=============
لقد مضى من شهر رمضان المُبارك إثنا عشر يوماً .. وبدأت مُعظم البيوتات المصرية كالعادة.. تستعد .. لعيد الفطر المُبارك .. وباعتبار بيتي من تلك البيوتات المصرية ..فأنا مثلهم جميعاً لديَّ نفس العادات .. ولذلك وجدتني أنشغل أيضاً .. بالاستعداد لشراء حاجيات العيد .. من .. الكحك والبسكويت ..والبيتيفور والغريبة.. والشيكولاتة والمكسرات .. والترمس والحمص .. والحلبة والفول السوداني.. ناهيك عن شراء الملابس الجديدة للعيد .. وذهبت في المرحلة الأولى إلى فتح الله .. الذي كُتب عليَّ .. لأنه قريب من منزلي ..لشراء تلك الحاجيات .. لكني .. قد لاحظت.. طوال طريقي إلى هناك .. وجود الكثير .. من الشحاذين والشحاذات .. الذين يمدون الأيدي .. وبصورة فيها امتهان للكرامة .. في هذه الفترة ..من هذا الشهر الكريم .. وبغض النظر ..عن مناقشة تلك الظاهرة ..وما إذا كانت هي مهنة .. تُمتهن في المواسم المختلفة في مصر .. إلا أنها .. جعلتني أتذكر أنه .. يوجد من سكان مصر .. الكثير من الفقراء .. وبصرف النظر عن الخوض في تعريف من هو الفقير .. وبصرف النظر .. عما هو مذكور في كُتب التفسير حول تعريف الفقير .. فإنه توجد حقيقة لديّ .. وهي أنني وغيري والحمد لله .. من أصحاب الطبقات المتوسطة ..إذا كان هذا التوصيف صحيحاً.. ما زلنا قادرين على شراء فرحة عيد الفطر .. بينما هناك ..من هو ما زال غير قادر.. على شراء تلك الفرحة .. وهنا وجدتني .. أتذكر زكاة الفطر .. والزكاة بصفة عامة .. وأفكر فيمن هو يستحق هذه الزكاة .. فذهبت إلى المصحف الشريف .. فوجدت الآية رقم 60 في الصفحة رقم ( 196) بالجزء العاشر في سورة التوبة :
يقول الله سبحانه وتعالى :
"إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ " ..
والآية توضح أن للزكاة .. مصارف ثمانية .. هي .. الفقير .. المسكين .. العاملون عليها الذين يقومون بجمعها وتوزيعها .. والذين يدخلون الإسلام حديثاً فنؤلف بين قلوبهم عن طريقها .. ولدفع دية أو عتق رقبة .. مع ملاحظة أنه لا يوجد عتق رقبة الآن .. وسداد الدين عن الغارمين أي من عليهم دين ولم يستطيعوا سداده.. وما أكثرهم في السجون المصرية ..ومنهم الكثيرون الغارمون على مبالغ زهيدة.. ولإعداد المجاهدين في سبيل الله .. وابن السبيل الذي يسافر بين البلاد .. وكتب التفسير مليئة .. بتعريف الثمانية مصارف ..لمن يريد الاستزادة .. مع ملاحظة أن ..الحياة الآن بمتغيراتها الحديثة المختلفة .. مليئة بالجهات التي من الممكن أن نتبرع لها من زكاة أموالنا .. فعلى كل منا أن يتحرى من يستحق الزكاة ويُعطيها له في رمضان وقبل عيد الفطر .. ومن المؤكد ..أننا سنجد ضآلتنا المنشودة .. في بلد مثل بلدنا مصر.. فيها 40% من سكانها فقراء .. لا تمنع نفسك من متع الحياة.. وساعد في أن الفقير يتمتع بها أيضاً .. اشترى حاجيات العيد .. واعط فرصة للفقير أن يشتريها أيضاً .. وافرح بإتمام صيامك واطلب من الله القبول .. وساعد الفقير يفرح بإتمامه أيضاً.. وافرح بعيدك واجعل الفقير يفرح به أيضاً .. اختر مصرف من المصارف الثمانية السابقة.. ووجه لها جزءاً من مالك ..إذا كان لديك ما يفيض عن حاجتك.. إشتري الفرحة ..واجعل الفقير يشتريها بزكاة مالك .. وكل سنة وانت طيب ..
--------------
د.شهيرة عبد الهادي