الخميس، 18 يوليو 2013

يا رب .. يا الله ...اللهم ارزقنا حبك ......

" اللهم إني أسألك حبك وحب من يحبك وحب كل عمل يقربني إلى حبك .. اللهم ما رزقتني مما أحب فاجعله قوة لي فيما تحب .. وما زويت عني مما أحب فأجعله فراغاً لي فيما تحب .. اللهم اجعل حبك أحبّ إليّ من أهلي ومالي ومن الماء البارد على الظمأ .. اللهم حببني إلى ملائكتك وانبيائك ورسلك وعبادك الصالحين .. اللهم اجعلني أحبك بقلبي كله وأرضيك بجهدي كله .. اللهم اجعل حبي كله لك .. وسعيي كله من مرضاتك "..

ما بين شفق وغسق ............ بقلم د.شهيرة عبد الهادي

ما بين شفق  وغسق
تتلقفني أطياف همساتك
أتحسسها أتلمسها
أعش فيها ولم أفق 
-------------
د.شهيرة عبد الهادي
18 / 7 / 2013 م

ما بين شفق وغسق ............. بقلم د.شهيرة عبد الهادي

ما بين شفق  وغسق
تتلقفني أطياف همساتك
أتحسسها أتلمسها
أعش فيها ولم أفق 
-------------
د.شهيرة عبد الهادي
18 / 7 / 2013 م

النفس البشرية والبحث عن حب الله (1) ............ بقلم د.شهيرة عبد الهادي


  إن للنفس البشرية التي تبتغي وجه الله رحلتها ومحاولاتها في البحث عن حب الله .. ومدى  قدرة هذه النفس على  التمثل بالأثرة لا الإيثار إرضاءاً لله سبحانه وتعالى  ..  وعند   البحث عن  العلاقة  بين مكونات  النفس البشرية المختلفة المتكاملة  وقدرتها  على تطويع نفسها  لأمل الحصول على حب الله .. أجد أن ذلك يرتبط  بقدرة تلك النفس  في الحصول على درجة من درجات الإيمان ..وأن  ما تتمناه النفس  التي تنشد درجة من  درجات الإيمان ..هو التيقن  من حُبها  الله سبحانه وتعالى .. تحاول أن تجد هذا الحُب .. تبحث عنه في مواقفها الحياتيه المختلفة  التي تعايشها  سواء توافقت معها أو لم تتوافق .. عندما تمر النفس البشرية  بأمرٍ ما .. جلل كان  أو غير جلل.. يجب أن تتدّبره  تحاول محاولة النفس الضعيفة  الوقوف على حكمته  سبحانه في هذا الأمر.. تبحث عن  رضا الله عليها عن أثر حُب الله لها .. فإن أصابتها مُصيبة  صبرت واحتسبت  وطلبت من الله اللطف راضيةً  مستسلمة  .. فكان من الممكن أن تأتي تلك المصيبة  بوقع أكثر إيلاماً مما أتت به .. وهنا هي نعمة  من الله ..  وإن  مرت بأمر هو من باب العطاء والخير ومنحه الله إياها ..  شكرت الله  سبحانه وتعالى على هذا العطاء.. طالبةً منه أن يكون  منحة عطاء  لا بلاء .. وهنا أيضاً هي نعمة من الله  .. وقديماً  قيل  " كل منحة وافقت هواك فهي محنة وكل محنة خالفت هواك فهي منحة "  .. لذلك  فإن  أمركل نفس  تبحث عن درجة  من الإيمان  وعن حب الله ..هوأن تكون باحثةً عن  التقييم و التحليل و المحاسبية لكل أمورها الحياتية  منحة كانت أو محنة  وفقاً لهواها .. فالنفس التي تبتعد عن الله  تعتقد أن كل عطاء من  الله  هو أكبر دليل  على المحبة والتكريم لها .. والنفس التي تريد  درجة من درجات الإيمان بالله ..تؤمن بأنه لا علاقة   للعطاء والمنع  بالحب والكره.. وهنا يجب الالتفات إلى عطاء الإلوهية وعطاء الربوبية  .. يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم " إن الله يُعطي الدنيا من يُحب ومن لا يُحب ولا يُعطي الدين إلا من يُحب " رواه الترمزي ..والنفس التي تُعطي الدين سلوكاً وعملاً فعلاً وقولاً  تكتسب صفة الإنسانية ..  بكل ما تحمله هذه الكلمة من معانٍ .. لأن الدين سلوك ومعاملات نفسية بشرية .. الإنسان  هو من يسأل عن الآخر .. يقلق عليه .. يعايش مشكلاته ..يساعده في حلها .. يتحمل في سبيل ذلك آلاماً نفسية رهيبة هي ألام  من يساعده بالإضافة إلى آلام نفسه هو .. الإنسان هو من يكن قانعاً بما لديه راضٍ عن ذاته  الجسمية والعقلية والنفسية والعلمية والدراسية والعملية  والأسرية .. راضٍ عن رزقه وعن ما أنعم الله  به عليه  من نعم كثروأيضاً راضٍ عن ما منعه الله عنه  ..فـ لا ينظر ولا يطمع  فيما هو في يد الغير.. بل يُعطي الغير الحب والحنان والمودة والرحمة  والوئام والسلام والطيب من الكلام " الكلمة الطيبة صدقة "  .. ومن تلك صفاته فمن المؤكد  أنه ليس بالأناني أو النرجسي الذي يتمركز حول ذاته يعيش لنفسه فقط ..أليس هذا هو جوهر الإيمان لمن يُريد أن يصل إلى درجة من درجات الإيمان  وحب الله ورضاه عنه  .. ولذلك  فإن  الإنسان  الذي  يُريد حب الله هو من يؤمن بأن حُب الله لن يتم الحصول عليه إلا بمداواة  القلوب .. ومداواة القلوب لن تأتي إلا  باتباع  تعاليم  ومنهاج  المحبوب كما جاء في القرآن الكريم وفي سنة نبيه  الشريفة عليه الصلاة والسلام .. وموافقته  في كل ما يحب  ..وأيضاً موافقته في بُغض كل ما يبغض .. سبحانه من وضح أن الأصل في الاستقامة هي الموافقة للمحبوب  فيما يُحب ويكره ..وفي ذلك يقول ابن تيمية  في طب القلوب صفحة 183 "  حقيقة المحبة لا تتم إلا بموالاة المحبوب  وهي موافقته فيما يُحب وبُغض ما يبغض  والله يُحب الإيمان والتقوى ويبغض الكفر والفسوق والعصيان " .. والنفس البشرية عليها أن  تبحث عن حب الله وعن رضا الله  كما أوردت سابقاً  بالمحاسبية اليومية  وعن طريق رضا المحبوب سبحانه وتعالى وقد أقسم الله بالنفس اللوامة في كتابه الكريم  ..  يتم ذلك عن طريق التوبة والتطهر.. واتقاء الله في الفعل والقول والعمل .. وقد ورد في القرآن الكريم  .. إن الله يُحب التوابين ويُحب المتطهرين .. كما أن النفس البشرية التي تبحث عن حب الله ورضا الله عليها  أن تكون من المتقين الصابرين المتوكلين وليس من المتواكلين ..الراضين بما قسم الله لهم .. إن الله يُحب المتقين والصابرين الحامدين الشاكرين المتوكلين .. والنفس البشرية التي تبحث عن حب الله وعن رضا الله  عليها أن تكون من  المقسطين العادلين  المحسنين الذين لديهم قدرة على العطاء النفسي بلا حدود وتحمل تبعات ذلك .. وعلى النفس البشرية التي تنشد السواء أن تُنمي علاقتها بربها  وأن تخطوا خطوات نحو الاتصاف بتلك الصفات السابقة  التي تقربها إلى الله عز وجل وتقويها على محبته  وكلما قويت هذه المحبة كلما أصبحت تلك النفس ممن تستحق حب الله ورضوانه ..  ومما لاشك فيه أن محبة الله عز وجل تجعل النفس البشرية تلازم بين حب الله وحب الرسول عليه الصلاة والسلام  قال تعالى " قل إن كنتم تُحبون الله فاتبعوني يُحببكم الله " أل عمران :  31
..  والنفس البشرية التي تتخذ من القرآن والسنة منهاجاُ لحياتها  ستبحث عن حب الله وأثره ورضاه فيها هي ذاتها في داخلها في مشاعرها في أحاسيسها .. وذلك بطرق عدّة ..أهمها رضاها عن الله عز وجل .. ومن كانت نفسه راضية عن الله عز وجل كان ذلك من أكبر الدلائل على رضا الله عنه .. ومن  علامات حب الله عز وجل  لتلك النفس أن يجعل الله لها المحبة في أهل الأرض.. يقول الرسول الله صلى الله عليه وسلم  : " إذا أحب الله عبداً نادى جبريل : إني أحببت فلاناً فأحبه فينادي في السماء ثم ينزل له المحبة في أهل الأرض "  وهذا العبد هو العبد المُخلص صاحب النفس البشرية المُخلصة .. أما النفس المؤمنة  فينالها من هذا الإخلاص على قدر قربها من الله .. ولذلك أدرك علماء الإسلام الذين كانوا يبحثون في سبر أغوار النفس البشرية أهمية حُب الله عز وجل .. وكانوا يبحثون عن حبه ..ويدعونه بأن يمنحهم حبه .. ويسألونه في كل دعاء حبه .. وعلى كل نفس راغبة إلى حب الله أن تدعوا مثلهم ومعهم  بهذا الدعاء .." اللهم إني أسألك حبك وحب من يحبك وحب كل عمل يقربني إلى حبك ، اللهم ما رزقتني مما أحب فاجعله قوة لي فيما تحب ، وما زويت عني مما أحب فأجعله فراغاً لي فيما تحب ، اللهم اجعل حبك أحبّ إليّ من أهلي ومالي ومن الماء البارد على الظمأ ، اللهم حببني إلى ملائكتك وانبيائك ورسلك وعبادك الصالحين ، اللهم اجعلني أحبك بقلبي كله وأرضيك بجهدي كله ، اللهم اجعل حبي كله لك ، وسعيي كله من مرضاتك ". ومن لم يكفه حب الله ومن لم يبحث عن حب الله فلا شئ يكفيه ومن لم يستغني عن كل شئ  بحب الله فلا شئ يٌغنيه .. وهكذا هي النفس البشرية الباحثة عن حُب الله ومنه وفيه وله ..
------------
د.شهيرة عبد الهادي
18 / 7 / 2013 مـ  
9 رمضان 1434 هـ