الخميس، 30 مارس 2017

حديث الروح .. بقلم د. شهيرة عبد الهادي


حديث الروح ..
==========
تحدثت مع نفسي.. مع روحي .. يا نفس .. أشعر أنني تائهة أحياناً .. كما أشعر بالتيه أحيانا آخرى .. ولا أعتقد أن الفرق بينهما هو فرقٌ في الحروف والمعنى فقط .. فهل تحديد الفروق بينهما هو السبيل إلى إنارة الطريق ؟
-قالت لي : مالك تغوصين في الأعماق .. وتتلمسين مواطن الداء .. أشعر أنكِ تتغلغلين في أعماقي ..تخترقيني ..تُحاصريني ..تُحاوليني.. تُشخصيني ..تبحثيني ..فهل .. لاحول لي ولاقوة ..وهل أنا موطن الداء ؟
-قلت لها :أنا ضائعة في هموم الحياة .. فهل تستطيعين أن تُعيديني إليكِ ؟ ..
قالت :صدق رسول الله: في زمان الفتن : يُصبح العبد مؤمناً ويُمسي كافراً .. فلقد اختلطت المفاهيم والتبس الحق بالباطل .. لا تيأسي .. حاولي ..لا تظلميني .. وطمنيني ..
قلت : هل تحرميني الخلوة معكِ ؟ .. أتفكّر .. أتدّبر.. ألتمس الشاطئ في ليل بهيم ؟ ..أحياناً عندما نُغلق أعيننا .. تبدوا الدنيا مُظلمة وأن أحداً لا يرانا ..
-قالت : النور ليس كل ما تراه العيون فكم من كفيف بصير وكم من مُبصر أعمى .. النور نور القلب .. النور نور البصيرة.. النور نور الطيبة ..وأحياناً آخرى ..نُغمض أعيننا فنرى الدنيا مُضيئة
-قلت : لكنهم يُعيبون الطيبة .. يُعيبون الالتحام مع كل نفس حبيبة هي إلييّ قريبة
-قالت : حاولي ..حاولي .. التحكم في الليل البهيم .. حاولي أن تري في كل شئ النور العظيم .. فإن عجزنا عن إنارة الدنيا .. فمن الممكن أن نُحاول إنارة أنفسنا
-ثم قالت : مجرد حديثك هذا هو شعاع أمل وبصيص نور على الطريق في هذا الليل البهيم
-ثم قالت : مجرد شعوركِ بمواطن الداء .. والتشخبص والإحساس بالداء .. بداية مراحل العلاج
-قلت : إذن : فـ الهدف هو الوصول إلى العلاج لمواطن الداء : لكن أين العلاج ؟ أين العلاج ؟
-قالت : قال ربي : أفمن يمشي مُكباً على وجهه أهدى أمن يمشي سوياً على صراط مُستقيم .. الهدف يا توأمي .. إنه الهدف .. ولابد من تحقيقه ..
-قلت : لكني أفكر وأفكر : وأحتاج إلى بداية قوية : لاتجعلني أشعر بالتوهان ولا أشعر بالتيه :
-قالت : يقول شيخنا الغزالي رحمه الله : لا أخاف على صاحب الفكر وإن ضل .. فإنه سيهتدي .. وأخاف على من لا فكر له وإن اهتدى فهو في مهب الريح ..
-قلت : وما يُدريني أن ما تم وصفه من علاج سيكون هو العلاج القاتل للداء
-قالت :ليست كل الأمراض جرثومية وبحاجة لقتلها .. فبعض الأمراض تحدث نتيجة خلل ويكفي لعلاجها إعادة الاتزان .. وأحيانا قتلها بالتكيف معها ولها وإلا فلا ميزان ولا اتزان ..
-قالت :أقولك حاجة : خلاصة القول : إن جاز التعبير : فـ كتالوج النفس البشرية عند بارئها عند خالقها.. وداؤها في كلامه وعلاجها في كلامه .. أقولك ع العلاج .. العلاج في كلمة من 4 حروف ..هي دليل الحيارى .. ودعوى المستغيثين ..ومرشدة التائهين ..وهي فرج للمكروبين.. وأمان للخائفين ..وسلوى للمكلومين ( الله ) .. إذا أحسست بضيق ..أو توهان ..أو تيه.. أو كلل ..أو ملل .. فـ اهتفي .. ساجدة في الأسحار ( يا الله ).. لا تطلق هذه الكلمة ولا تقال إلا لله .. هي .. شفاء العليل.. ودواء السقيم .. وهدى الحيران .. وبلسم الجروح في ملكوت الله .. ستجدين نفسك التي تبحثين عنها في تلك الكلمة .. الراحة والسكينة والطمأنينة و..و...و...و...و.... إلى ما لا نهاية ..(يا الله ).. وهل هناك علاج غير رؤية وجه الله الكريم
-قلت : يا الله.. يا الله.. يا الله
------------
د.شهيرة عبد الهادي
30 /3 /2013 مـ
الإسكندرية
مًصر الحبيبة