يقولون لي فيك انقباضٌ وإنما.. |
رأوا رجلاً عن موقفِ الذلِّ أحجما.. |
أرى الناسَ من داناهُمُ هان عندهم.. |
ومن أكرَمته عزةُ النفسِ أكرِما.. |
ولم أقضِ حَقَّ العلمِ إن كان كُلَّمَا.. |
بدا طَمَعٌ صَيَّرتُه لي سُلَّما.. |
وما زلتُ مُنحازاً بعرضيَ جانباً.. |
من الذلِّ أعتدُّ الصيانةَ مَغنما.. |
إذا قيلَ هذا مَنهلٌ قلتُ قد أرى.. |
ولكنَّ نفسَ الحرِّ تَحتَملَ الظَّمَا.. |
أُنزِّهها عن بَعضِ ما لا يشينُها.. |
مخافةَ أقوال العدا فيم أو لما.. |
فأصبحُ عن عيبِ اللئيمِ مسلَّما.. |
وقد رحتُ في نفسِ الكريمِ مُعَظَّما.. |
وإني إذا ما فاتني الأمرُ لم أبت.. |
أقلِّبُ فكري إثره مُتَنَدِّما.. |
ولكنه إن جاء عَفواً قبلتُه.. |
وإن مَالَ لم أُتبعهُ هَلاِّ وليتَما.. |
وأقبضُ خَطوي عن حُظوظٍ كثيرةٍ.. |
إذا لم أَنلها وافرض العرضِ مُكرما ..
|
وأكرمُ نفسي أن أُضاحكَ عابساً.. |
وأن أَتلقَّى بالمديح مُذمَّما.. |
وكم طالبٍ رقي بنعماه لم يَصِل.. |
إليه وإن كَانَ الرَّئيسَ الُمعظَّما.. |
وكم نعمة كانت على الُحرِّ نقمَةً.. |
وكم مغنمٍ يَعتَده الحرُّ مَغرَما..
|
ولم أبتذل في خدمة العلمِ مُهجَتي.. |
لأَخدمَ من لاقيتُ لكن لأُخدما.. |
أأشقى به غَرساً وأجنيه ذِلةً.. |
إذن فاتباعُ الجهلِ قد كان أَحزَما.. |
ولو أن أهل العلمِ صانوه صانَهُم.. |
ولو عَظَّمُوه في النفوسِ لَعُظِّما.. |
ولكن أهانوه فهانو ودَنَّسُوا.. |
مُحَيَّاه بالأطماعِ حتى تَجهَّما.. |
فإن قُلتَ جَدُّ العلم كابٍ فإنما.. |
كبا حين لم يحرس حماه وأُسلما.. |
وما كلُّ برقٍ لاحَ لي يستفزُّني.. |
ولا كلُّ من في الأرضِ أرضاه مُنَعَّما.. |
ولكن إذا ما اضطرني الضُّرُّ لم أَبتِ.. |
أُقلبُ فكري مُنجداً ثم مُتهما.. |
إلى أن أرى ما لا أغَصُّ بذِكره.. |
إذا قلتُ قد أسدى إليَّ وأنعما.. |