(كلمتين بالبلدي)
-----------------------
في الحقيقة هنا أيضاً .. لا اجد وصفاً لما حدث .. إلا أن هذه السيدة أيضاً .. مثلها كمثل الكثيرين في مصر .. الذين يبحثون عن مجد شخصي أو منصب أو مكانة ..ومما يؤكد ذلك.. ما قالته في أحد أحاديثها بالحرف "أنني المرة الجاية ح احط الكتب في كرتونة وابعتها للوزارة".. مما يعني أنها على يقين من عودتها إلى عملها مرة آخرى .. بالرغم أنه قد تمت إحالتها للتحقيق من قبِل وزير التربية و التعليم الحالي .. ثم ما معنى أنها تقول أنه قد جاءت لها تعليمات من جهات أمنية لحرق هذه الكتب.. ثم هل هي لا تعرف أن الدستور يمنع ذلك إلا بالقانون .. وهناك في الدستور نص صريح بذلك .. فهل هي لا تعرف الدستور .. أم أنها تعرفه وتتجاهله ..ثم هل حضرتها تعتقد أنها تحارب الإرهاب بذلك ..بأنها تحرق الكتب أمام أعين التلاميذ .. أليست هذه الكتب هي قيمة في حد ذاتها في أعين التلاميذ أو أنها يجب أن تكون كذلك .. ثم لو فرضنا أن هذه الكتب فيها ما فيها و الذي يحض على الإرهاب ..هل يتم حرقها في كرنفال احتفالي هكذا تحضره السيدة ورجالات المدرسة ..وكل منهم يحمل علماً لمصر في يده .. هل هذا هو الكفاح .. هذا تصرف غير طبيعي .. لا أدري لماذا نحن دائماً قوم نقول ما لا نفعل .. لقد فعلت هذه السيدة هنا بفعلتها هذه.. كما فعلت داعش التي ننتقد إسلوبها ليل نهار .. ناهيك عن أن هناك كتباً -كما قيل وذُكر - كان لا يستحق الحرق.. إن محاربة الفكر لا يكون إلا بالفكر .. وحتى أكون موضوعية فإنني أعلم أن هذا ليس بالأمر السهل ولكن فليحاول من بيدهم القرار .. ما هذا ..نحن نعيش في زمن الأنانية والأنمالية ..ونهب مصر في جميع المجالات ..حتى المجال الفكري منها .... للأسف الكل في مصر الأن يفعَّل المثل الشعبي المصري القائل .. "إن خرب بيت ابوك إلحق خدلك منه قالب".. كل رجل وكل سيدة في مصر الآن .. يريد منصباً يريد مكانة يريد سلطة يريد الشهرة..حتى ولو على حساب الوطن .. وما يؤكد ذلك .. أن حضرتها كانت مُرشحة لمنصب وزير التربية والتعليم من قِبل وزير التربية والتعليم السابق الدكتور أبو النصر.. كما أنها كانت مرشحة لنفس المنصب من قبلِ مصطفى مجدي وعدلي القزاز خلفاً للدكتور إبراهيم غنيم في عهد الإخوان .. وأيضاً في وزارة حازم الببلاوي في عهد الرئيس المؤقت عدلي منصور .. كما هو منشور عنها في الميديا .. للأسف الجميع يريدون مناصب ويريدون الوصول إليها بكل السبل المشروعة وغير المشروعة .. والشباب الصغير بيموت ودمه بيروي كل شق من شقوق كل شارع في مصر .. تعبنا نفسيا والله من ضياع كل قيمة حلوة في مصر..
-----------------------------------------------------
د.شهيرة عبد الهادي
#Drshahera_Abd_Elhady
