الأحد، 18 أغسطس 2013

التأشيرة ....لـ .. هشام الجخ

اسبح باسمك الله
وليس سواك اخشاه
واعلم انى لى قدرا سألقاه .. سألقاه
وقد علمت فى صغرى بان عروبتى شرفى
وناصيتى وعنوانى
وكنا فى مدارسنا نردد بعض الحان
نغنى بيننا مثلا
بلاد العرب أوطانى - وكل العرب اخوانى
وكنا نرسم العربى ممشوقا بهامته
له صدر يصد الريح اذ تعوى
مهابا فى عبائته
وكنا محض اطفال
تحركنا مشاعرنا
ونسرح فى الحكايات التى تروى بطولاتنا
وان بلادنا تمتد من أقصى الى أقصى
وان حروبنا كانت لاجل المسجد الاقصى
وان عدونا صهيون
شيطان له ذيل
وان جيوش امتنا
لها فعل كما السيل
سأبحر عندما اكبر
امر بشاطىء البحرين فى ليبيا
واجنى التمر من بغداد فى سوريا
واعبر من موريتانيا الى السودان
اسافر عبر مقديشيو الى لبنان
وكنت اخبىء الاشعار فى قلبى ووجدانى
بلاد العرب اوطانى وكل العرب اخوانى
وحين كبرت
لم احصل على تأشيرة للبحر
لم ابحر
وأوقفنى جواز غير مختوم على الشباك
لم اعبر
حين كبرت
لم ابحر ولم اعبر
كبرت انا
وهذا الطفل لم يكبر

تقاتلنا طفولتنا
وافكار تعلمنا مبادئنا على يدكم ايا حكام امتنا
تعذبنا طفولتنا
وافكار تعلمنا مبادئها على يدكم ايا حكام امتنا
الستم من نشأنا فى مدارسكم
تعلمنا مناهجكم
تعلمنا على يدكم بان الثعلب المكار منتظر سيأكل نعجة الحمقى اذا للنوم ما خلدوا
الست من تعلمتم بان العود محمى بحزمته ضعيف حين ينفرد
لماذا الفرقة الحمقاء تحكمنا
الستم من تعلمنا على يدكم ان اعتصموا بحبل الله واتحدوا

لماذا تحجبون الشمس بالاعلام
تقاسمتم عروبتنا ودخلم بينكم صرنا كما الانعام
سيبقى الطفل فى صدرى يعاديكم
تقسمنا على يدكم فتبت كل ايديكم

انا العربى لا اخجل
ولدت بتونس الخضراء من اصل عمانى
وعمرى زاد عن الف وامى ماتزل تحبل
انا العربى فى بغداد لى نخل
وفى السودان شريانى
انا مصرى موريتانيا وجيبوتى وعمانى
مسيحى وسنى وشيعى و كردى وجرزى وعلوى
انا لا احفظ الاسماء والحكام اذ ترحل
تشتتنا على يدكم
وكل الناس تتكتل
سئمنا من تشتتنا وكل الناس تتكتل
ملئتم فكرنا كذبا ووتزيرا وتأليفا
اتجمعنا يد الله وتبعدنا يد الفيفا

هجرنا ديننا عمدا
فعدنا الاوس والخزرج
نولى جهلنا فينا
وننتظر الغبا مخرج
ايا حكام امتنا يبقى الطفل فى صدرى يعاديكم
يقاضيكم
ويعلن شعبنا العربى متحدا
فلا السودان منقسم
ولا الجولان محتل
ولا لبنان منكسر يدواى الجرح منفردا
سيجمع لؤلؤات خلجينا العربى فى السودان يزرعها
فينبت حبها فى المغرب العربى قمحا
يعصرون الناس زيتا فى فلسطين الابيه
يشربون الاهل فى الصومال ابدا

سيخرج من عبائتكم رعاها الله
للجمهور متقدا
هو الجمهور لا انتم
هو الحكام لا انتم
اتسمعنى جحافلكم
اتسمعنى دواوين المعاقل فى حكومتكم
هو الحكام لا انتم ولا اخشى لكم احدا
هو الاسلام لا انتم فكفوا عن تجارتكم
والا صار مرتدا
وخافوا ان هذا الشعب حمال
وان النوق ان صرمت
فلن تجدوا لها لبنا ولن تجدوا ولدا

انا باق وشرعى فى الهوا باق
سقينا الظلم اوعية
سقينا الجهل ادعية
مللنا السقى والساقى
احذركم
سنبقى رغم فتنتكم
فهذا الشعب موصول
حبائلكم وان ضعفت
فحبل الله مفتول
ساكبر تاركا للطفل
فرشاتى والوانى
ويبقى يرسم العربى
ممشوقا بهامته
ويبقى صوت الحانى
بلاد العرب اوطانى
وكل العرب اخوانى
 

عندما تتحول المدارس ودور العبادة إلى مخازن للسلاح والاقتتال بين أبناء البلد الواحد .. لا تسأل عن دولة....... بقلم د.شهيرة عبد الهادي


أعتقد أنه .. عندما تصبح المدارس مخازن للأسلحة  كما شاهدنا في المدرسة التي بكرداسة والتي تبعد 200 متر عن قسم شرطة كرداسة .. ثم تستخدمها  المآذن  بالمساجد كما شاهدنا  في مسجد الفتح برمسيس  .. في أن يقتل المصري أخيه المصري  وهو يقول  الله أكبر .. كما استخدمها   من  خرج  من تلك  المدارس  في وضح النهارعلى مرأى ومسمع  من  الجميع    لكي  يضرب بها قسماً للشرطة و يقتل بواسطتها من كانوا  داخل هذا القسم  وهم أيضاً يقولون الله أكبر  .. فقل .. على .. مصر السلامة .. إن هذه الصورة الحزينة .. لهي أفضل صورة .. تُعبِّر .. عن .. ما .. آلت  إليه .. حال  مصر من  تجريف  ديني و علمي و ثقافي و قيمي وعقدي و خلقي  .. وأعتقد .. أنه .. عندئذٍ ..لا مجال .. هنا .. لكي تسأل .. عن سبب .. انهيار .. التعليم  في مصرمنذ مرحلة الروضة وحتى  المرحلة  الجامعية  بمستوياتها  الأولى والدراسات العليا والماجستير والدكتوراة  .. ومن ثم .. انهيار .. العلم والقيم والمبادئ والمنظومة الأخلاقية .. في كل مؤسسات الدولة .. وعندما يحدث ذلك .. فـ  لا تُحدثني .. عن  التدني في مستوى الخدمات  الصحية في وزارة الصحة .. ولا تُحدثني عن  انهيار البحث العلمي  في مراكز البحث العلمي .. ولا تحدثني عن  الانهيار  الاقتصادي .. ولا تتباكى  على   انهيار  الحياة الزراعية في مصر  وتجريف  الأراضي الزراعية ..ولا تحزن على الانهيار الصناعي  في مصر لدرجة أننا  نستورد فانوس رمضان .. ولا تنتقد الانحراف الخلقي السائد في الشوارع وانتشار  قول الفحش   بها  علناً جهاراً نهاراً .. ولا تتساءل عن انهيار السياحة في  مصر.. ولا تستغرب  انهيار  الناحية التجارية   في بلدك ..ولا تستغرب  انهيار الحب  في الله   وإحلاله   بحياة مادية مقيتة   بين أبناء البلد الواحد .. ولا تستغرب    ما  يحدث  من تعدد الفُتية الدينية  التي  مزقت   الحياة  العقدية   عند  أبناء   مصر  .. ولا تستغرب  ما  نعيشه  من   فتنة طائفية  بين   أبناء البلد الواحد ..   ولا تتساءل  عن   أطفال  الشوارع  أو ( أطفال بلا مأوى ) .. ولا تجهد نفسك في السؤال  عن  ضرورة الأخذ بعلوم  الإدارة والتخطيط   في النهوض   بحال   البلد  في جميع   مؤسساتها لأنه لم تعد بالبلاد لا إدارة ولا تخطيط .. وأعتقد   أنك  هنا  لا تستغرب  نسبة الأمية   والجهل  العلمي والثقافي  المنتشر  في مصر ..   ولا تستغرب  أن  الشعب قد استغل  مفهوم الحرية استغلالاً سيئاً   .. كما أنه قد  مارس  مفهوم الديموقراطية ممارسة خاطئة .. ولا تستغرب .. ضياع الحياة السياسية وتخبطها  بين  هذا وذاك .. ولا تتحدث عن الفساد المنتشر في كل مؤسسات الدولة ..  لا تسأل  عن نهضة .. لا تسأل  عن  نمو.. لا تسأل  عن تقدم .. لا تسأل عن ازدهار .. لا تسأل  عن حياة سليمة  .. لا تسأل عن دولة  .. لماذا ؟ .. لأنه .. ببساطة .. قد تحولت .. المدارس والمساجد .. والتي هي .. دور العلم والتعليم والعبادة كما قال الله سبحانه وتعالى  ورسوله الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام .. إلى .. مخازن  للأسلحة والاقتتال  بين أبناء البلد الواحد.. ولك الله يا مصر ..
-------------------------
د.شهيرة عبد الهادي