قصيدة "الديك" للراحل نزار قباني والمسافة بين ذاكرة الخطاب الشعري وآفاق النبوءة : في حارتنا ديك سادي سفاح
ينتف ريش دجاج الحارة كل صباح
ينقرهن, يطاردهن, يضاجعهن
ولا يتذكرأسماء الصيصان
في حارتنا ديك يصرخ عند الفجر
كشمشون الجبار
يطاق لحيته الحمراءويقمعنا ليل نهار
يخطب فينا, ينشد فينايسدي فينا
فهو الخالد وهو القادر الجبار
في حارتنا ثمة ديك
عدواني فاشستي نازي الأفكار
سرق السلطة بالدبابة
ألقى القبض على الحرية والأحرار
الغى وطنا ألغى شعبا
الغى لغة الغى أحداث التاريخ
الغى ميلاد الأطفال
والغى اسماء الأزهار
في حارتنا ديك يلبس في العيد القومي لباس الجنرالات
يأكل جنسا يشرب جنسا يسكر جنسا
يركب سفنا من أجساد
يهزم جيشا من حلمات
في حارتنا ديك من أصل عربي
فتح الكون بآلاف الزوجات
في حارتنا ثمة ديك أمي
يرأس احدى الميليشيات
لم يتعلم الا الغزو والا الفتك
والا زرع حشيش الكيف وتزوير العملات
كان يبيع ثياب أبيه
ويرهن خاتمه الزوجي
ويسرق حتى أسنان الأموات
في حارتنا ديك كل مواهبه
أن يطلق النار من مسدسه الحربي على الكلمات
في حارتنا ديك عصبي مجنون
يخطب يوما كالحجاج
ويمشي زهوا كالمأمون
يصرخ من مأذنة الجامع
يا سبحاني يا سبحاني
فأنا الدولة والقانون
كيف سيأتي الغيث الينا
كيف سينمو القمح
وكيف يفيض علينا الخير
وتغمرنا البركة
هذا وطن لا يحكمه الله
وانما تحكمه الديكة
في بلدتنا يذهب ديك يأتي ديك
و الطغيان هو الطغيان
يسقط حكم لينيني
يهجم حكم أمريكي
والمسحوق هو الانسان
حين يمر الديك بسوق القرية
مزهوا منفوش الريش
وعلى كتفيه تضيء نياشين التحرير
يصرخ كل دجاج القرية في اعجاب
يا سيدنا الديك, يا مولانا الديك
يا جنرال الجنس ويا فحل الميدان
أنت حبيب ملايين النسوان
هل تحتاج الى جارية؟
هل تحتاج الى خادمة؟
هل تحتاج الى تدليك؟
حين الحاكم سمع القصة
أصدر أمرا للسياف
بذبح الديك
قال بصوت غاضب:
كيف تجرّأ ديك من أولاد الحارة
أن ينتزع السلطة مني
كيف تجرأ هذا الديك
وأنا الواحد دون شريك...
ينتف ريش دجاج الحارة كل صباح
ينقرهن, يطاردهن, يضاجعهن
ولا يتذكرأسماء الصيصان
في حارتنا ديك يصرخ عند الفجر
كشمشون الجبار
يطاق لحيته الحمراءويقمعنا ليل نهار
يخطب فينا, ينشد فينايسدي فينا
فهو الخالد وهو القادر الجبار
في حارتنا ثمة ديك
عدواني فاشستي نازي الأفكار
سرق السلطة بالدبابة
ألقى القبض على الحرية والأحرار
الغى وطنا ألغى شعبا
الغى لغة الغى أحداث التاريخ
الغى ميلاد الأطفال
والغى اسماء الأزهار
في حارتنا ديك يلبس في العيد القومي لباس الجنرالات
يأكل جنسا يشرب جنسا يسكر جنسا
يركب سفنا من أجساد
يهزم جيشا من حلمات
في حارتنا ديك من أصل عربي
فتح الكون بآلاف الزوجات
في حارتنا ثمة ديك أمي
يرأس احدى الميليشيات
لم يتعلم الا الغزو والا الفتك
والا زرع حشيش الكيف وتزوير العملات
كان يبيع ثياب أبيه
ويرهن خاتمه الزوجي
ويسرق حتى أسنان الأموات
في حارتنا ديك كل مواهبه
أن يطلق النار من مسدسه الحربي على الكلمات
في حارتنا ديك عصبي مجنون
يخطب يوما كالحجاج
ويمشي زهوا كالمأمون
يصرخ من مأذنة الجامع
يا سبحاني يا سبحاني
فأنا الدولة والقانون
كيف سيأتي الغيث الينا
كيف سينمو القمح
وكيف يفيض علينا الخير
وتغمرنا البركة
هذا وطن لا يحكمه الله
وانما تحكمه الديكة
في بلدتنا يذهب ديك يأتي ديك
و الطغيان هو الطغيان
يسقط حكم لينيني
يهجم حكم أمريكي
والمسحوق هو الانسان
حين يمر الديك بسوق القرية
مزهوا منفوش الريش
وعلى كتفيه تضيء نياشين التحرير
يصرخ كل دجاج القرية في اعجاب
يا سيدنا الديك, يا مولانا الديك
يا جنرال الجنس ويا فحل الميدان
أنت حبيب ملايين النسوان
هل تحتاج الى جارية؟
هل تحتاج الى خادمة؟
هل تحتاج الى تدليك؟
حين الحاكم سمع القصة
أصدر أمرا للسياف
بذبح الديك
قال بصوت غاضب:
كيف تجرّأ ديك من أولاد الحارة
أن ينتزع السلطة مني
كيف تجرأ هذا الديك
وأنا الواحد دون شريك...