الخميس، 16 يناير 2014

أهدي هذه الصورة لحاكم مصر القادم.............. بقلم د.شهيرة عبد الهادي

كلمتين بالبلدي
===========
والله الشعب المصري البسيط جداً جداً الذي رأيته في الاستفتاء  وهو سعيد  ويلبي نداء الوطن بالنزول  للتصويت .. سواء من ناداه سعادة  المستشار عدلي منصور أو سعادة  الفريق أول عبد الفتاح السيسي  .. يستحق من كل من يحكمهُ .. أن يحترمهُ ويُقدَّرهُ  ويُكرَّمهُ ..  ولا أبالغ إن قلت أن يُقدِّسهُ .. والله والله والله .. هذا شعب .. يستحق كل الخير .. ويستحق أن يجد رئيس .. على .. نفس قدره من الكرم والعطاء والبذل  والفداء .. والله أنا سمعت واحد  بسيط فقير من أبناء مصر الشرفاء .. بيقول أنا سالف خمسة جنيه عشان آجي لهنا واصوت في اللجنة عشان مصر وعشان الحال ينصلح .. والله والله والله .. لو حُكَّام هذا الشعب  لم يُخلَّصوه من الفقر والجهل والمرض .. لسوف يحاسبهم الله .. وستكون نهاياتهم مثل سابقيهم ..وانا باقول للشعب المصري .. أنت صاحب البلد .. والقرار قرارك.. أنت من ستُجلس الرئيس  على الكرسي وأنت من ستخلعه كسابقيه .. إذا لم يحقق لك العيش والحرية والعدالة والكرامة .. القرار قرارك .. صحصح يا شعب مصر .. كما أهدي هذه الصورة  لحاكم مصر القادم .. هذا رجل مريض جاء للتصويت وهو على هذه الحال .. يتنفس تنفساً صناعياً   ومعه  ولده  أو أحد المتطوعين الذي يحمل  له الإنبوب   .. ما رأيكم  يا حاكم مصر القادم ؟ .. 
---------------------
د.شهيرة عبد الهادي

اللهم احم وطني ............ بقلم د.شهيرة عبد الهادي

الحياة أنفاس معدودة ..
في أماكن محدودة ..
وما زال أبناء الوطن الواحد ..
يتصارعون ويتوعدون ..
في استمرار ذلك ..
اللهم وحد قلوبهم ..
على كلمة واحدة ..
هي " مصر " الوطن ..
لأعمار وسنوات خالدة ..
عديدة غير محدودة ..
-----------------------
د.شهيرة عبد الهادي

من واقع ذهابي للتصويت على مشروع تعديل دستور 2012 م( دستور 2013م ) وبمنتهى الأمانة وكما تعودت مع حضراتكم أنقل خبرتي وملاحظاتي ..وهي كالآتي :

من واقع  ذهابي للتصويت على مشروع تعديل دستور 2012 م( دستور 2013م ) وبمنتهى الأمانة  وكما تعودت مع حضراتكم أنقل خبرتي  وملاحظاتي ..وهي كالآتي :
------------------------
1- ذهبت إلى مقر لجنتي الانتخابية في مدرسة البيطاش الابتدائية في شارع البيطاش الرئيسي  بالعجمي   في الإسكندرية ..الساعة الثانية والنصف من بعد ظهر اليوم الثلاثاء 14 / 1 / 2014مـ  ومعي بطاقة الرقم القومي الخاصة بي والبيانات الخاصة بلجنتي  وبرقمي في الكشف.. وجدت طابور طويل  وازدحام وهرج ومرج  على باب اللجنة الرئيسي في شارع البيطاش الرئيسي .. سألت عن ذلك بعض الرجال والسيدات  ثم رجال الجيش المنوط بهم تأمين اللجنة .. اتضح أن سبب هذا الهرج والمرج هو أن "السستم" الخاص بالكمبيوتر قد تعطل وبالتالي تأخر التصويت .. حيث اتضح أن هذا الطابور الطويل والازدحام هو خاص بالوافدين من خارج  محافظة الإسكندرية .. وعندئذ قالوا لي ما دُمت أنتِ من الإسكندرية  فادخلي حيث لا ازدحام   عند اللجان  وتأكدوا من بطاقتي  ورقم  اللجنة .. فـ  دخلت  إلى  الطريق المؤدي إلى لجان التصويت التي كانت في المبنى الفرعي  الذي هو على الشارع الجانبي  وليس الرئيسي  وعندما وصلت إلى مكان اللجان .. وسألت  بعض المصوتين الواقفين "أنا سمعت على الباب أن السستم عطلان ".. وهنا .. حدث موقف  له معانٍ ومعان .. من الأفراد المتجمِّعين ..  فما أن سمعوا مني هذه الكلمات  حتى جاء منهم "رد جماعي" .. لأ  يا حاجة  قائلين بالحرف الواحد .. "ادخلي صوتي مفيش مشاكل خالص وكل حاجة زي الفل وفل الفل كمان ".. هؤلاء هم الشعب المصري ..
2-دخلت إلى مقر اللجان بالمدرسة  فإذا بأحد المسؤولين يقول  لي : تفضلي هنا ما دمت من الإسكندرية .. وأخذ مني بطاقة الرقم القومي  وقال " سننادي عليكم بالإسم" .. وهنا لفت نظري هذا التصرف .. فقلت له .. ياافندم .. أنا لجنة 4  وأنا من الإسكندرية  ولست وافدة .. ولكن  الصوت كان عالي جداً.. وتكدس الوافدين أمام اللجنة وأصواتهم العالية وعدم النظام .. يمنعك من سماع شئ  أو التحدث في شئ  ..كل الناس  كانت "بتزعق " بره وجوه  " عاوزين يصوتوا ".. وهنا دخلت إلى المسؤول عن اللجنة  وقلت له أخاف أن تضيع بطاقتي والمفروض يكون الأمر أكثر تنظيماً من ذلك .. وبعد أن " لفيت " على ثلاثة  من المسؤولين في اللجنة : سيدة ورجلان .. لم أجد بطاقتي معهم ..فكلمت  الرئيس المباشر وهو من يقولون له " يا باشا " وقلت له أخشى أن تُفقد  بطاقتي  فأجاب " لا لن تفقد " .. ثم أخذ يبحث عن بطاقتي حتى وجدها .. وأعطاها لي .. وشكرته .. وبالمناسبة  هو أيضاً كان "عصبي جداً " من الصوت العالي    للأفراد الذين على باب  اللجنة .. لكن للأمانة  تشعر أنه "عامل " حساب لهؤلاء البسطاء جداً .. فقد لفت نظري أن معظم المصوتين في لجنة الوافدين كانوا من العمال الفلاحين والصعايدة  وهؤلاء هم أصل مصر وأهالينا اللي "شبه" عائلات معظم المصريين ..
3-توجهت إلى لجنتي رقم  4 .. ثم دخلت إلى داخل اللجنة في هدوء..  فلم يكن هناك ازدحام  و أعطيت المسؤول   بطاقة الرقم القومي ووقعت أمام إسمي  ثم أدليت بصوتي في دقائق  معدودة قليلة جداً ثم وضعت الصوت في الصندوق  الخاص بلجنة 4 ثم وضعت إصبعي في الحبر الفسفوري ثم أخذت بطاقة الرقم القومي وانصرفت .. لكنني آثرت  أن أجلس لأراقب  المشهد  ولأرى نسبة الإقبال  هل ستتزايد أم لا .. لأنني كنت قد لاحظت  أن عدد الأوراق التي في الصناديق  الخاصة بلجنتي  3 و 4 قليلة  وهما  صندوقان  بهما أوراق .. كما يوجد صندوقين آخرين ليس بهما أي أوراق .. وقد  قلت ذلك  وأشرت له  لا إراديا في اللجنة وأنا أقول وانا زعلانة " الإقبال ضعيف ".. حيث أنني أتمنى   مشاركة الشعب كله  في هذا اليوم.. مهما كان رأيه .. وبصراحة ..لم يُعقَّب على كلامي هذا أي أحد من اللجنة  ..  وكأنني أكلم نفسي .. وهذا ما  أقدره أيضاً في أعضاء اللجنة ..
4- وهذا جعلني أتخذ قرارا بيني وبين نفسي  بالجلوس  على إحدى " التًُخت"  المدرسية في فناء المدرسة  تحت شجرة معينة هناك  مع البعض من السيدات والرجال  لآراقب المشهد وأرى عملية التصويت بأبعادها من حيث العدد  والنوعية والمناخ العام  وفعلاً جلست أراقب المشهد لمدة 3 ساعات ونصف تقريباً..
5- لاحظت أن  غالبية الناس التي تقوم بالتصويت .. هي من فئة البسطاء جداً جداً  .. رجال وسيدات وبعض الشباب ..وكانت السيدات منهن  بعد أن تنتهي من التصويت .. تقوم  بالتعبير عن فرحتها  بإطلاق الزغاريد.. والرجال تهلل وترقص  .. وبأمانة الفرحة كانت تعلو كل الوجوه .. لكنهم  كانوا فعلا  من بسطاء الشعب جداً جداً.. الفقراء جداً جداً .. لهم كل الاحترام والتقدير  فهؤلاء هم الشعب المصري  ..
6- تزايدت الأعداد بعد العصر وكانت السيدات أكثر عدداً وتفوق أعداد الرجال بكثير كما كن أكثر  نظاماً من الرجال أمام  اللجان العادية .. وكن أكثر نظاماً أيضاً أمام لجنة الوافدين إلا أن عدد الرجال في لجنة الوافدين كان أكثر من عدد السيدات بكثير .. كانت السيدات تقفن  في طابور.. بينما الرجال قمة الازدحام والفوضى والصوت العالي  ومع ذلك على وجوههم الفرحة التي يعبرون عنها تارة بقول " تحيا مصر" وتارة " بالسلام على بعضهم البعض " وتارة آخرى بالضحكات التي تدل على السعادة ..وكانوا يتعاونون مع رجال الجيش  في النداء  على من عليه الدور في التصويت .. حيث كان رجل الجيش يضطر أحياناً لاستخدام مكبر الصوت للنداء على المصوتين  من شدة الضوضاء ..وقد لاحظت أن معظم الوافدين من الصعايدة والفلاحين .. من فئة العمل في المعمار ومنهم جزء من الشباب .. وهؤلاء  هم  الفئة الأكبر من الشعب المصري أهالينا الفلاحين والصعايدة ..
7- كانت الفرحة تكسو وجوه هؤلاء البسطاء .. وبعض الرجال البسطاء .. بعد أن أدلوا  بأصواتهم أخذوا يرقصون  ويهللون .. ويهنئون بعضهم البعض  وهم يضحكون .. وبعضهم كان " يُصاحب" أحد رجالات الجيش ليتحدث معه ويُداعبه .. ويقولون بالحرف الواحد " عاوزين مصر بقى تمشي والحال يمشي لأنه واقف خالص  "  وكلهم أمل في أن هذا التصويت هو بداية حياة جديدة في مصر..وكانت بعض السيدات بعد أن يدلين بصوتهن يخرجن من اللجنة ويتوجهن إلى أي مجموعة من الشباب أو الرجال الواقفين المنتظرين دورهم في التصويت  ويرفعن إصبعهن الذي عليه الحبر الفسفوري ..ويقلن لهم صورونا صورونا بجد .. ونزلوها على الفيس بوك ..باقولكم نزلوها على الفيس بوك ومتضحكوش عليا.. وتقف فعلا أمامهم لكي يصوروها وتتبادل معهم أطراف الحديث  ..
8- جاءت لجنة  من  "المتابعين الدوليين"  الأجانب : عبارة عن  : سيدة ورجل  ومعهما  المرافقة المصرية وهي صغيرة السن لا تتعدى العشرين عاماً "  لمتابعة سير العملية الانتخابية  في  هذه اللجنة ..و مما يلفت النظر  وهي لقطة بمليون كلمة وكلمة .. أن  هؤلاء البسطاء .. من الوهلة الإولى  التي رأوا فيها هذه اللجنة .. أخذوا يقولون لبعض بالحرف الواحد " يلا انت وهو هلل وقول تحيا مصر خليهم يسمعوا خليهم يسمعوا  ويقولوا للسيدات  زغرطوا زغرطوا " .. وبعد خروجهم  من  لجنة الوافدين وقفت معهم  بنت مصرية  وطلبت منهما  التقاط الصور لهما فوافقا  والتقطت لهما بعض  الصورفعلاً .. ثم وقفت معهم سيدة بسيطة جداً جداً  جداً تتحدث معهم بمنتهى الثقة باللغة العربية وهم لا يفهمون شيئاً  بالطبع لأن المرافقة لم تكن تترجم ..لكنهم كانوا يؤدون لها التحية بمنتهى الأدب  ودماثة الخلق .. ومما لفت نظري .. ان المرافقة  أرادت أن تأخذ بيد  الرجل المتابع دوليا حتى يقفز  فوق " التلتوار" " المسطبة "  التي أمام الفصول  والمؤدية إلى الفصول  التي بها التصويت والمرتفع جداً عن ألارض إلا أنه  رفض بمنتهى الوقار .. أما السيدة فقد استجابت  وسلمت يدها للمرافقة وهي  تبتسم ..
9-لقد قمت بتصوير مشاهد كثيرة فيديو دون أن يقل لي أحد شيئاً أو يمنعني أو ربما لم يراني ..لكن اللافت للنظر أنه عندما أعطيت الموبايل لأحد الشبان لكي يلتقط  الصور  لأنني كنت غير قادرة على التعامل مع الموبايل  فقد حدث شئ ما جعله فيديو  علطول ولا يلتقط صوراً .. هنا رأه أحد رجال الجيش .. فأبلغ آخر .. فجاء هذا الآخر  مسرعا ليمنعه  من التصوير  وقد كان غاضباً جداً .. فما كان  مني إلا أن قلت له .. الموبايل خاص بي وأنا من طلبت منه ذلك .. فعاد للوراء  في منتهى الأدب والأخلاق .. وناديت عليه وسألته بعد فترة من هذا الموقف .. وقد جاء لي بمنتهى الاحترام وهو يقول بالحرف " أؤمري يا ست الكل" .. لماذا تمنعوننا من التصوير مع أن كل ذلك يتم تصويره الآن بالأقمار الصناعية  ويبث على العالم كله ..فرد عليَّ قائلاً : هذا لدواعي أمنية وسياسية  وقال بالحرف الواحدلأنه ممكن "حد يصور ويركب شئ معين عليه الآن"  وينشره  .. لكن كان غاية في الأدب والاحترام  كما كان حريص على عدم " التطويل " معي في الكلام .. احترامي له حقيقة ..على تصرفه هذا ..
10-من المواقف التي لابد وأن  أفكِّر فيها  جيداً.. جاءت سيدة بسيطة جلست بجواري .. وأخذت تقول " يا رب اصلح الحال   ، شوفتي يا حاجة  أهو بالرغم من التفجير اللي حصل في سوهاج  النهارده والناس اللي ماتت فيه.. الناس جاية أهي بردوو".. فقلت .. لها .."   بس  انا زعلانة لأن مفيش إقبال "  زي ما كنت عاوزة .. أنا قلت كده .. وعينيك ما تشوف إلا النور .. وجدتها  انفعلت وتحوَّلت  بعد ما كنا اصحاب انقلبت عليّ  180 درجة وقالت لي .. بالحرف الواحد " إنت عاوزة إيه با حاجة ؟ الناس كتير أهي ! وبعدين في الهانوفيل  الناس زي النمل واحنا في مدرسة واحدة  هو انتي مشفتيش الطوابير اللي على الباب الرئيسي للمدرسة  ولا إيه ؟"  الناس  كلها نازلة  وكلنا هنقول ( نعم ) وكمان لسة بقيِّت اليوم ولسة بكرة ".. كفاية التلات سنين السودة اللي احنا  شفناهم .. ولادنا قاعدين في البيوت من غير شغل ..  وأخذت تلقى عليّ  وعلى كل الجالسين محاضرة في هذا الشأن  وهي تريد أن تقول : متقوليش كده  تاني .. ولكم كنت سعيدة بهذه السيدة  البسيطة  المعلمة .. وأسمع كلامها وألوم نفسي على عدم تواجدي الدائم  في الشارع مع هذه الفئات المُعلِّمة  وهي الفئات الحقيقية للشعب .. لكنه عملي الذي يأخذ كل وقتي للأسف ..

11- وهنا حدث  موقف طريف جداً .. جاء  شاب  في العشرينات من عمره ..مظهره جيد لا ينم عن سؤاله  الذي كان يريد أن يسأله لنا  .. فقد سألنا  بالحرف الواحد .. "أنا عاوز  أعلَّم على خانة السيسي " .. لأني أول مرة في حياتي انتخب ومش عارف أعمل إيه  .. في الحقيقة  أن ما لفت نظري هو هذا التعبير  " خانة السيسي "  نظرية البطل المخلَّص !!.. فأخذت أشرح له  وأنا ابتسم ويشغل تفكيري هذا التعبير .. هنا .. تدخلت  هذه  السيدة البسيطة - من وجهة نظري  لكنها  أستاذة في أمور عامة الناس  والحياة أكثرمني بكثير-  وأخذت تشرح له  كيفية التصويت : هكذا بالحرف الواحد: "هناك علامتين واحدة زرقاء وواحدة حمراء  ملكش دعوة خالص بالحمراء والزرقاء هي خانة السيسي  واخد بالك الزرقا هي خانة السيسي   مكتوب فوقها موافق  إنت تيجي وتحط في وسط  الدايرة الزرقا دي علامة  صح  وبس و متعملش حاجة تانية خالص  " .. فتدخلت أنا  في الحديث  وقلت  .. ممكن  يسأل القاضي والقاضي يساعده.. قامت  هي   بصالي "حتة بصة"  وقالت لي  "لأ" .. وبعدين  قامت غمزالي بعينها الشمال  مرتين .. وقالت .. لأ .. ميسألش حد  من اللجنة خالص .. هو يتعلم  إزاي يصوت .. وأخذت تغمز لي بعينها مرة واتنين وتلاتة ..إنه وعي البسطاء  والذين نقول نحن عليهم أنهم بسطاء بينما هم أكثر منا وعياً .. إن الأمي في هذا الشعب ذكي جداً .. شعب يٌحترم ..
12-طبعاً المقار الانتخابية في حالة  يُرثى  لها.. و هي نفس حال مدارسنا  وخاصة الابتدائية من  حيث عدم النظافة والإهمال وو و و و و..

13-حدث موقف آخر له معان ومعان وهو : أحد الشباب الصغير الذي كان دائم " الهزار والسخرية" وبلغة المصريين " بيستظرف "  وكان جالساً بجوارنا تحت الشجرة  ولكن على " تلتوار الحديقة التي في الفناء" ..رأي أحد المصوتين وهو خارج من لجنة الوافدين وقد انتهى من التصويت  وسعيد ..وهو رجل  كبيرفي السن صعيدي بسيط .. فما كان من هذا الشاب إلا أن قال له " مبروك يا حاج  وعقبال الرئاسة "  في البداية الرجل الكبير رد عليه قائلاً " الله يبارك فيك " وهو يقوم بإلقاء التحية عليه .. ثم تدارك أن الشاب يسخرمنه  .. فما كان من هذا الأب إلا أن قال له " كده بردو يلا إنت قلت حاجة كده في الآخر لكن معلش " .. ثم ذهب لعساكر الجيش اللي كانوا واقفين يراقبون الموقف دون تدخل  منهم ..وقال لهم   وهو يستهجن تصرف هذا الشاب لكن في منتهى الحكمة " والله أنا عندي ولدين في سنه ومربيهم أحسن تربية وطلعوا الاتنين أمناء شرطة   يلا معلش "  ثم انسحب وغادر المكان  في هدوء .. والشاب الصغير كان  خجلاً من تصرفه " شعر بالكسوف" .. حكمة الجيل الكبير وحاجة الجيل الصغير للتوجيه .. والفجوة بين الأجيال ..
14- عموماً : الإيجابيات : هي إقبال  الشعب على الاستفتاء حتى ولو كان متوسط أو كبير أو ضعيف .. لكنه  كان غير ضعيف كما رأيت .. ونحن ما زلنا في منتصف اليوم الأول من التصويت .. المعاملة المحترمة من رجال الجيش وفي الحقيقة العساكر منهم طيبين جداً .. هذا ما ظهر لي ..أما السلبيات  فهي عدم التنظيم  والهرج والمرج ..
15- المصوتون معظمهم من  الكبار في السن  منهم من جاء وهو يتكئ  على عصاه  والللافت للنظر أن كل سيدات مصر بـ " تعرج "  وغير قادرة على السير كما أن بعض الرجال أيضاً : يعرجون " وغير قادرين على السير  .. أما  الشباب  فنسبتهم  قليلة ..
16- عدد الوافدين كان يفوق عدد أهالي الإسكندرية بكثير بكثيربكثير  ..
17- قفلت لجنة 4 أبوابها للصلاة وقد قيل أنهم كانوا يتناولون بعض أنواع الأكل ( والله اعلم ) لأني لم أراهم .. لكني شاهدتهم وهم يقفلون الباب فقط  عليهم .. قم جاءت مجموعة من السيدات لكي تصوت .. فقام الظابط بالتأشير للعسكري بعدم فتح الباب إلا بعد انتهاء الصلاة .. ووقفت السيدات في طابور  لانتظاار فتح الباب والقيام بالتصويت ..
18-بعض الرجال البسطاء جداً قال بالحرف الواحد : والله أنا سالف خمسة جنيه عشان آجي أنتخب هنا : وانا استشعرت منه الصدق..هو ده شعب مصر البسيط الوفي الذي يضحي من أجل مصر  .. والذي يجب أن يجئ له حاكم على نفس قدره من الكرم والعطاء والبذل والفداء ..

19-كانت هناك سيدة قد ارتدت علم مصر " عبارة عن علمين تم خياطتهما ويتم لبسهما مثل العباية  فوق ملبسها الأساسي"  قامت بتجميع  مجموعة من السيدات وأخذتهم إلى جوار سور المدرسة وأحضرت لهن كراسي .. بعد أن كانت تتحدث مع الظابط المسؤول عن الحركة داخل الفناء .. لكني لا أعلم ماذا قالت له .. لكن  طريقة التعامل بينهما  توضح سابق معرفة  بشخصيتها.. ثم أخذت " تهتف" والسيدات  يُرددن ورائها  نفس الهتافات " .. والله أعلم هل كان ذلك بهدف التصوير والتسجيل أم أنها صحفية مثلاً أم أنها تابعة لحزب معين أم ما هو عملها الأساسي .. بمنتهى الأمانة أنا نسيت أن أسأل عنها .. وقد لفت نظري أنها قد تركت الفناء بعد ذلك وخرجت من المدرسة ولم تعد خلال الفترة التي جلستها  .. بينما هؤلاء السيدات قد جئن  بعد ذلك للتصويت بدونها ووقفن في طابور أمام مقر  لجنتي 5 و 6 ..
20-في الرابعة والثلث تقريباً شاهدت إحدى العساكر وهويحمل علب الطعام التي جاءت من القوات البحرية بالإسكندرية بالعدد المطلوب  وكانت الناس تقول في سرَّها أي بصوت منخفض بالهنا والشفا.. 
21- كل ما تم ذكره هو خاص باللجنة التي قمت بالاقتراع فيها .. أي في لجنة واحدة ..
22-
لم أسمع أي فرد يوجه الآخر في التصويت بـ (نعم)  أو (لا )  ولم أشاهد لابتوب أمام اللجان وكان كل فرد قد أتى ومعه رقمه القومي ورقم اللجنة ورقمه الانتخابي ..
23-لن أنسى أبداً ما حييت  هذا الرجل البسيط جداً الفقير جداً جداً  وهو يخرج من لجنة الوافدين في مدرسة البيطاش الابتدائية بشارع البيطاش الرئيسي في العجمي بالإسكندرية .. بعد أن أدلى بصوته والضحكة  التي على وجهه .. نعم ضحكة وليست ابتسامة .. ثم أخذ يرقص ويرقص ويرقص .. وهو  يؤشر  بعلامة  التحية ويقول السلام عليكم لكل من يشاهده  بفرحة تلقائية ..إن ملامح وجهه  وملابسه وطريقته  في الفرحة لا تفارقني أبداً .. هذا شعب طيب يريد أن يفرح .. هذا شعب طيب .. يجب أن يراعيه حَاكمهُ ومن  سَيحكمهُ ..  ويكون خادم عنده .. نعم .. ويكون خادم عنده .. لقد صورت كل هذه المشاهد لكن للأسف لا أدري ماذا حدث  للموبايل .. أعطيته لأحد الشباب لكي يصلحه فلم يعرف هو أيضا كيفية إصلاحه ..

24-بقي أن أقول : أنني : قد : قمت بالتصويت بـ " نعم " على  مشروع دستور 2013 المعدل لدستور 2012  المعطل ..والذي تقرر الاستفتاء عليه يومي الثلاثاء والأربعاء 14 و 15 يناير 2014 م..
----------
د.شهيرة عبد الهادي
الثلاثاء 14 / 1/ 2014 مـ 

من واقع ذهابي للتصويت على مشروع تعديل دستور 2012 م( دستور 2013م ) وبمنتهى الأمانة وكما تعودت مع حضراتكم أنقل خبرتي وملاحظاتي ..وهي كالآتي :

من واقع  ذهابي للتصويت على مشروع تعديل دستور 2012 م( دستور 2013م ) وبمنتهى الأمانة  وكما تعودت مع حضراتكم أنقل خبرتي  وملاحظاتي ..وهي كالآتي :
------------------------
1- ذهبت إلى مقر لجنتي الانتخابية في مدرسة البيطاش الابتدائية في شارع البيطاش الرئيسي  بالعجمي   في الإسكندرية ..الساعة الثانية والنصف من بعد ظهر اليوم الثلاثاء 14 / 1 / 2014مـ  ومعي بطاقة الرقم القومي الخاصة بي والبيانات الخاصة بلجنتي  وبرقمي في الكشف.. وجدت طابور طويل  وازدحام وهرج ومرج  على باب اللجنة الرئيسي في شارع البيطاش الرئيسي .. سألت عن ذلك بعض الرجال والسيدات  ثم رجال الجيش المنوط بهم تأمين اللجنة .. اتضح أن سبب هذا الهرج والمرج هو أن "السستم" الخاص بالكمبيوتر قد تعطل وبالتالي تأخر التصويت .. حيث اتضح أن هذا الطابور الطويل والازدحام هو خاص بالوافدين من خارج  محافظة الإسكندرية .. وعندئذ قالوا لي ما دُمت أنتِ من الإسكندرية  فادخلي حيث لا ازدحام   عند اللجان  وتأكدوا من بطاقتي  ورقم  اللجنة .. وهنا سألت .. أنا سمعت على الباب أن السستم عطلان .. وهنا .. حصل موقف  له معانٍ ومعان .. من الأفراد المتجمِّعين ..  فما أن سمعوا مني هذه الكلمات  حتى جاء منهم رد جماعي .. لأ  يا حاجة  قائلين بالحرف الواحد .. "ادخلي صوتي مفيش مشاكل خالص وكل حاجة زي الفل وفل الفل كمان " ..
2-دخلت إلى مقر اللجان بالمدرسة  فإذا بأحد المسؤولين يقول  لي :تفضلي هنا ما دمت من الإسكندرية .. وأخذ مني بطاقة الرقم القومي  وقال " سننادي عليكم بالإسم" .. وهنا لفت نظري هذا التصرف .. فقلت له .. ياافندم .. أنا لجنة 4  وأنا من الإسكندرية  ولست وافدة .. ولكن  الصوت كان عالي جداً.. وتكدس الوافدين أمام اللجنة وأصواتهم العالية وعدم النظام .. يمنعك من سماع شئ  أو التحدث في شئ  ..كل الناس  كانت "بتزعق " بره وجوه .. وهنا دخلت إلى المسؤول عن اللجنة  وقلت له أخاف أن تضيع بطاقتي والمفروض يكون الأمر أكثر تنظيماً من ذلك .. وبعد أن " لفيت " على ثلاثة  من المسؤولين في اللجنة : سيدة ورجلان .. لم أجد بطاقتي معهم ..فكلمت  الرئيس المباشر وهو من يقولون له " يا باشا " وقلت له أخشى أن تُفقد  بطاقتي  فأجاب " لا لن تفقد " .. ثم أخذ يبحث عن بطاقتي حتى وجدها .. وأعطاها لي .. وشكرته .. وبالمناسبة  هو أيضاً كان "عصبي جداً " من الصوت العالي    للأفراد الذين على باب  اللجنة .. لكن للأمانة  تشعر أنه "عامل " حساب لهؤلاء البسطاء جداً .. فقد لفت نظري أن معظم المصوتين في لجنة الوافدين كانوا من العمال الفلاحين والصعايدة
3-توجهت إلى لجنتي رقم  4 .. ثم دخلت إلى داخل اللجنة في هدوء..  فلم يكن هناك ازدحام  و أعطيت المسؤول   بطاقة الرقم القومي ثم أدليت بصوتي في دقائق  معدودة قليلة جداً ثم وضعت الصوت في الصندوق  الخاص بلجنة 4 ثم وضعت إصبعي في الحبر الفسفوري ثم أخذت بطاقة الرقم القومي وانصرفت .. لكنني آثرت  أن أجلس لأراقب  المشهد  ولأرى نسبة الإقبال  هل ستتزايد أم لا .. لأنني كنت قد لاحظت  أن عدد الأوراق التي في الصناديق  الخاصة بلجنتي  3 و 4 قليلة  وهما  صندوقان  بهما أوراق كما يوجد صندوقين آخرين ليس بهما أي أوراق .. وقد  قلت ذلك  وأشرت له  لا إراديا في اللجنة  حيث أنني أتمنى   مشاركة الشعب كله  في هذا اليوم .. مهما كان رأيه .. ولم يعقب على كلامي هذا أي أحد من اللجنة بصراحة وكأننيأكلم نفسي ..
4-جلست على إحدى " التخت"  المدرسية في فناء المدرسة  تحت شجرة معينة هناك  مع البعض من السيدات والرجال  لآراقب المشهد .. 
5- لاحظت أن  غالبية الناس التي تقوم بالتصويت .. هي من فئة البسطاء جداً جداً  .. وكانت السيدات منهن  بعد أن تنتهي من التصويت .. تقوم  بالتعبير عن فرحتها  بإطلاق الزغاريد .. وبأمانة الفرحة كانت تعلو كل الوجوه .. لكنهم فعلا  من بسطاء الشعب جداً جداً.. الفقراء جداً جداً ..
6-كانت السيدات أكثر نظاماً من الرجال أمام لجنة الوافدين .. كانت السيدات في طابور.. بينما الرجال قمة الازدحام والفوضى والصوت العالي  ومع ذلك على وجوههم الفرحة التي يعبرون عنها تارة بقول " تحيا مصر" وتارة " بالسلام على بعضهم البعض " وتارة آخرى بالضحكات التي تدل على السعادة ..وكانوا يتعاونون مع رجال الجيش  في النداء  على من عليه الدور في التصويت  حيث كان رجل الجيش يضطر أحياناً لاستخدام مكبر الصوت للنداء على المصوتين  من شدة الضوضاء ..وقد لاحظت أن معظم الوافدين من الصعايدة والفلاحين .. من فئة العمل في المعمار ومنهم جزء من الشباب ..
7- كانت الفرحة تكسو وجوه هؤلاء البسطاء .. وبعد الرجال البسطاء .. بعد أن أدلوا  بأصواتهم أخذوا يرقصون  ويهللون .. ويهنئون بعضهم البعض  وهم يضحكون .. وبعضهم كان " يُصاحب" أحد رجالات الجيش ليتحدث معه ويُداعبه .. ويقولون بالحرف الواحد " عاوزين مصر بقى تمشي والحال يمشي لأنه واقف خالص  "  وكلهم أمل في أن هذا التصويت هو بداية حياة جديدة في مصر..
8- جاءت لجنة  من  "المتابعين الدوليين"  الأجانب : عبارة عن  : سيدة ورجل  ومعهما  المرافقة المصرية وهي صغيرة السن لا تتعدى العشرين عاماً "  لمتابعة سير العملية الانتخابية  في  هذه اللجنة ..و مما يلفت النظر  وهي لقطة بمليون كلمة وكلمة .. أن  هؤلاء البسطاء .. من الوهلة الإولى  التي رأوا فيها هذه اللجنة .. أخذوا يقولون لبعض بالحرف الواحد " يلا انت وهو هلل وقول تحيا مصر خليهم يسمعوا خليهم يسمعوا  ويقولوا للسيدات  زغرطوا زغرطوا " .. وبعد خروجهم  من  لجنة الوافدين وقفت معهم  بنت مصرية  وطلبت منهما  التقاط الصور لهما فوافقا  والتقطت لهما بعض  الصورفعلاً .. ثم وقفت معهم سيدة بسيطة جداً جداً  جداً تتحدث معهم بمنتهى الثقة باللغة العربية وهم لا يفهمون شيئاً  بالطبع لأن المرافقة لم تكن تترجم ..لكنهم كانوا يؤدون لها التحية بمنتهى الأدب  ودماثة الخلق .. ومما لفت نظري .. ان المرافقة  أرادت أن تأخذ بيد  الرجل المتابع دوليا حتى يقفز  فوق " التلتوار" " المسطبة "  التي أمام الفصول  والمؤدي إلى الفصول  التي بها التصويت والمرتفع جداً عن ألارض إلا أنه  رفض بمنتهى الوقار .. أما السيدة فقد استجابت  وسلمت يدها للمرافقة وهي  تبتسم ..
9-لقد قمت بتصوير مشاهد كثيرة فيديو دون أن يقل لي أحد شيئاً أو يمنعني أو ربما لم يراني ..لكن اللافت للنظر أنه عندما أعطيت الموبايل لأحد الشبان لكي يلتقط  الصور  لأنني كنت غير قادرة على التعامل مع الموبايل  فقد حدث شئ ما جعله فيديو  علطول ولا يلتقط صوراً .. هنا رأه أحد رجال الجيش .. فأبلغ آخر .. فجاء هذا الآخر  مسرعا ليمنعه  من التصوير  وقد كان غاضباً جداً .. فما كان  مني إلا أن قلت له .. الموبايل خاص بي وأنا من طلبت منه ذلك .. فعاد للوراء  في منتهى الأدب والأخلاق .. وناديت عليه وسألته بعد فترة من هذا الموقف .. وقد جاء لي بمنتهى الاحترام وهو يقول بالحرف " أؤمري يا ست الكل" .. لماذا تمنعوننا من التصوير مع أن كل ذلك يتم تصويره الآن بالأقمار الصناعية  ويبث على العالم كله ..فرد عليَّ قائلاً : هذا لدواعي أمنية وسياسية  وقال بالحرف الواحدلأنه ممكن "حد يصور ويركب شئ معين عليه الآن"  وينشره  .. لكن كان غاية في الأدب والاحترام  كما كان حريص على عدم " التطويل " معي في الكلام .. احترامي له حقيقة ..على تصرفه هذا ..
10-من المواقف التي لابد وأن  أفكِّر فيها  جيداً.. جاءت سيدة بسيطة جلست بجواري .. وأخذت تقول " يا رب اصلح الحال   ، شوفتي يا حاجة  أهو بالرغم من التفجير اللي حصل في سوهاج  النهارده والناس اللي ماتت فيه.. الناس جاية أهي بردوو".. فقلت .. لها .."   بس  انا زعلانة لأن مفيش إقبال "  زي ما كنت عاوزة .. أنا قلت كده .. وعينيك ما تشوف إلا النور .. وجدتها  انفعلت وتحولت  بعد ما كنا اصحاب انقلبت عليّ  180 درجة وقالت لي .. بالحرف الواحد " إنت عاوزة إيه با حاجة ؟ الناس كتير أهي ! وبعدين في الهانوفيل  الناس زي النمل واحنا في مدرسة واحدة  هو انتي مشفتيش الطوابير اللي على الباب الرئيسي للمدرسة  ولا إيه ؟"  الناس  كلها نازلة  وكلنا هتقول ( نعم ) وكمان لسة بقيت اليوم ولسة بكرة ".. كفاية التلات سنين السودة اللي احنا  شفناهم .. ولادنا قاعدين في البيوت من غير شغل ..  وأخذت تلقى عليّ  وعلى كل الجالسين محاضرة في هذا الشأن  وهي تريد أن تقول : متقوليش كده  تاني .. ولكم كنت سعيدة بهذه السيدة  البسيطة  المعلمة .. وأسمع كلامها وألوم نفسي على عدم تواجدي الدائم مع هذه الفئات المُعلِّمة  وهي الفئات الحقيقية للشعب .. لكنه عملي الذي يأخذ كل وقتي للأسف ..
11- وهنا حدث  موقف طريف جداً .. جاء  شاب  في العشرينات من عمره ..مظهره جيد لا ينم عن سؤاله  الذي كان يريد أن يسأله لنا  .. فقد سألنا  بالحرف الواحد .. "أنا عاوز  أعلَّم على خانة السيسي " .. لأني أول مرة في حياتي انتخب ومش عارف أعمل إيه  .. في الحقيقة  أن ما لفت نظري هو هذا التعبير  " خانة السيسي "  نظرية البطل المخلَّص !!.. فأخذت أشرح له  وأنا ابتسم ويشغل تفكيري هذا التعبير .. هنا .. تدخلت  هذه  السيدة البسيطة - من وجهة نظري  لكنها  أستاذة في أمور عامة الناس  والحياة أكثرمني بكثير-  وأخذت تشرح له  كيفية التصويت : هكذا بالحرف الواحد: "هناك علامتين واحدة زرقاء وواحدة حمراء  ملكش دعوة خالص بالحمراء والزرقاء هي خانة السيسي  واخد بالك   مكتوب فوقها موافق  إنت تيجي وتحط في وسط  الدايرة علامة  صح  وبس و متعملش حاجة تانية خالص  " .. فتدخلت  في الحديث  وقلت أنا .. ممكن  يا حاجة يسأل القاضي والقاضي يساعده.. قامت  هي   بصالي "حتة بصة"  وقالت لي  لأ .. وبعدين  قامت غمزالي بعينها الشمال  مرتين .. وقالت .. لأ .. ميسألش حد  من اللجنة خالص .. هو يتعلم  إزاي يصوت .. وأخذت تغمز لي بعينها مرة واتنين وتلاتة ..إنه وعي البسطاء  والذين نقول نحن عليهم أنهم بسطاء بينما هم أكثر منا وعياً .. إنه الأمي في هذا الشعب ذكي جداً .. شعب يٌحترم ..
12-طبعاً المقار الانتخابية في حالة  يُرثى  لها.. و هي نفس حال مدارسنا  وخاصة الابتدائية من  حيث عدم النظافة والإهمال وو و و و و..
13- عموماً : الإيجابيات : هي إقبال  الشعب على الاستفتاء حتى ولو كان متوسط أو كبير أو ضعيف .. لكنه غير ضعيف كما رأيت ونحن ما زلنا في منتصف اليوم الأول من التصويت .. المعاملة المحترمة من رجال الجيش ..أما السلبيات  فهي عدم التنظيم ..
14- المصوتون معظمهم من  الكبار في السن  منهم من جاء وهو يتكئ  على عصاه  والللافت للنظر أن كل سيدات مصر بـ " تعرج "  وغير قادرة على السير كما أن بعض الرجال أيضاً : يعرجون " وغير قادرين على السير  .. أما  الشباب  فنسبتهم  قليلة .. 
15- عدد الوافدين كان يفوق عدد أهالي الإسكندرية بكثير بكثير .
16- قفلت لجنة 4 أبوابها للصلاة وقد قيل أنهم كانوا يتناولون بعض أنواع الأكل ( والله اعلم ) لأني لم أراهم ..
17-بعض الرجال البسطاء جداً قال بالحرف الواحد : والله أنا سالف خمسة جنيه عشان آجي أنتخب هنا : وانا استشعرت منه الصدق..هو ده شعب مصر البسيط الوفي الذي يضحي من أجل مصر  ..
18- كل ما تم ذكره هو خاص باللجنة التي قمت بالاقتراع فيها .. أي في لجنة واحدة ..
19-لم أسمع أي فرد يوجه الآخر في التصويت بـ (نعم)  أو (لا )  ولم أشاهد لابتوب أمام اللجان وكان كل فرد قد أتى ومعه رقمه القومي ورقم اللجنة ورقمه الانتخابي .. 
20-لن أنسى أبداً ما حييت  هذا الرجل البسيط جداً الفقير جداً جداً  وهو يخرج من لجنة الوافدين في مدرسة البيطاش الابتدائية بشارع البيطاش الرئيسي في العجمي بالإسكندرية .. بعد أن أدلى بصوته والضحكة  التي على وجهه .. نعم ضحكة وليست ابتسامة .. ثم أخذ يرقص ويرقص ويرقص .. وهو  يؤشر  بعلامة  التحية ويقول السلام عليكم لكل من يشاهده  بفرحة تلقائية ..إن ملامح وجهه  وملابسه وطريقته  في الفرحة لا تفارقني أبداً .. هذا شعب طيب يريد أن يفرح .. هذا شعب طيب .. يجب أن يراعيه حَاكمهُ ومن  سَيحكمهُ ..  ويكون خادم عنده .. نعم .. ويكون خادم عنده .. لقد صورت كل هذه المشاهد لكن للأسف لا أدري ماذا حدث  للموبايل .. أعطيته لأحد الشباب لكي يصلحه فلم يعرف هو أيضا كيفية إصلاحه ..
21-بقي أن أقول : أنني : قد : قمت بالتصويت بـ " نعم " على  مشروع دستور 2013 المعدل لدستور 2012  المعطل ..والذي تقرر الاستفتاء عليه يومي الثلاثاء والأربعاء 14 و 15 يناير 2014 م..
----------
د.شهيرة عبد الهادي 
الثلاثاء 14 / 1/ 2014 مـ 








لن أنسى أبداً ................ بقلم د.شهيرة عبد الهادي

لن أنسى أبداً ما حييت هذا الرجل البسيط جداً الفقير جداً جداً .. وهو يخرج من لجنة الوافدين في مدرسة البيطاش الابتدائية بشارع البيطاش الرئيسي في العجمي.. بعد أن أدلى بصوته والضحكة التي على وجهه .. نعم ضحكة وليست ابتسامة .. ثم أخذ يرقص ويرقص ويرقص .. وهو يؤشر بعلامة التحية ويقول السلام عليكم لكل من يشاهده بفرحة تلقائية .. إن ملامح وجهه وملابسه وطريقته في الفرحة لا تفارقني أبداً .. هذا شعب طيب يريد أن يفرح .. هذا شعب طيب .. يجب أن يراعيه حاكمه ويكون خادم عنده .. نعم .. ويكون خادم عنده ..
----------------------
د.شهيرة عبد الهادي

هل تسمع الأقدار صوتي ........... بقلم الشاعر عبد الرشيد راشد




( هل تسمع الأقدارُ صوتي ؟!! )
للشاعر/ عبد الرشيد راشد

بين أعماقي رنينٌ يدُق مسامعي
يُمزقُ صدري على ماضٍ فقدْناهُ

بكاءٌ .. صُراخٌ سِهامٌ تُبعثِرني
تكادُ تذبحُني شوقاً لرؤياهُ

أنينٌ .. ضجيجٌ.. هِتافٌ يُحطمني
يغرسٌ الأشواكَ في قلبي.. يُدمي خلاياهٌ

يا له من عشقٍ تمِّلكني فصيّرَنِِي
أسيراً لحبٍ ليتنا ما رأيناهُ

وكم رحلنا بعيداً عن معيَّتهِ
رغم ذاك الهجرِ قلبي ما تناساهُ

ويظلُ يحرقُني بحبٍ غابتْ سفينتهُ
وراح لدربٍ رأى فيه بُغياهُ

نحيا على أملٍ من خيالٍ
ونعيشُ وهماً بأيدينا صنعناهُ

قلبي ما زال يحيا بلا يأسٍ
أن يعود الماضي أو شيء من بقاياهُ

فهل تسمعُ الأقدارُ يوماً له صوتاً؟!!
أم يظلُ العمر يبكي وتنزفْ ثناياه؟!!!!