الخميس، 13 يونيو 2013

وتسقط بيننا الأيام ........ لـ.. فاروق جويدة

ويمضي العام.. بعد العام.. بعد العام وتسقط بيننا الأيام
ويصبح عمرنا سدى
ويصبح حبنا قيدا
وحلم بين أيدينا حطام
رماد أنت في عيني
بقايا من حريق ثار في دمنا ونام
ويمضي العام.. بعد العام.. بعد العام..
فلا أنت التي كنت ولا أنا فارس الأحلام
تعالي نشهد الدنيا
بأن الحب أصبح في مدينتنا حرام
وأن الصبح أصبح في مآقينا ظلام
وأن الخوف يخنق في حناجرنا الكلام
تعالي نشهد الدنيا
بأن الحب بين الناس شيء كالخطايا
وأن الشوق يهرب في الحنايا
يموت الشوق قهرا في دمايا
يصيح الخوف أغرق في خطايا
ولم تبق الليالي غير قلب
وناي صار بعضا من صبايا
تعالي لكي نلملم ما تبقى
وعمرك مثل أيامي.. بقايا
لصوص الحي قد سرقوا ثيابي
فصرنا في مدينتنا عرايا
فلا وطن يلم العمر منا
ولا أمل يلوذ به الضحايا
* * *
حرام يا زمان العرى مهلا
أيصبح كل ما فينا.. مطايا
وآه منك يا زمن تعرى
فصار السيف فينا.. للخطايا
وصرت مدينتي وكرا كبيرا
وليس مكاننا.. بين البغايا
ويمضي العام.. بعد العام.. بعد العام
وتسقط بيننا الأيام
فلا أنت التي كنت ولا أنا فارس الأحلام
وليس لنا اختيار
ما زلت أسكن في عيوني مثل حبات النهار..
أطياف عطرك بين أنفاسي رحيل.. وانتظار
ما زلت أشعر أننا عمر نهايته.. الانتحار
والحب مثل الموت يجمعنا.. يفرقنا وليس لنا اختيار
هل تنجب النيران وسط الريح غير نار؟
* * *
ما زلت أحيا كل ما عشناه يوما
رغم أن العمر.. أيام قصار
والحب في الأعماق بركان يدمرنا
وبين يديك ما أحلى الدمار
والشوق رغم البعد أحلام تطاردنا
ما زلنا نكابر كالصغار
فالهجر في عينيك هجر مكابر
هل تهرب الشطآن من عشق البحار؟
* * *
إن جاء يوم واسترحت من المنى
فلتخبريني.. كيف أسدلت الستار؟
فإلى متى سنظل في أوهامنا
ونظن أن الشمس ضاقت.. بالنهار؟
أدمنت حبك مثل ما أدمن في البحر.. الدوار
فلقاؤنا قدر وهل يجدي مع القدر الفرار؟
سترجع ذات يوم
رفيق العمر سافر حيث شئت
وجرب في حياتك ما أردت
سترجع ذات يوم حيث كنت
فعمرك في يدي.. والعمر أنت
* * *
رفيق العمر يا أملا توارى
ويا كأسا تنكر.. للسكارى
فأين ضياك يا صبح الحيارى؟
أضعنا العمر شوقا.. و انتظارا
وتحملني الأماني حيث كنا
فأسأل عن زمان ضاع منا
وأعجب من ترى يغنيك عنا
فهان الحب يا قلبي.. وهنا؟
* * *
أعاتب هل ترى يجدي العتاب
وقد أدمنت يا قلبي.. الغياب؟
سنين العمر ترحل كالسراب
وأسأل أين أنت ولا جواب
* * *
وسافر يا حبيبي كيف شئت
وجرب في حياتك ما أردت
سترجع ذات يوم حيث كنت
سترجع ذات يوم

من زمن الصفاء والنقاء والوفاء .......



  •  قصيدة الاطلال .. لـ .. إبراهيم ناجي

    يا فؤادي لا تسل أين الهوى
    كان صرحاً من خيالٍ فهوى

    اسقني واشرب على أطـلال
    واروا عني طالما الدمع رواه

    كيف ذاك الحب أمسى خبراً
    وحديثاً من أحاديث الجـوى

    لست أنساك وقـد أغريتنـي
    بفمٍ عـذب المنـاداة رقيـق

    ويـدٍ تمتـد نحـوي كـيـدٍ
    من خلال الموج مدّت لغريق

    وبريقٍ يظمـأ السـاري لـه
    أين في عينيك ذيّاك البـري

    يا حبيباً زرت يومـاً أيكـه
    طائر الشـوق أغنـي ألمـي

    لك إبطـاء المـذل المنعـم
    وتجنـي القـادر المحتكـم

    وحنيني لك يكوي أضلعـي
    والثواني جمرات في دمـي

    عطني حريتي أطلـق يديـا
    إنني أعطيت ما استبقيت شيئا

    آه من قيدك أدمى معصمـي
    لما أبقيه ومـا أبقـى عليّـا

    مع احتفاظي بعهود لم تصنها
    وإلام الأسـر والدنيـا لديّـا

    أين من عيني حبيب ساحـر
    فيـه عـز وجـلال وحيـاء

    واثق الخطوة يمشـي ملكـاً
    ظالم الحسن شهي الكبريـاء

    عبق السحر كأنفاس الربـى
    ساهم الطرف كأحلام المساء

    أيـن منـي مجلـس أنـت
    بفتنة تمـت سنـاء وسنـاء

    وأنـا حـب وقلـب هـائ
    وفـراش حائـر منـك دنـا

    ومن الشوق رسـول بيننـا
    ونديـم قـدم الكـأس لـنـا

    هل رأى الحب سكارى مثلنا؟
    كم بنينا مـن خيـال حولنـا

    ومشينا فـي طريـق مقمـر
    تثـب الفرحـة فيـه قبلنـا

    وضحكنا ضحك طفلين معـاً
    وعدونـا فسبقـنـا ظلـنـا

    وانتبهنا بعد ما زال الرحيق
    وأفقنـا ليـت أنّـا لا نفيـق

    يقظة طاحت بأحلام الكـرى
    وتولى الليل والليل صديـق

    وإذا النـور نذيـرٌ طـالـعٌ
    وإذا الفجر مطلٌ كالحريـق

    وإذا الدنيـا كمـا نعرفـهـا
    وإذا الأحباب كلٌّ في طريق

    أيـهـا السـاهـر تغـفـو
    تذكـر العهـد وتصـحـو

    وإذا مـا الـتـأم جــرح
    جــدّ بالتـذكـار جــرح

    فتعـلّـم كـيـف تنـسـى
    وتعـلّـم كـيـف تمـحـو

    يا حبيبي كل شيـئٍ بقضـاء
    مـا بأيدينـا خلقنـا تعسـاء

    ربمـا تجمعـنـا أقـدارنـا
    ذات يوم بعد ما عز اللقـاء

    فـإذا أنكـر خــل خـلـه
    وتلاقينـا لقـاء الغـربـاء

    ومضى كـل إلـى غايتـه
    لا تقل شئنا فـإن الله شـاء