اتجاه
بوصلة الشخصية المصرية
ان قيمة اى امة هى محصلة لدور وعمل ومسئولية افراد شعبها ففى حياة الشعوب تختلف الادوار والاعمال والمسئوليات وان كانت جميعها فى النهاية تؤكد قيمة ومعنى الجهد المشترك الذى يمهد الطريق لتلك الشعوب والنتيجة التى ينتهى اليها هذا الطريق فلا يمكن ان تتساوى نهاية طرق بين شعوب تشيد عقلا وتغرس فكرا يضئ عقول البشر وتلك الشعوب التى تزرع ارضا بالالغام لتعيق اى تقدم ونهضة . الفيلسوف المصرى الكبير الراحل الدكتور ذكى نجيب محمود رائد مدرسة التطوير فى الفلسفة الحديثة عندما وضع اخر كتبه فى اواخر ثمانيات القرن الماضى " حصاد السنين" خلص الى انه بالرغم من مجهوداته طوال مايقرب من ستون عاما لم يلاحظ اى تطور فى المجتمع المصرى وهذا اشعره بمرارة شديدة اوصلته لدرجة الاكتئاب فى اواخر عمره مما جعل صديقه الكاتب الكبير الاستاذ توفيق الحكيم بالرد عليه بمقال بجريدة الاهرام للتخفيف عنه قائلا ان ما بذله الفيلسوف العظيم من مجهودات طوال عمره كان عظيما ولكن هذا المجهود يصلح لمجتمع من النمل او مجتمع من النحل وكلاهما مثال للنظام والبناء وانكار الذات ولايصلح لمجتمع من الصراصيرلأن مجتمع الصراصير مثال الهدم والانانية القذرة. وسبب التدهور الكبير عبر عشرات السنين فى المجتمع المصرى الذى اوصلنا الى ما نحن فيه الان ليست مشكلة فردية ولكنها للاسف اصبحت ثقافة عامة لغالبية المجتمع واثرت تراكمات هذه الثقافة تاثيرات محبطة على اطراف المجتمع كله مما ادى الى ان جميع اطراف المجتمع المصرى وصلت لمرحلة التمادى فى العيش فى خصومة والتمادى فى الرفض لكل شئ والزيادة فى المواجهه بدون البحث عن ارضية التقاء لانعدام الثقة فيما بينها .. ودون ادراك ان قانون الحياة يحتم بان يكون الاختلاف بين اطراف المجتمع محكوما بالحوار المنطلق من التواصل المبنى على المصلحة العامة وليس التناحر والاضافة وليس الانسلاخ او القطيعة والاعتراف بالاصالة من خلال ما هو ثابت من قيم اساسية للمجتمع لان الخير هو الخير لا منازع والشر هو الشر لاخلاف . وقد انعم الله سبحانه وتعالى علينا بثورة مباركة تمثل بداية جديدة فهل نبدء فعلا بداية جديدة ونحول اتجاة البوصلة من (الانا) الى (النحن)؟؟
دكتور/سويفى عبد الرحيم سويفى
استاذ بمركز البحوث الزراعية
ان قيمة اى امة هى محصلة لدور وعمل ومسئولية افراد شعبها ففى حياة الشعوب تختلف الادوار والاعمال والمسئوليات وان كانت جميعها فى النهاية تؤكد قيمة ومعنى الجهد المشترك الذى يمهد الطريق لتلك الشعوب والنتيجة التى ينتهى اليها هذا الطريق فلا يمكن ان تتساوى نهاية طرق بين شعوب تشيد عقلا وتغرس فكرا يضئ عقول البشر وتلك الشعوب التى تزرع ارضا بالالغام لتعيق اى تقدم ونهضة . الفيلسوف المصرى الكبير الراحل الدكتور ذكى نجيب محمود رائد مدرسة التطوير فى الفلسفة الحديثة عندما وضع اخر كتبه فى اواخر ثمانيات القرن الماضى " حصاد السنين" خلص الى انه بالرغم من مجهوداته طوال مايقرب من ستون عاما لم يلاحظ اى تطور فى المجتمع المصرى وهذا اشعره بمرارة شديدة اوصلته لدرجة الاكتئاب فى اواخر عمره مما جعل صديقه الكاتب الكبير الاستاذ توفيق الحكيم بالرد عليه بمقال بجريدة الاهرام للتخفيف عنه قائلا ان ما بذله الفيلسوف العظيم من مجهودات طوال عمره كان عظيما ولكن هذا المجهود يصلح لمجتمع من النمل او مجتمع من النحل وكلاهما مثال للنظام والبناء وانكار الذات ولايصلح لمجتمع من الصراصيرلأن مجتمع الصراصير مثال الهدم والانانية القذرة. وسبب التدهور الكبير عبر عشرات السنين فى المجتمع المصرى الذى اوصلنا الى ما نحن فيه الان ليست مشكلة فردية ولكنها للاسف اصبحت ثقافة عامة لغالبية المجتمع واثرت تراكمات هذه الثقافة تاثيرات محبطة على اطراف المجتمع كله مما ادى الى ان جميع اطراف المجتمع المصرى وصلت لمرحلة التمادى فى العيش فى خصومة والتمادى فى الرفض لكل شئ والزيادة فى المواجهه بدون البحث عن ارضية التقاء لانعدام الثقة فيما بينها .. ودون ادراك ان قانون الحياة يحتم بان يكون الاختلاف بين اطراف المجتمع محكوما بالحوار المنطلق من التواصل المبنى على المصلحة العامة وليس التناحر والاضافة وليس الانسلاخ او القطيعة والاعتراف بالاصالة من خلال ما هو ثابت من قيم اساسية للمجتمع لان الخير هو الخير لا منازع والشر هو الشر لاخلاف . وقد انعم الله سبحانه وتعالى علينا بثورة مباركة تمثل بداية جديدة فهل نبدء فعلا بداية جديدة ونحول اتجاة البوصلة من (الانا) الى (النحن)؟؟
دكتور/سويفى عبد الرحيم سويفى
استاذ بمركز البحوث الزراعية