بعد مجئ الشيخ العريفي إلى أرض مصر الكنانة لكي يدعوا الشباب المصري للجهاد في سوريا وما أعقبها من تداعيات كانت لي ملحوظة .. في الحقيقة ..هي .. ملحوظة قديمة حديثة ..لاحظتها منذ بداية الثورة .. وهي مستمرة حتى الآن .. وهي ..أن غالبية من يقومون بالهجوم على من أمامهم في المناقشات .. وبشدة وباستخدام الألفاظ والشتائم والسباب غير المرغوب فيها وباستخدام إسلوب الترهيب والترويع والخوض في الأنفس والأعراض .. من المدافعين عن الإخوان أو السلفيين أو ما يُطلق عليهم التيار الإسلامي السياسي .. وأيضاً ممن يُنادون الآن بالجهاد في سوريا .. وينادون بـ إما النصر أو الشهادة .. ويحثون عليه ويستخدمون اللغة الغليظة في الحوارات والمناقشات أثناء الحث على ذلك .. وإحقاقاً للحق وحتى أكون منصفة فإن أيضاً من يقومون بالمعارضة لهذا التيار في البلاد وممن يؤججون المشاعر في المعارضة دون حجة و منطق .. غالبيتهم يعيشون إما في البلاد العربية أو الأوربية .. ومنهم من يعيش في أمريكا .. هم يعيشون في هذه البلاد رفاهية الحياة و رفاهية قول الكلمات الرنانة والشعارات البراقة دون أن يأتون إلى مصر للتعايش معها ومع مشكلاتها التي فاقت الحد.. أتمنى من حضراتهم أن يأخذوا قراراً شجاعاً بالعودة إلى مصر الآن .. حتى يكونون في الصفوف الأولى للجهاد بأنفسهم وبأموالهم .. وأن يُرسلوا أبنائهم من الجنسين للجهاد .. ويتخلون عن الدولارات والريالات وحياة الرفاهية التي يعيشونها بعيداً عن مصر وما تعانيه من مشكلات .. وبذلك يخخفون عبئاً عن شباب مصر البرئ الطاهر النقي الذي ينساق وراء الشعارات الرنانة .. نتيجة ما يُعانونه من الفراغ النفسي والعملي والحياتي الذي يعيش فيه هؤلاء الشباب المغرر بهم .. وللأسف فإن هؤلاء يستغلون كل ذلك في الشباب للزج بهم في أتون جهنم التي يصنعونها لهم وهم من بني وطنهم .. يا سادة إن في مصر الملايين من الشباب الذي تخرج من الجامعات ولم يحصل على عمل حتى الآن .. تقول الإحصائيات أنهم ما بين 15 مليون إلى 20 مليون شاب وفتاة بدون عمل .. يا سادة إن نسبة العنوسة عند الرجال والنساء ازدادت في مصر بسبب عدم توفرعمل وعدم توفر القدرة المادية على تحمل نفقات الزواج حتى مع التيسير..يا سادة مصر فيها ناس تآكل من الزبالة .. أتمنى ممن يعيشون خارج مصر من أبناء مصر ويؤججون المشكلات داخل مصر سواء في الدول العربية أو الأوروبية أو ممن هم في أمريكا أن يتركوا النعيم الذي يعايشونه في تلك البلاد العربية والأجنبية وأن يأتون بأموالهم لمساعدة هؤلاء الشباب بدلاً من التضحية بهم من أجل استمرارهم هم في تعاملاتهم اليومية بالدولار والريال .. اللهم احم شباب مصر .. فهم أمل مصر .. اللهم احفظ مصر .. وجنبها الفتن ما ظهر منها وما بطن ..
------------
د.شهيرة عبد الهادي
15 / 6 / 2013
------------
د.شهيرة عبد الهادي
15 / 6 / 2013