب المسيحيين بيغشوا واللي مربي ذقنه بيغش واللي لابسة خمار بتغش واللي لابسة نقاب بتغش وووو- إلا من رحم ربي من الطلاب الممتازين المجتهدين ....والطلاب ما بقوش طلاب بقوا نظام بلطجة علمية وأخلاقية وعصابات للغش ..والأخلاق في انحدار وانحطاط .. والله العظيم أنا حزينة على سلوكياتنا وعلى عدم حفاظنا على بلدنا .. وبعدين تقولوا أوضاعنا بقت وحشة ..ما احنا اللي وحشين في حق بلدنا .. والله لو ما اتقينا ربنا في بلدنا لحنشوف أيام اسود من قرن الخروب .. حرام اللي بنعمله في بلدنا ده .. صرخة صرخة صرخة ..

صرخة في واد .. الشاعر محمود غنيم

صرخة في واد


أنــا وابناي

الرسالة 15 من فبراير سنة 1937م
وأطيبُ ساع الحياة لديَّا

عشيةَ أخلو إلى ولديَّا([1])
إذا أنا أقبلت، يهتف باسمي الـ
م
ـفطيم، ويحبو الرضيع إليَّا
فأُجلسُ هذا إلى جانبي

وأجلس ذاك على ركبتيّا
وأغزو الشتاء بموقد فحمٍ

وأبسط من فوقه راحتيَّا
هنالك: أنسى متاعب يومي

كأنِّيَ لم ألق في اليوم شيَّا
وأحسبني بين طفليَّ «شاهًا»

وأحسبُ كوخيَ قصرًا عليَّا
فكل طعام أراه لذيذًا

وكل شراب أراه شهيَّا
وما حاجتي لغذاء وماء؟

بحسبيَ طفلاي زادًا، ورِيَّا([2])
وأَيَّة نجوى كنجواي طفلي

يقول: أبي، وأقول: بنيَّا؟([3])
ويا رب لغو يفوه الصبيُّ

به؛ فيكون حديثًا شجيَّا([4])
وأفصحُ من أفصح الناس طفلٌ

أراد الكلام فكان عيَّبا
هنا أستعيدُ قديمَ حياتي

وأرجعُ أطوي الليالي طيَّا
فأنسى عذارى، وأنسى وقاري

و؛سب أَنِّيَ عدت صبيا([5])
أيا ابنيَّ، أحببْ بما تتلقان!

وأهونْ بما تكسران عليا!
يصونكما الله من حادثات
م
الزَّمان، ويبقيكما لي مليا
ويكفيكما الله شرَّ البكاء

ويحفظ من وقعه أذنيا
أمن كبدي أنتما فلذتا
م
ن أم أنتما حبتا مقلتيا؟

ألا ليت شعري: أتمتدُّ بي

حياتي فأجْنِيَ غرسَ يديا؟
وأشهد طفليَ يَيَفَعُ، ثم

يَشبُّ، ويصبح شهمًا أبيا؟([6])
أبوك امرؤ من رجال الكلام

فكن أنت، يا ابني، امرأً عمليا
فما احتقر الناسُ إلا الأديب

ولا احترم الناسُ إلا الثريا!



([1]) ساع: جمع ساعة.  
([2]) بحسبي طفلاي: أي كافي طفلاي، الباء زائدة، وحسبي طفلاي: مبتدأ وخبر.
([3]) طفلي: مفعول به لنجواي، والإضافة من إضافة اسم المصدر إلى فاعله.
([4]) لغو القول: أخلاطه.
([5]) العذار: صاحب اللحية.
([6]) يفع الغلام: صار بين الصبا والشباب.