المطر
مستمر بغزارة على الإسكندرية ..أيام الخميس والجمعة وآدي كمان ليلة
السبت ثم السبت والأحد من 22 / 12 وحتى 25 /12/ 2016م ..والأيام دي من
ضمن الأيام اللي أنا بيكون عندي فيها شغل بالكلية من الصباح ولا أعود
لبيتي قبل الخامسة مساءً وأحياناً السادسسة أو السابعة .. وبالتالي
أنا شاهد عيان ..بمعنى أنني أرى الشوارع وساحات الكليات بالمجمع النظري
للكليات بالشاطبي مليئة ببحور من المياة .. وخاصة شارع مقابر
المسيحيين المواجة لمركز شرطة باب شرق اللي بيودي على
الترام بالشاطبي في نهايته .. شيء غريب هذا الشاع بقالوا 6 سنوات على
هذه الحال .. عبارة عن بحر لدرجة أن المياه تدخل على هذه المقابر مما جعلهم يضعون أكياساً من الرمال أمام أبوابها بارتفاع عالي حتى تحجز
المياه .. هذا بالإضافة إلى أن شارع البيطاش الرئيسي بالعجمي والشوارع
الجانبية عبارة عن بحيرات من المياة المتتابعة .. بقالي 4 أيام الآن
أعود لمنزلي والملابس كلها " روبة " وروبة دي بلغة ستي أم أبويا
يعني " ماء على طين ".. الإسكندرية التي كانت تتطهر زمان بمياه المطر
وتبدوا كالعروس في ليلة عرسها لم تعد كذلك .. والغريب أنني أقرأ كل يوم
بوستاًً على أن كل المسؤولين في الإسكندرية قد أنقذوها من ويلات
الأمطار .. ويبدوا أنهم يهتمون بالشوارع الرئيسة فقط أما الجانبية فالوضع
على ما هو عليه .. وهكذا ..لا يتم حل الأزمات في مصر كلياً .. وإنما
جزئياًً وعلى ما تفرج .. كما أن فيها الكثير من الشغل بيكون " كده وكده " ..
" أﻧت ﻋﻴﻨﻲ ﺍﻟﻠﺘﻴﻦ ﻻ أﺭﻯ إﻻ ﺑﻬﻤﺎ .. ﺑﺪﻭﻧﻚ أﻛﻮﻥ أﻋﻤﻰ ﺣﻘﺎ "
ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻪ أديبنا الكبير ﻃﻪ ﺣﺴﻴﻦ ﻟﺰﻭﺟﺘﻪ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﺳﻮﺯﺍﻥ ﺑﺮﻳﺴﻮ ﺑﻌﺪ 56
ﻋﺎﻣﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺐ .. 56 ﻋﺎﻣﺎً أﺛﺒﺘﺖ أﻥ ﺍﻟﺤﺐ هو من أقوى الروابط الإنسانية ..
أﻗﻮﻯ ﻣﻦ ﺍﻻﺧﺘﻼﻓﺎﺕ أﻗﻮﻯ ﻣﻦ ﺍلأﻋﺮﺍﻕ ..
ويظل الحُلم عنواناً للحقيقة غير المُعلنة ..
ويظل الوهم طريقاً للهروب من مشاعر مُهملة ..
يا رب يا الله .. اللهم اكفني وأصدقائي وكل من يحبني في الله شر المستخبي
اللهم كما أنزلت المطر وتأمر بالصقيع أنزل دفئك على جنودنا في سيناء واحمهم
