الثلاثاء، 20 ديسمبر 2016

وانتظرها ..محمود درويش ..

"لم تأتِ. قلتُ: ولن .. إذاً
سأعيد ترتيب المساء بما يليق بخيبتي
وغيابها:
أطفات نار شموعها،
أشعلت نور الكهرباء،
شربت كأس نبيذها وكسرتهُ،
أبدلتُ موسيقى الكمنجات السريعة
بالأغاني الفارسية.
قلت: لن تأتي. سأنضو ربطةَ
العنق الأنيقة [هكذا أرتاح أكثر]
أرتدي بيجامة زرقاء. أمشي حافياً
لو شئتُ. أجلس بارتخاء القرفصاء
على أريكتها، فأنساها
وأنسى كل أشياء الغياب /
أعدتُ ما أعددتُ من أدوات حفلتنا
إلى أدراجها. وفتحتُ كل نوافذي وستائري.
لاسر في جسدي أمام الليل إلاّ
ما انتظرتُ وما خسرتُ...
سخرتُ من هَوَسي بتنظيف الهواء لأجلها
[عطرته برذاذ ماء الورد والليمون]
لن تأتي ... سأنقل نبتة الأوركيد
من جهة اليمين إلى اليسار لكي أعاقبها
على نسيانها...
غطيتُ مرآة الجدار بمعطفٍ كي لا أرى
إشعاع صورتها ... فأندم /
قلتُ: أنسى ما اقتبستُ لها
من الغزل القديم، لأنها لا تستحقُّ
قصيدةً حتى لو مسروقةً...
ونسيتُها، وأكلتُ وجبتي السريعة واقفاً
وقرأتُ فصلاً من كتاب مدرسيّ
عن كواكبنا البعيدة
وكتبتُ، كي أنسى إساءتها، قصيدة
هذي القصيدة!"


محمود درويش

حنين وشعور مش عارفة أوصفه .. بقلم د.شهيرة عبد الهادي

حنين وشعور مش عارفة أوصفه ..
الأم وبيت العيلة ده حاجة كبيرة أوي وشعور لا يمكن وصفه .. احنا مجموعة الإخوات الأشقاء . لما بنوصل بيت ماما عشان نطمن عليها وعلى حالتها الصحية ومدى استقرارها .. بتلاقي كل اللي داخل وبتلقائية وعفوية يقوم رايح علطول وفاتح التلاجة اللي في الصالة ويطلع أي حاجة يآكلها ..لقمة فول ورغيف حتى جبنة ورغيف طبق بامية بايت ورغيف .. اللي موجود .. وطول ما هو بيآكل يقول : الله أكلك حلو أوي يا ماما .. وكل واحد فينا بيآكل باستمتاع غريب ورهيب ..وتلاقي كل زوجة من زوجات اخواتي .. تقول لماما .. والنبي يا ماما قولي ليا ..ازاي بتعملي طبق الفول أصلي كل ما اعمل الفول بيقولي لأ مش حلو زي فول ماما " أيام ما كانت في صحتها شوية يعني " .. الشيء بقى الملاحظ جداً .. هو أن كل الأحفاد أيضاً بيقولوا كده لماماتهم .. كل واحد فيهم يقول لمامته : أكل تيتة أحلى من أكلك يا ماما ..حتى فيه مرة حفيد ليها يقول:الله .. شوفي المخلل بتاع تيتة حلو ازاي ما بتعرفيش تعملي زيه يا ماما .. ويآكلوا يا حبايب قلبي باستمتاع على قدر "الطقة بتاعتهم " .. أنا باسمي ده نتاج تربية الطيبة والحنان .. ماما طيبة أوي وحنونة أوي وخوافة أوي  وعندها عطاء ليس له حدود .. ربنا يعطيك الصحة يا ماما ولا تتحوجي لأي حد في الدنيا حتى ابن بطنك وأنا أولهم .. مش عارفة دي مشاعر جت لي دلوقتي ساعة الصبحية مع حنين لأشياء كثيرة خاصة بماما .. . ربنا يستر ..