الأحد، 14 ديسمبر 2014

(كلمتين بالبلدي) ... بقلم د.شهيرة عبد الهادي


(كمتين بالبلدي)
----------------------
والله .. ومن واقع معاناتي اليومية ..  أجد أن : ما يُهدد الأمن  القومي  المصري  بالدرجة الأولى .. هو ..كل سلوكيات فئة عظمى من الشعب المصري من جميع الديانات والمذاهب والاتجاهات والانتماءات والتوجهات  والأحزاب  والطوائف والفئات  ومن جميع المستويات التعليمية والثقافية ومن الجنسين الذكر والأنثى  ومن جميع الحرف  والمهن والأعمال  ومن جميع الأعمار الزمنية  وفي جميع المؤسسات ..   لأن هذه الفئة عندها انحدار  وانحطاط  وانفلات أخلاقي غير مسبوق .. هذه الفئة احترفت الفوضى وعشقت الفساد   في بيئة فاسدة فعلاً  بهم  ومنهم  ولهم .. هذه الفئة عندها سيولة  وفوضوية غير عادية  في عملها .. هذه الفئة فقدت الإحساس بالمسؤولية .. هذه الفئة دينها وديدنها الأنمالية .. هذه الفئة تسرق نفسها أي أنها تسرق بلدها .. هذه الفئة تسرق النجاح بدون وجه حق ممن يُعلَّمُها أو يُدِّبر لها أمورها وتمارس عليه كل أنواع الضغوط الرخيصة غير الأخلاقية حتى تحصل على ما لا تستحقه .. هذه الفئة تكذب على نفسها وعلى غيرها وتعيش على الكذب  وتتنفس الكذب .. هذه الفئة مزورة واستمرأت التزوير .. هذه الفئة مرتشية ولا تعيش إلا بالرشوة .. هذه الفئة تستغل ظروف البلد وتؤجج الطائفية .. هذه الفئة مجرمي حرب تستغل  ظروف بلدها وتتاجر بكل شئ  كمجرمي الحرب تماماً  في سبيل مصالحها الشخصية .. هذه الفئة هي من تُعِّذب من "يشتغل صح "  في بلد جعلوا فيها كل شئ غلط .. وتُعذِّب من يُعاملها  باحترام  لأن منهاجها  عدم الاحترام .. وقد استمرأت  أن تُعامل على أنها  ليست من بني آدم .. وأنه يجب مُعاملتها عى أنها أي شئ غير أنها من بني الإنسان حتى تمتثل  وتحترم غيرها  وتحترم القانون والنظام ونظافة الأخلاق  قبل نظافة المكان .. هذه الفئة قاتلة للمبادئ والقيم والأخلاق ومواثيق الشرف .. هذه الفئة هدمت التعليم والصحة والاقتصاد وووو.. هذه الفئة أنتجت فئات من الشعب بداية من  الأطفال والتلاميذ والتلميذات و الطلاب والطالبات  انتهاءً بكل شخصية تعمل في كل المجالات  بالبلد  من الفاسدين أو القابلين للفساد .. فقد علَّمتهم   أن يأخذوا  كل شئ  بوسائل ضغط  غير محترمة دون أن يبذلوا  أي مجهود .. وعلَّمتهم  الجُبن  في التصرفات   والنفاق والرياء  الرخيص ..وعلمتهم عدم احترام الكبير  وتوقيره .. علَّمتهم أن الحرية  هي قلة الأدب والصوت العالي والردح والشرشحة وعدم احترام  قدسية المكان والمكانة.. هذه الفئة  تضغط بكل السبل غير الأخلاقية حتى  تجعل  الجميع يخضع لابتزازها  لتجعل من عدم شرفها  وعدم نزاهتها    القدوة لباقي أفراد المجتمع  .. هذه الفئة تراوغ وتلعب بالألفاظ وتلعب بالبيضة والحجر وتعتمد على الفهلوة والأونطة واللي تكسبه إلعبه لا على العلم  والخلق وجوهر الدين  .. هذه الفئة تتاجر بكل شئ  حتى بالعلم  إن كان في هذه البلد علم  أساساً .. هذه الفئة تبيع نفسها من أجل المال  .. حتى أنها تبيع  شرفها  من  أجل الحصول على مكسب دنيوي .. هذه الفئة غير شريفة وغير نزيهة وغير عفيفة  وغير مُحترمة .. هذه الفئة لا تفهم أو لا تريد أن تفهم أو تتغابى من أجل تحقيق أغراضها .. هذه الفئة ليس عندها نخوة ولا مروءة ولا أريحية ولا ذوق ولا أدب ولا علم ولا أخلاق .. وكما لو أنه كان هناك عِقار مُعين  للفساء والإفساد   قد شرب جميع أفراد  هذه الفئة العظمى  منه  .. شئ محزن أن ألمس الواقع بهذا السوء في بلد نتباهى أنها بلد الحضارة  .. فعلاً ..إن ثورة يناير   قد أظهرت كل فرد في هذا البلد على حقيقته المُرّة التي كنا لا نعرفها .. وكأننا لم نعش في هذا البلد التعيس ..والذي مصدر تعاستها هم  فئة عظمى من أبنائها .. نعم المسؤولية هي مسؤولية الراعي وإن صلح الراعي صلحت الرعية ..لكني متمسكة بمقولتي المسؤولية مشتركة بين الراعي والرعية..
-------------------------
د.شهيرة عبد الهادي