الخميس، 30 أكتوبر 2014

ردِّ على أخ كريم محترم .. نختلف معا في الرؤى : لكن هدفنا واحد هو مصر .. مع ملاحظة أنه لا يعارضني ..فيما كتبت هنا حول بعض السلوكيات غير المرغوب فيها من فئة من الشعب المصري ... بقلم د.شهيرة عبد الهادي


ردِّ  على أخ كريم محترم  .. نختلف معا في الرؤى .. لكن هدفنا واحد هو مصر .. مع ملاحظة أنه لا يعارضني ..فيما كتبت  في مقالتي " مواقف حياتية" في 30 / 10 / 2014م .. حول بعض السلوكيات غير المرغوب فيها من فئة من الشعب المصري ...
----------------------------------
أولاً : أهلاً سهلاً بحضرتك يا أستاذ يحى المحترم  وصباح الخيرات على حضرتك يا رب..ثانياً: لم أعهدكم مخادعاً أو منافقاً لي أو لغيري وأعترف بذلك فحضرتك ذو توجه واضح من البداية ولا تحيد عنه :ثالثاً:  أقول: وإلى الآن  .. ما زلت أنا أؤيد ثورة يناير.. وأقول أنها الثورة الأولى  والنقية عندما بدأت مع شباب يوم الثلاثاء 25 يناير  فقط وبالذات .. بينما حضرتك لا تؤيدها .. أما ما حدث بعدها .. بداية من يوم 26 يناير  وخاصة يوم 28 يناير.. وأدخلنا  في غيابات إلى اليوم .. فليست ثورة يناير هي المسؤولة عنه .. وإنما تصرفات .. الباحثين عن السلطة المتسلطين ..الذين لا يعترفون بمعنى الوطن والوطنية .. وكوني .. أنني .. أنتقد سلوكيات الشعب العادي مثلي .. فهذا لأنني .. أريده أن يكون  في أعلى العليين .. ثم أنني ما زلت .. مُصرِّة .. على أننا شعب مصر.. شعب  غير مترابط .. غير متكاتف .. داخل مصر وخارج مصر .. تشيع بين أفراده  سلوكيات الحقد والحسد والكراهية والبغضاء.. وتحطيم الآخروكراهية تقدمه ..والتلصص عليه  والشراهة في معرفة أخباره حتى يرسم الخطط  للقضاء عليه تماماً  .. وعدم احترام النظام وعدم احترام القانون وعدم احترام النظافة العامة وعدم احترام الملكية العامة  الأدبية والمادية .. كما لو أنه قد احترف الفوضى وعشق الفساد ..بأنواعه .. كما  أنه لا توجد روابط حميمية بين أفراده سواء داخل مصر أو خارجها .. وهذا يظهر بصورة فجة .. في الخارج .. فالجالية المصرية في أي مكان أقل تماسكاً من غيرها.. وكل واحد فيها .. يقوم بعمل .. "المقالب"  لزميله المصري حتى يلغي عقده .. ولا يحب الخير لابن بلده مصر..وكلٍ منهم يكره نجاح الآخر .. بينما هو يتملق   شعب البلد الذي يعمل عنده.. كما يتملق رؤساء أو أمراء أو ملوك  البلد الذي يعمل عنده ..ولا تستطع أن تتحرك شفتاه ببنت شفة  حولهم .. وهنا داخل مصر لا توجد علاقات اجتماعية حميمية بين الناس .. و أيضا   في مكان العمل  داخل مصر .. العلاقات  الاجتماعية تكاد تكون  منعدمة  بل هي معدومة  فعلاً .. أنا أعيش في مصر  يا أستاذ يحى .. أعيس أفراحها وأتراحها .. وأشعر بها  وأحسها .. -ولذلك يوم أن تعود روح الثلاثاء 25 يناير 2011م  بين أبناء مصر جميعاً .. من المؤكد أن مصر ستتقدم للأمام - أخي الفاضل الأستاذ يحى .أزيدكم من الشعر بيتاً .. عندما كنت  أنا في  سنوات إعارتي .. كنت آتي لزيارة مصر 4 مرات  سنوياً  بالطيران وعلى حسابي  الخاص.. لم أكن في يوم من الأيام مُحبة  .. إلا لشمس بلدي وشعب بلدي .. ولم أعبد الدينار أو الريال أو الدولار.. ولم أسمح لأحد قط في الخارج  أن يذكر مصر بمجرد حرف فيه سوء.. لكننا  يجب علينا أن  لا ندفن رؤوسنا في الرمال .. نحن نعاني من أمراض اجتماعية خطيرة .. بدأت مع سياسة السداح مداح للسادات في أوائل السبعينيات .. واستمرت مع مبارك الذي عمقها  وهدم البلد وجرفها .. ولا يتحمل .. من جاءوا بعده التبعة وحدهم .. حتى وإن كان مرسي  الذي لم ولن أتمنى حكمه في يوم من الأيام .. أما عن الحاكم الحالي .. فأقول لمن  يتغنون بالشعب إثباتاً لوطنيتهم والتي- لا أعلم إن كانت صادقة أم لا  فالعلم عند الله -فإن هذا الشعب .. هو من طالب بالحاكم الحالي وهو من عزل الحاكم السابق ومن قبله  الأسبق  " ..وهذا اختياره .. فلتحترموا اختياره .. ولا تتاجروا بالشعب .. بل خذوا بيده نحو الإصلاح .. إصلاح نفسه .. تقويم نفسه.. حتى يثق بنفسه أكثر- إن الله لا يُغير ما بقومٍ حتى يُغيروا ما بأنفسهم - حتى يكون واعياً أكثر.. وحتى يحاسب حاكمه الحالي .. إذا ما أخطأ  وأن يحاكمه إذا ما  عليه تجرأ .. سبحان الله يا أستاذ يحى.. بعد أن كتبت كلماتي  هذه في  "مواقف حياتية"  بساعات  وساعات ..وجدت الدكتور أحمد  عكاشة على  قناة -أون تي في - ليلاً .. يحلل ما حدث للشعب المصري .. ويذكر نفس ما ذكرته أنا هنا في "مواقف حياتية" .. وتكاد تكون الكلمات التي نطق بها   هي بالحرف   كلماتي .. الحمد لله ربنا أنعم عليَّ نعمة أن أكون باحثة  ملاحظة راصدة .. وفي نفس الوقت يجب على الباحث أن يكون موضوعياً بقدر ما يتاح له من معلومات .. أشكركم يا أستاذ يحى .. وأشرف بحضرتك .. وأحترمك.. بالرغم من اختلافنا في الرؤى .. لأنكم أهل للاحترام .. من حيث الثبات على المبدأ .. وهذا ما يجمعنا .. Yehia Abd Elkareem
------------------------
د.شهيرة عبد الهادي

(مواقف حياتية ) بالتخلص من مثل هذه السلوكيات وبتماسكنا كشعب واحد سنحقق الكثير ... بقلم د.شهيرة عبد الهادي

مواقف حياتية
========
يعترض البعض  عليَّ ..من حيث .. أنني .. أركز  أحياناً .. على .. سلوكيات ..  فئة من الشعب العادي مثلي .. وانتقدها بلغة ..المُحب لشعبه ..المُحتِرم له .. وإنني ..لا أهاجم القيادات  في بعض الأحيان أيضاً ..مع أنني .. أوجه للقيادات  الانتقادات الكثيرة .. في مواقف كثر  متعددة ومختلفة ..  يعلمها من يُتابع صفحتي المتواضعة.. ولكن  أيضاً ..بلغة المُحب للوطن .. المُحب  للأمة..  والتي توجب   علينا  ..أن نُغلِّب مصلحة الوطن  .. التي هي منتهى أمل الشعب المصري  ..على أي مصالح شخصية .. وردِّي على حضراتهم هو الآتي .. أولاً: أنني .. مؤمنة .. بأن الشعب الواعي الفاهم الراقي المتحضر المنظم.. الذي يحترم  القانون والنظام و النظافة ..ويحترم الملكية العامة  الأدبية أو المادية ..  سوف  تكون لديه القدرة.. على محاسبة  قياداته  ويحاكمها إذا ما أخطأت .. وشعبنا المصري العظيم له كل التقدير والاحترام  لأنه يستحقهما .. ومن باب  هذا الاستحقاق ننشد له المزيد من التقدم والرقي .. عن طريق التقويم  المستمر لنفسه .. حتى يستطيع التحكم  في توجيه  دفة الأمور في بلده .. والمضي بها في الطريق التي يتمناها .. ثانياً : ليس من طبعي البدء بالهجوم  المُستمر على أحد .. بأمانة .. حتى في حياتي الشخصية .. إلى أن يأتي الفعل الردئ من الآخر .. فأوجه ولا أهاجم.. لأنه ببساطة ليس لي مآرب خاصة ..ولا يستطيع أحد المُزايدة على وطنيتي .. التي يعلمها كل مُخلص لهذا البلد .. ولذلك سأعرض على حضراتكم  الآن ..بعض السلوكيات  التي أراها في الشارع المصري وفي المواصلات العامة والتي أتمنى  التخلص منها  .. وهي  .. كل .. رجل سيدة شاب فتاة طفل طفلة .. ماسك في إيده موبايل .. وممكن مع الموبايل تابلت .. شوفوا بقى حضراتكم .. إيه اللي بتسمعه .. أثناء مكالماتهم في هذا الموبايل وهم يتحدثون بالصوت العالي الذي يتصف به المصريون  دائماً .. واحدة بتكلم إبنها  وتقولوا : يا ولا  روح يا اللي تنشك في بطنك هات حلة المحشي  من عند خالتك وحطها في التلاجة بدل ما تخسر .. وقعدوا يتناقشوا حوالين حلة المحشي يجي نص ساعة.. واحد تاني عمال  بيحل مشكلته الشخصية مع مراته  ويقول لها: اتعدلي يا ولية  وارجعي بيتك بدل ما اطلقك للمرة التانية .. واحدة تانية صوتها عالي فاق كل الأصوات المصرية العالية: بتقول لصاحبتها  يا بتاعة انتي مستنتنيش ليه  في الشارع وجبتي الماكياج اللي قلتلك عليه أدينا عدينا الشارع أهوو.. واحد تاني قعد يتكلم يجي أكثر من ساعة بيحل مشكلة أخته مع جوزها  وبصوت عالي بدرجة غير عادية وبإسلوب  منفر للغاية .. شاب عمال يكلم في حبيبته كلام ميصحش الناس تسمعه  ولما  الناس قالت له : يا بني مش هنا  رد عليهم بمنتهى  قلة الذوق ..واحد تاني  عمال يكلم ولاده في الموبايل وبيقول لهم: أموكوا طابخة إيه النهاردة ؟فقالولوا  على الطبيخ  وطبعا إحنا مسمعناش  نوع الطبيخ اللي طبخته فكان رده : أنا مش قايل ليها تعمل سمك النهارده  نهارها مش فايت  إن شاء الله .. وطبعاً ده كله بالصوت العالي  العالي العالي الذي  تعلوا نبراته كلما طالت المكالمة .. فتعيش داخل المواصلات في ضجيج ..وفي الشارع في ضجيج.. وفي مكان  العمل في ضجيج.. وتلاقي نفسك بتصرخ زيهم بالظبط ..عشان يسمعوا صوتك ..إذا ما حبيت تقول أي حاجة مهمة.. أوتوجه توجيهاً مهماً.. أو حتى تقول للسواق نزلني هنا: ناهيك عن الكلاكسات  المزعجة طول الليل والنهار في الشارع .. والتي يستحدمها السائق  وصاحب السيارة  بدون ترشيد وهو  بيتكلم في الموبايل بردوو  .. ودي بس عينة من استخدام بعض أفراد الشعب للموبايل في المواصلات العامة وفي الشارع العام .. أعتقد.. أننا  في حاجة  إلى .. إعادة تربية المنظومة الثقافية  .. الخاصة بنا جميعاً.. كشعب يريد  العيش والحرية والعدالة والكرامة  ..المنظومة متكاملة  .. ويوم  أن نتمسك بكل أساليب الحياة   المتحضرة   إنسانياً  سنستطيع  التحكم في كل الظواهر في  بلدنا ..سنستطيع أن نعي ما يفعله حكامنا بنا .. ونحاسبهم  ونحاكمهم أولاً بأول قبل أن تستفحل الأمور..
----------------------------
د.شهيرة عبد الهادي