الأحد، 18 أغسطس 2013

عندما تتحول المدارس ودور العبادة إلى مخازن للسلاح والاقتتال بين أبناء البلد الواحد .. لا تسأل عن دولة....... بقلم د.شهيرة عبد الهادي


أعتقد أنه .. عندما تصبح المدارس مخازن للأسلحة  كما شاهدنا في المدرسة التي بكرداسة والتي تبعد 200 متر عن قسم شرطة كرداسة .. ثم تستخدمها  المآذن  بالمساجد كما شاهدنا  في مسجد الفتح برمسيس  .. في أن يقتل المصري أخيه المصري  وهو يقول  الله أكبر .. كما استخدمها   من  خرج  من تلك  المدارس  في وضح النهارعلى مرأى ومسمع  من  الجميع    لكي  يضرب بها قسماً للشرطة و يقتل بواسطتها من كانوا  داخل هذا القسم  وهم أيضاً يقولون الله أكبر  .. فقل .. على .. مصر السلامة .. إن هذه الصورة الحزينة .. لهي أفضل صورة .. تُعبِّر .. عن .. ما .. آلت  إليه .. حال  مصر من  تجريف  ديني و علمي و ثقافي و قيمي وعقدي و خلقي  .. وأعتقد .. أنه .. عندئذٍ ..لا مجال .. هنا .. لكي تسأل .. عن سبب .. انهيار .. التعليم  في مصرمنذ مرحلة الروضة وحتى  المرحلة  الجامعية  بمستوياتها  الأولى والدراسات العليا والماجستير والدكتوراة  .. ومن ثم .. انهيار .. العلم والقيم والمبادئ والمنظومة الأخلاقية .. في كل مؤسسات الدولة .. وعندما يحدث ذلك .. فـ  لا تُحدثني .. عن  التدني في مستوى الخدمات  الصحية في وزارة الصحة .. ولا تُحدثني عن  انهيار البحث العلمي  في مراكز البحث العلمي .. ولا تحدثني عن  الانهيار  الاقتصادي .. ولا تتباكى  على   انهيار  الحياة الزراعية في مصر  وتجريف  الأراضي الزراعية ..ولا تحزن على الانهيار الصناعي  في مصر لدرجة أننا  نستورد فانوس رمضان .. ولا تنتقد الانحراف الخلقي السائد في الشوارع وانتشار  قول الفحش   بها  علناً جهاراً نهاراً .. ولا تتساءل عن انهيار السياحة في  مصر.. ولا تستغرب  انهيار  الناحية التجارية   في بلدك ..ولا تستغرب  انهيار الحب  في الله   وإحلاله   بحياة مادية مقيتة   بين أبناء البلد الواحد .. ولا تستغرب    ما  يحدث  من تعدد الفُتية الدينية  التي  مزقت   الحياة  العقدية   عند  أبناء   مصر  .. ولا تستغرب  ما  نعيشه  من   فتنة طائفية  بين   أبناء البلد الواحد ..   ولا تتساءل  عن   أطفال  الشوارع  أو ( أطفال بلا مأوى ) .. ولا تجهد نفسك في السؤال  عن  ضرورة الأخذ بعلوم  الإدارة والتخطيط   في النهوض   بحال   البلد  في جميع   مؤسساتها لأنه لم تعد بالبلاد لا إدارة ولا تخطيط .. وأعتقد   أنك  هنا  لا تستغرب  نسبة الأمية   والجهل  العلمي والثقافي  المنتشر  في مصر ..   ولا تستغرب  أن  الشعب قد استغل  مفهوم الحرية استغلالاً سيئاً   .. كما أنه قد  مارس  مفهوم الديموقراطية ممارسة خاطئة .. ولا تستغرب .. ضياع الحياة السياسية وتخبطها  بين  هذا وذاك .. ولا تتحدث عن الفساد المنتشر في كل مؤسسات الدولة ..  لا تسأل  عن نهضة .. لا تسأل  عن  نمو.. لا تسأل  عن تقدم .. لا تسأل عن ازدهار .. لا تسأل  عن حياة سليمة  .. لا تسأل عن دولة  .. لماذا ؟ .. لأنه .. ببساطة .. قد تحولت .. المدارس والمساجد .. والتي هي .. دور العلم والتعليم والعبادة كما قال الله سبحانه وتعالى  ورسوله الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام .. إلى .. مخازن  للأسلحة والاقتتال  بين أبناء البلد الواحد.. ولك الله يا مصر ..
-------------------------
د.شهيرة عبد الهادي 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق