الخميس، 4 أبريل 2013

وتستمر مأساة التعليم في مِصر .... بقلم د.شهيرة عبد الهادي ..



أنا حزينة على التعليم في بلدي .. كنت اليوم الخميس 4 /4 /2013 مـ .. أقوم بالإشراف على طالبات التربية العملية في إحدى المدارس الإعدادية .. وقد هالني ما رأيته .. من كم " القمامة " في الفصول داخل الـ " تختة " وعلى أرض الفصل وفي كل ركن فيه .. وتدني لغة الحوار بين التلميذات.. وتدني مستوى التعامل من التلميذات تجاه المعلمة .. وقلة الإمكانيات المتاحة للعملية التعليمية إن لم يكن انعدامها .. ناهيك عن العدد القليل جداً من التلميذات الحاضرات وهن في الصفين الأول والثاني .. أما الصف الثالث فلا توجد به طالبات على الإطلاق ..تناقشت في ذلك مع مسؤؤلي الإدارة المدرسية .. فـشعرت بالمرارة في كل حرف تنطق به شفاههم .. وهم يصفون حجم معاناتهم مع التلميذات ومع أولياء الأمور .. وتوصلنا إلى أن حال التعليم والتربية في مصر الآن سيئة جداً.. وأن عملية التعليم والتربية السيئة الآن في مصر .. هي نتاج منظومة متكاملة يشترك في تبعات مسؤلياتها كل المسؤؤلين عن العملية التعليمية التربوية وكل من يهتم بالشأن التعليمي التربوي في مصر ونحن معهم .. ثم التقينا عند نقطة أساسية .. وهي.. أن الأساس في التربية والتعليم السليم تكون بدايته من البيئة الأسرية التي ينشأ فيها النلاميذ والتلميذات .. وأن النشأو الأولى في البيت هي التي تضع اللبنات الأولى لصلاح العملية التعليمية التربوية .. نعم إنه البيت ..و طبيعة القيم والمبادئ التي يتعلمها الإبن وتتعلمها الإبنة في البيت .. يا الله ..هل نسينا أننا قد تربينا في بلدنا مِصر .. على الدستور الأخلاقي الذي أرساه رسولنا الكريم في أحاديثه النبوية الشريفة .. وهو عليه الصلاة والسلام .. خير مُعلم وقدوة لنا جميعاً ..كما قد تربينا على أنه .." ليس منا من لم يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا ".. وللأسف فإنه في الوقت الحالي ومنذ سنوات مضت .. لم يعد يتوفر الشق الأول من هذه المقولة أو "الدستور الأخلاقي" عند الغالبية العظمى من التلاميذ والتلميذات .. أما بالنسبة للشق الثاني .. فإن هذه هي الطامة الكبرى .. حيث أن التلاميذ والتلميذات قد تمت تربيتهم كما أنهم يتربون الآن على أن مفهوم " الرحمة " هو اعتبار أنها تتمثل في أقل كم وكيف من المعلومات تُعطى إليهم .. ثم في التهاون مع تجاوزاتهم في حق معلميهم .. والتي تصل إلى عدم احترام المعلم أو المعلمة والتجرؤ عليهم إلى أبعد الحدود ..وقد أخبرني المسؤؤلين بأن مثل هذه السلوكيات غير المرغوب فيها قد زادت و خاصة بعد الثورة التي فهمها هؤلاء التلاميذ خطأً .. كما فهموا الحرية التي منحتها هذه الثورة لكل المصريين فهماً خاطئاً .. وهنا أنا لا أهاجم التلاميذ لأنهم بمثل هذه الصفات التي اكتسبوها من ثغرات المجتمع .. فإنهم ضحايانا جميعاً .. فنحن جميعاً في هذا الوطن قد شاركنا في وصولهم إلى هذه الدرجة غير المرغوب فيها أخلاقياً .. وخاصة الأب والأم في البيت الذي انحسر دور كل منهما في تربية أولادهم انحساراً ملحوظاً الآن ..وهنا تذكرت معاناتنا في الجامعات الآن .. للأسف .. بسبب أن مثل هذه الأخلاقيات غير السوية وغير المرغوب فيها والتي عايشها كل من التلاميذ والتلميذات في المرحلة الإعدادية ثم في المرحلة الثانوية والتي تستفحل هذه الظاهرة فيها أكثر وأكثر نظراً لطبيعة المرحلة العمرية التي يمر بها هؤلاء التلاميذ .. فإذا ما انتقل هؤلاء التلاميذ والتلميذات إلى الجامعات .. فإنهم ينتقلون إليها ومعهم هذه الأخلاقيات ويبدأون في ممارستها أيضاً داخل أسوار الجامعات .. فيأتي إلينا الطالب والطالبة .. وهو يحمل هذه الصفات والمعتقدات غير المرغوب فيها وغير السوية .. ليمارسها أيضاً في الجامعة .. لتبدأ رحلة معاناة جديدة مع هؤلاء الطلاب .. هذا الجيل الذي يجب أن يكون هو أمل الأمة بقيمه ومبادئه وأخلاقياته البناءة المرغوبة لبناء وطن .. وإذا بنا نجد الآن أن مأساة التعليم في مصر ما زالت مُستمرة .. لأن هناك من يستغلون هؤلاء الطلاب والطالبات في خلافاتهم السياسية .. بدلاً من أن يبحثوا في كيفية رفع المستوى التعليمي العلمي التربوي الخلقي لهم .. ويدفعوا بهم إلى التجرؤ على أساتذة الجامعات وعلى رموز الوطن .. ويا للعجب العجاب .. يحدث هذا .. والجميع يُنادي الآن بالتمسك بالدين و التمسك بتطبيق الشريعة .. وعلى أرض الواقع لا التزام .. بجوهر الدين ولا مبادئه .. وحتى لا التزام بأبسط قواعد التعامل المنبثقة عنه ..فلا نساعدهم ونربيهم على أن يوقروا كبيرهم .. ولا نرحمهم بأن نربيهم تربية سليمة .. وننأى به عن صراعاتنا السياسية وأطماعنا الشخصية .. حقاً .. هي فعلا منظومة متكاملة أساسها السياسة العامة للبلاد التي تنعكس على تربية أبنائها .. والتي أدت إلى انهيار التعليم والعلم والتربية الخلقية في مصر .. والتي بدأت مع أوائل السبعينيات مع سياسة الانفتاح واستمرت حتى الآن .. و.. الله يرحم التعليم والعلم والتربية الخلقية في مصر ..
---------------
د.شهيرة عبد الهادي
4 /4 / 2013 مـ
الإسكندرية
مِصر الحبيبة

وتستمر مأساة التعليم في مصر

أنا حزينة  على  التعليم  في  بلدي .. كنت  اليوم  الخميس 4 /4 /2013 مـ  .. أقوم  بالإشراف  على  طالبات  التربية  العملية  في إحدى المدارس   الإعدادية  .. هالني  ما رأيته .. من كم " القمامة "   في الفصول  داخل الـ " تختة "  وعلى أرض الفصل وفي كل ركن فيه  .. وتدني  لغة الحوار  بين  التلميذات  .. وتدني مستوى  التعامل من  التلميذات  تجاه المعلمة  .. وقلة الإمكانيات  المتاحة للعملية التعليمية إن لم يكن انعدامها .. ناهيك  عن العدد القليل جداً من التلميذات  الحاضرات   وهن في الصفين الأول والثاني  أما  الصف الثالث  فلا  توجد  به طالبات  على  الإطلاق ..تناقشت في ذلك  مع  مسؤؤلي  الإدارة المدرسية ..  فـشعرت  بالمرارة  في كل حرف تنطق به شفاههم  .. وهم يصفون حجم معاناتهم  مع التلميذات  ومع أولياء الأمور .. وتوصلنا إلى أن حال التعليم والتربية  في مصر الآن سيئة .. وأن عملية التعليم والتربية  . هي  منظومة  متكاملة   يشترك في تبعات مسؤلياتها   كل  المسؤؤلين عن العملية التعليمية التربوية  وكل من يهتم  بالشأن التعليمي التربوي في مصر ونحن  معهم   ..  لكننا   التقينا  عند  نقطة  أساسية .. وهي.. أن   الأساس    هو   البيت .. والتربية   في البيت ..و طبيعة  القيم والمبادئ  التي    يتعلمها  الإبن  وتتعلمها  الإبنة في البيت .. يا الله .. لقد تربينا .. على الدستور  الأخلاقي  الذي أرساه  رسولنا  الكريم  في أحاديثه النبوية الشريفة .. وهو عليه الصلاة والسلام خير مُعلم وقدوة لنا كما تربينا  على أنه .." ليس منا من  لم  يوقر كبيرنا   ويرحم صغيرنا "..  وللأسف  لم يتوفر الشق  الأول  من هذه المقولة  أو الدستور الأخلاقي  عند الغالبية من  التلاميذ والتلميذات الآن   .. أما بالنسبة  للشق الثاني  .. فإن هذه هي الطامة الكبرى .. حيث أن   التلاميذ والتلميذات  يتربون الآن   على أن  مفهوم " الرحمة " هي ما تتمثل   في أقل    كم وكيف من المعلومات   تُعطى إليهم ثم في التهاون  مع تجاوزاتهم   التي تصل  إلى عدم احترام  المعلم أو المعلمة  والتجرؤ عليهم إلى أبعد حد  ..وأخبرني المسؤؤلين   بأن  مثل  هذه  السلوكيات غير المرغوب فيها  قد زادت  و خاصة بعد الثورة    التي فهموها خطأ  .. وفهموا   الحرية  التي منحتها  هذه الثورة  للمصريين فهماً خاطئاً  .. وهنا أنا  لا أهاجم التلاميذ  لأنهم بمثل هذه الصفات هم  ضحايانا  جميعاً .. فنحن جميعاً في هذا الوطن  قد شاركنا في وصولهم إلى هذه الدرجة  غير المرغوب فيها  .. وخاصة  الأب والأم  في البيت  الذي انحسر دور كل منهما في تربية أولادهم    الآن   وهنا  تذكرت  معاناتنا  في الجامعات  الآن .. للأسف .. بسبب أن مثل  هذه   الأسس غير السوية  وغير المرغوب فيها  والتي  عايشها    التلميذ وعايشتها التلميذة في المرحلة اإعدادية ثم في المرحلة الثانوية بل  هي  تستفحل  أكثر وأكثر   في المرحلة الثانوية  نظراً  لطبيعة هذه المرحلة العمرية   للتلاميذ..  .. يتم  تصديرها  للجامعات   بعد انتهاء   المرحلة الثانوية .. فيأتي  إلينا   الطالب  والطالبة .. وهو  يحمل هذه الصفات  والمعتقدات  غير المرغوب فيها وغير السوية  .. ليمارسها أيضاً في الجامعة  .. لتبدأ رحلة معاناة جديدة  مع هؤلاء الطلاب  .. هذا الجيل   الذي  يجب  أن  يكون  هو  أمل  الأمة  بقيمه ومبادئه وأخلاقياته  البناءة  المرغوبة   لبناء وطن .. فإذا بنا  نجد  الآن  أن  مأساة التعليم في مصر ما زالت  مُستمرة  ..  لأن   هناك   من   يستغلون    هؤلاء الطلاب والطالبات    في خلافاتهم  السياسية بدلاً من  أن   يبحثوا   في كيفية  رفع  المستوى  التعليمي العلمي التربوي الخلقي   لهم  ..   ليتجرأوا    على  أساتذة الجامعات  وعلى رموز  الوطن  ..    ويا للعجب العجاب ..  يحدث هذا و الجميع يُنادي  الآن    بالتمسك   بالدين و التمسك بتطبيق  الشريعة ..  وعلى أرض الواقع لا التزام  .. بجوهره   ولا مبادئه  .. وحتى لا  التزام    بأبسط  قواعد التعامل  المنبثقة  عنه ...فلا نساعدهم  ونربيهم على أن يوقروا   كبيرهم  .. ولا  نرحمهم   بأن   نربيهم تربية  سليمة  وننأى  به  عن  صراعاتنا السياسية  وأطماعنا  الشخصية  ..  فعلا هي منظومة  متكاملة أساسها  السياسة العامة    للبلاد    التي تنعكس  على تربية أبنائها  والتي أدت إلى انهيار التعليم  والعلم والتربية  الخلقية في مصر .. والتي بدأت  مع أوائل السبعينيات مع سياسة الانفتاح  واستمرت حتى الآن  .. و.. الله يرحم التعليم  والعلم والتربية الخلقية في مصر ..
---------------
د.شهيرة عبد الهادي
4 /4 / 2013 مـ
الإسكندرية
مِصر الحبيبة