سألتنى صديقتى..
ما لى أشم الحزن فى حرفك وألمح الشجن من صوتك ...؟
قلت يا عزيزتى ..
ما أرهف حسك.... وما أروع شعورك ..
ولما لا أحزن يا رفيقتى ..
ألا تعلمى أن الحزن وطنى وأنى من غيره أشعر بالغربة والحنين إليه متى غاب عنى إفتقدته لأنه فى العادة لا يغيب ...
ألا تعلمى أنى من قوم لو ضحكوا خافوا وفزعوا وعن الحزن بحثوا ..
علام أفرح وبما أسعد والإنسان ممسوخ والحق مغبون والظالم مظلوم والجلاد
مرفوع والضحية موجوع وصوت الحق مكتوم وصيحات الباطل تصول وتجول ....
وكيف لا أحزن والحب غريب والصدق نادر والحق مر
والكراهية تنتشر والكذب يتراقص على الأشلاء والباطل مقنع بأبهى الأقنعة ...
كيف أضحك والإنسانية فقدت إنسانيتها بل وأفقد الإنسان الحيوان فطرته ..
والطبيعة العذراء أضحت عذريتها مزيفة ..وشربة الماء الطاهرة عزت وندرت وشهقة هواء عليل غابت ...
ونومة هادئة بلا كوابيس مؤرقة أضحت صعبة المنال ...وبال خالى يستمتع بصوت الناى الحزين أصبح ماضى ...
علام أبتسم ولون الدماء الذى كسى أرجاء الأرض نفرنى من لونى الأحمر المحبب ..
ورائحة عفن الضمائر باتت تزكم الأنوف التى فقدت الإحساس أو تعودت على النتن كما تعودت أنا على الحزن ..
كيف أضحك وأنا لا أجيد التجارة وكما هو معلوم التجارة شطارة وكل يبيع
ويشترى والكل يباع ويشترى وأنا إن أجدت الشراء فلا أجيد البيع فى سوق
النخاسة ...
وكيف أغادر الحزن وأمواجه تتقاذفنى موجة تعقبها الأخرى
يا عزيزتى إن الحزن أضحى وطنى وهل لى سواه من موطن
ولو لى فى الفرح من نصيب فإحساسك بى وسؤالك عنى هو الأمل الوحيد
..........................................