الخميس، 6 نوفمبر 2014

إني رُزقِت حُبها .. مِصــــــــــــــــــــــــــــــــر .. د.شهيرة عبد الهادي

إني رُزقِت حُبها .. مِصــــــــــــــــــــــــــــــــر ..

(كلمتين بالبلدي) وسلك نفسك (2).... بقلم د.شهيرة عبد الهادي


(كلمتين بالبلدي)  وسلك نفسك (2)
------------------------------------------
اللي بيحصل دلوقتي  في مصر .. نتاج سياسات  تعليمية متعاقبة أدت إلى انهيار التعليم في مصر  وبالتالي انهيار كل شئ  تبعاً لها ..والتي  ..بدأت في  أوائل السبعينيات مع الانفتاح السبهللي السداح مداح  للسادات .. اللي حول كل شئ حتى المشاعر الإنسانية إلى مادة تتحسب بالمليم  .. واللي تبناها بعد كده وجاب أجلها مبارك .. واللي  مع مرور الوقت  جعل النجاح في المرحلة التعليمية الابتدائية إجباري .. فأصبح النجاح في التعليم الابتدائي آلي .. ومش كده وبس .. دا بقت الاختبارات  حاجة شكلية .. يعني المعلم..في اختبار  الشهادة الابتدائية.. بيكتب حل الاختبار على السبورة  والتلاميذ ينقلوه نقل مسطرة والمعلم ولا بيصحح ولا حاجة .. ما هو كده كده حينجح  طبقاً لقوانين سيدات مصر الأولى السابقات .. والنتيجة أن نسبة لا يُستهان بها  بتتخرج من التعليم الابتدائي  وهم أميون لا يعرفون القراءة والكتابة .. وبعدين انتقلت العدوي إلى المرحلة الإعدادية  وهنا في المرحلة الإعدادية  أصبح فيه تطوير في أساليب الغش .. ما احنا بقى في  بلد متطورة .. وأصبح الغش جماعي  والمعلم ظابط نفسه على درجة معينة بتتعطى للطالب في التصحيح لأنه غاشش والإجابة كلها شبه بعضها .. نيجي بقى للتعليم الثانوي .. وأظن أن الجميع شاهد وسمع  حالات الغش الجماعي اللي تطورت   وأصبحت باستخدام التكنولوجيا الحديثة دلوقتي زي الموبايل وغيره في الأقاليم والمدن .. وتلاقي الطالب ولا الطالبة   جايبين 95 % وو 98 %   : وهو يخطئ في النحو والإملاء .. وفيه حالات  متخرجة من ثانوية عامة وهي لا تعرف القراءة والكتابة الجيدة .. ناهيك بقى عن مستوى اللي متخرج من ثانوي فني  صناعي وتجاري وغيره ..  فاكرين لما كان فيه سنة من السنين  الطلاب والطالبات بيجيبوا 130 %  في الثانوية العامة.. أمال  ايه ما احنا بلد متطورة  بقى .. واستمر الوضع هكذا وسارت العدوى إلى التعليم الجامعي   اللي  فيه حالات غش لا  تعد ولا تحصى ..وأصبح  الغش كما لو أنه حق مكتسب  لكل فرد في المجتمع من الروضة وحتى الجامعة وما بعد الجامعة .. تخيلوا  مرة مسكت طالب بيغش في الجامعة .. قالي : يا دكتورة أنا غشيت سؤالين وحليتهم وعاوز أغش التالت عشان انجح  فيها إيه يعني هي جت على دي .. وطبعاً التصحيح في التعليم الجامعي  بيتم بنفس الطريقة  اللي كانت بتتم في ابتدائي وإعدادي وثانوي.. وما أدراك ما التصحيح في  التعليم  المصري .. زيه زي التعليم المصري  بكل مراحله بالظبط  ابتدائي إعدادي ثانوي .. فيه ناس بتصحح مئات الورقات في اليوم  الواحد .. وهو ده اللي بيقولوا عليه  شاطر وبينجز .. أما اللي بيقرأ  بالكلمة  وعاوز يرضي الله  ويعطي لكل إجابة حقها بيشتكوه ..  والكل يضغط عليه عشان الشغل يخلص بسرعة  والنتيجة تطلع والطلاب كلهم ناجحين وخلاص .. أمال ايه .. ما هو كله عاوز يسلك نفسه ..ما احنا بلد متطورة  بقى ..  ناهيك   عن انتشار ظاهرة الدروس الخصوصية  ..التي أصبحت بديلاً  عن المؤسسات التعليمية     التابعة للدولة   والتي تخرج منها  زمان أيام التعليم الجد  الكثير من النابغين   والقادة في مصر .. قبل انتشار هذه الظاهرة الملعونة .. و كانت النتيجة زي ما الكل شايفها دلوقتي ..و حنروح بعيد ليه .. شفتوا خريجي الجامعات المصرية  من جميع التخصصات  وفي جميع المراكز وهم يتحدثون  وكم الأخطاء اللغوية اللي عندهم .. دا كمان  فيهم يبقى تخصص لغة عربية ومبيعرفش يقرأ لغة عربية .. وتخصص لغة انجليزية ومبيعرفش يقرأ لغة انجليزية .. لأ .. ولما تيجي انت تقرأ صح  وتعطش الجيم  مثلاً  طبقاً لحالتها ..  يضحكوا عليك أي والله بيضحكوا عليك .. ما هم مسمعوش عنها قبل كده  وهم بيتعلموا .. تخيلوا أجيال كاملة  تم تعليمها  بهذا الإسلوب الذي يعتمد على الغش   لمدة 44 عام .. طيب ما هو حيغش وهو ..بيعمل الطرق .. حيغش في  المونة ..و حيغش في الخامات ..و حيغش في المناقصات .. و حيغش في القياسات .. وحيغش في المدة الزمنية  المطلوبة لإتمام العمل .. وحيغش وهو سايق السيارة ومش حيحترم الإشارة ويعدي والإشارة حمراء .. وحيغش في حمولة الميكروباس    والإتوبيس  والسيارة  النقل  والسيارة الترلة .. وحيغش وهو بيبني كوبري .. وحيغش وهو بيعمل مطب صناعي  .. وحيغش وهو بيطبق القانون .. وحيغش وهو بيكتب تقرير  حالة الموت .. وحيغش وهو بيصنع الدواء ..وحيغش وهو  بيصنع  السلع الغذائية  وبيبيعها .. وحيغش وهو بيغش..  وحيغش وهو بيفتح الدرج ومادد إيده علطول .. وحيغش وهو بيعمل بحث ماجستير ودكتوراة وترقية .. وحيغش وهو بيقول رأي ووووو.. لأنه من خبرته السابقة لقى نفسه بعد غشه اكتسب مكان  ومكانة  لم يكن يستحقهما ..
--------------------------
د.شهيرة عبد الهادي

يقول عباس العقاد ..


الفكرة عجبتني .............