الثلاثاء، 5 نوفمبر 2013

أنين القلب (الحقيقة والخيال )................... بقلم د.شهيرة عبد الهادي

الحقيقة الوحيدة في عالم الفيس بوك .. هي الخيال ..فـ هل هو خيال نسبي .. أم خيال  اقترب من  الحقيقة .. أم خيال  امتزج مع الوقع .. وهنا .. تداخلت المفاهيم .. مثل كل التداخلان  الحادثة  في المفاهيم التي نعيشها الآن ..
---------------------


 أحاول الهروب من نفسي.. إلى نفسي .. فلا أجد نفسي .. يا ر ب .. يا الله  .. أعد إليّ نفسي .. حتى أعيش الخيال بنقاء جماله  في إطار الواقع .. وأخفف مرارة الواقع  بعفة خياله ..
-------------
د.شهيرة عبد الهادي

صورة عبقرية تلخص آلاف المقالات التي يمكن أن تكتب الآن حول الأوضاع في مصر .. أهديها إلى كل مصري ومصرية وكل مسؤول في مصر ..............

صورة عبقرية  تلخص  آلاف المقالات  التي يمكن أن تكتب الآن حول الأوضاع في مصر ..... أهديها إلى كل مصري ومصرية  وكل مسؤول في مصر ..............

رحيل جميلة بو حريد ..................

 
رحلت اليوم الثلاثاء 5 نوفمبر 2013 مـ ..   المناضلة والمجاهدة  الجزائرية الكبيرة   جميلة بوحيرد .. رمز  المرأة    المؤمنة  بوطنها ببلدها .. الله يرحمها  .. والرائعة المجاهدة الجزائرية الكبيرة جميلة بوحيرد  هي  صاحبة المقولة الرائعة: " أعرف أنكم سوف تحكّمون عليّ بالإعدام لكن لا تنسوا إنكم بقتلي تغتالون تقاليد الحرية في بلدكم ولكنكم لن تمنعوا الجزائر من أن تصبح حرة مستقلة" .. رحم  الله   جميلة بوحريد  .. ننعيها   للعالم أجمع  ولكل المجاهدين  والأحرار في العالم ..

فايزه أحمد - يا حبيبي واحشني

http://www.youtube.com/v/l7bW-a18PNs?version=3&autohide=1&showinfo=1&autoplay=1&feature=share&attribution_tag=GjVTxFk2vMiZSGwBON2Fog&autohide=1

ما بين محاكمتي مبارك ومرسي " لا فرق " ................ بقلم د. شهيرة عبد الهادي


إن  متابعتي للظروف السياسية  التي تحيط  ببلدي  الجبيب مصر  بعد  ثورة 25 يناير 2011 مـ .. قد جعلتني لا ألهث وراء كل ظاهرة لكي أكتب حولها  في حينها .. نظراً  للكثير من الغموض الذي يكتنف   جميع خطوات  ما   كان  يُسمى بثورات الربيع العربي .. ومما  لاشك  فيه  أن  الغموض  والواضح لكل  ذي عقل .. يسحب من رصيد  أهمية   الظواهر السياسية  على عكس المتعارف عليه أو الشائع .. أو لنقل عند كل من يريد إعمال العقل  ويتروى  لعله يتبين الحقيقة .. إن كانت هناك حقيقة..  بعيداً عن دهاليز السياسة  والدين والمتاجرة بكليهما  من أجل السلطة والكرسي وسطوة الجاه والمال ..  ولذلك  وبالرغم  من الأهمية  التي   لازمت محاكمة  الدكتور مرسي  رئيس   مصر السابق .. فقد تريثت .. إلى حد ما ..   خاصة وأن المحاكمة اليوم   لم تكن علنية ..  لدواعٍ أمنية  كما يقولون .. وبالتالي فإن الحكم على الحدث بالتأكيد سيختلف ..عما إذا كنت  تشاهد وتسمع  المحاكمة  ويتم إعمال العقل مع  الحواس .. لكن ما حدث أننا كنا نتلقى .. تسريبات من هنا أو هناك .. بدأت التسريبات  بأن الرئيس  المعزول مرسي  أراد أن يأتي المحاكمة  بالجلابية  رافضاً   الالتزام بملابس السجن وحجته في ذلك أنه  ما زال الرئيس الشرعي للبلاد ويرفض محاكمته.. ثم بعد مناقشات  قام بارتداء البدلة التي كان قد ارتداها   في ميدان التحرير  أثناء حلف اليمين الدستورية لتوليه مهام رئاسة الجمهورية أمام  شعب التحرير آنذاك  والتي خلالها فتح الجاكيت .. تذكرت هذا اليوم  وما قد انتابتني  فيه  من مشاعر مختلطة  نتيجة لتصرف  فتح الجاكيت هذا ؟: ما بين خوف وأمل ورجاء ! ..وكنت أتساءل وقتها   هل من قام بفتح الجاكت  هكذا سيتحمل مسؤولية بلاده  بخطوات فيها حنكة سياسية وتؤدة في اتخاذ القرار ؟ .. وهذا ما أجابت عليه  الأيام بأحداثها خلال عام حُكمه الوحيد لمصر إلى أن وصلنا لليوم 4 نوفمبر 2013مـ .. يوم محاكمته وهو يرتدي نفس الجاكيت ! ..ويا ليت الدكتور مرسي قد ارتدى حُلة مصر في كل من المناسبات ..بالتأكيد كانت الأوضاع قد اختلفت عما هي عليه الآن  .. لكنها السياسة  التي تتلاعب بالعقول  وتذهب   بالبصيرة  إلى حد الشطط ..  نعود  للمحاكمة  فنجد  توالي للأخبار   عبر وسائل الإعلام  وكلها تسريبات إلى أن تم بث بعض المشاهد في المساء  للمحاكمة ولكنها ليست كاملة  ولذلك ما زالت الأخبار تأتينا عن طريق التسريبات .. أوضحت  هذه المشاهد  دخول الدكتور مرسي المحكمة  ببدلة   التحرير .. يصفق له مجموعة الإخوان  المحبوسين وهم يرتدون  لباس السجن الأبيض .. وكما لو أنهم  قد اتفقوا على أن  يعطوا ظهورهم إلى هيئة المحكمة  وهم رافعي  شعار  رابعة  بعد أن كانوا يهتفون  في السنوات السابقة  الإسلام هو الحل ! .. وهذا المشهد ربما يُفَسّر على أنهم يجعلون   زعيمهم هو من يتصدر المشهد ويكون في موقف البطولة و لعله  يقوم بإلقاء خطبة أمام المحكمة ..إلا أن الدكتور مرسي كان يرد على كل سؤال يوجه إليه من قبل هيئة المحكمة قائلاً " أنا الدكتور محمد محمد مرسي عيسى العياط  الرئيس  المنتخب والشرعي لمصر " ..وأخذ يردد نلك العبارة  في رده على كل سؤال يوجه إليه ويقال أنه رددها حوالي 11 مرة ..مع أن بعض التسريبات التي انفردت بها جريدة الوطن تقول أن الدكتور مرسي اعترف بخروج الملايين لإسقاط شرعيته في 30 يونيو !!! .. إذا فالشعب هنا يقع فريسة التلاعب بالسياسة والدين والإعلام ..وتتبارى  الفضائيات كالمعتاد  في استضافة   الشخصيات هذا قانوني وهذا محلل سياسي وذلك مستشار وتلك قاضي .. وتبدأ المقارنات  بين محاكمتي كل من الدكتور مرسي والسيد مبارك ..كما تناولتها أيضاً  شبكات التواصل الاجتماعي  بالتحليل ..  وبدأ كل فريق  يُمجد في موقف الرئيس الذي يؤيده أثناء محاكمته .. فهذا  يشيد بموقف مبارك في المحاكمة بينما يصب جام غضيه على موقف مرسي أثناء محاكمته ..  وذلك   يُمجد في موقف مرسي أثناء محاكمته ويصب جام غضبه على مبارك ..وتناسى  أو تجاهل الجميع  أن ما يُحاكم عليه اليوم الدكتور مرسي هو قتل المتظاهرين لعدد ما سواء كان قليلاً أو صغيراً  .. لكن في النهاية هي قضية قتل متظاهرين كما كان يُحاكم مبارك  ..وما أكثر القتلى في مصر من يوم 25 يناير .. ونحن لا نعرف  من هو القاتل .. أيام مبارك كان هناك قتلى وأيام مرسي أيضا بها قتلى .. مبارك خرج براءة.. واحتمال مرسي يأخذ براءة بالرغم من الأقاويل على الأدلة الدامغة بالصوت والصورة  لأحداث الاتحادية  .. إن  كل من   مبارك ومرسي .. قد  تسبب في قتل أبناء شعبه .. إن كل من مبارك ومرسي قد طغى وتجبر على شعبه .. لا يهمني أن مبارك قد دخل إلى المحكمة وهو ملقى على سرير كما نصحه  محاموه .. ولا يهمني أن مرسي جاء إلى السجن وهو واقف على قدميه يرتدي بدلة التحرير كما نصحه محاموه ..ومما  يثير العجب العجاب أن المناقشات انصب جل اهتمامها على البطولة و الشهامة والمروءة .. هذا يقول مبارك كان أكثر بطولة  أثناء محاكمته  .. وذلك يقول مرسي هو الأكثر بطولة .. ويتحدثون عن صدام حسين الآن الذي تم التضحية به في يوم الأضحية . يا سادة أي بطولة وأي  شهامة وأي مروءة تتحدثون عنها  ..  هل يتصف مبارك بالبطولة والشهامة   والمروءة وهو من  خرب مصر وجرفها ثقافياً و سياسيا واقتصاديا  وتعليمياً وبحثياً وصحياً وألغاها من على خريطة العالم كله  ثم دخل المحاكمة نائماً على سرير وبنظارة سوداء ؟!.. هل يتصف مرسي بالبطولة والشهامة والمروءة  وهو من  جاء ليكون رئيساً لعشيرته  وقبيلته  وتناسى مصر الأم ؟ .. ثم جاء إلى المحكمة   وهو  يرتدي  حلة التحرير  رافعاً إشارة رابعة  وهو يقول أنا الرئيس الشرعي للبلاد .. يا سادة البطولة والشهامة  والمروءة   ليست هي أساليب التحايل  السياسية  والقانونية  التي تلاعب ويتلاعب  بها محاموا مبارك  وليست هي انطماس الأدلة  التي تدينه  والتي  تلاعب بها  من كانت في أيديهم .. يا سادة البطولة والشهامة والمروؤة ليست هي    أن  يدخل الدكتور مرسي قفص الاتهام وهوعلى قدميه  ويهتف   وهو داخل القفص  ويقول أنا الرئيس الشرعي للبلاد  ويُخاطب القضاة قائلاً  أحمّلكم   المسؤولية على عدم خروجي وتولي مهام سلطتي .. ويهتف من يؤيده  يسقط يسقط حكم العسكر  ..وهو ..وجماعته  من وضعوا أيديهم في أيدي العسكر قبل ذلك .. البطولة والشهامة والمروءة لمن يتولى شؤون البلاد والعباد .. هي أن يعترف الرئيس  بأنه قد أخطأ في حق شعبه وأضر شعبه .. لقد أضاع  مبارك  البلاد والعباد  ووصل بمصر إلى حالة الدولة المتخلفة  بين دول العالم .. وأضر مرسي   البلاد والعباد  بأنه قد أضاع فرصة  ذهبية منحها  الله  له ولجماعته  لكي يتولوا حكم مصر باتباعه لنوع من أحادية الرؤية .. تارة  لذاته وتارة   لجماعته ..  ولم يأخذ في اعتباره وطنه مصر كما أنه  كان يأخذ قراره  من   عقول الآخرين .. وسواء كان مرسي  لم يستطع تمكين نفسه أو أنه قد حورب لكي لا يُمَكَنْ  فعليه أن يتحمل التبعة هو وجماعته .. لكنه كان دائم  التعنت  ودائم التحدث  بلغتين إما بلغة الأنا أو لغة العشيرة  ولم يتكلم بلغة مصر  .. كان في مقدوره أن ينقذ البلاد والعباد  بعمل انتخابات مبكرة فرفض أو  بتشكيل حكومة آخرى فرفض   أو بالالتفات لما كانت تقوم به حركة تمرد ولكنه أبى.. إن كل من مبارك ومرسي   كان يقول أنا ربكم الأعلى وللأسف حُكّام مصر هكذا على مر التاريخ وكأنهم  فعلا  فراعنة وكأن تلك الصفة  هي في الجين المصري .. إن كلا  من محاكمة مبارك ومرسي تسير في نفس المسار وهي محاكمات  هزلية  سخيفة ..الشعب هو ضحيتها  لعبت فيها  كل  أنواع المتاجرة بالدين والسياسة  والإعلام أكبر دور ..أما الأدوار البطولية التي يلعبها كل منهما  والتي  يناقشها الإعلام  الغريب  والضيوف الأغرب الذين يستضيفونهم هذا يتحدث عن عسكرية مبارك  وذلك يتحدث عن إمامة مرسي  لزملاء السجن اليوم في الصلاة .. فإن تلك وريقات  الشعب قد فهمها ووعاها .. إن كل منهما  كانت له أحلامه في السلطة والجاه والمال كما أن له حلمه الشخصي الخفي أو حلم جماعته المعلن والآخر الخفي ..لكن حسن حظ مبارك أنه جلس 30 عاماً في الحكم  لكن انظر للخاتمة .. وربما سوء حظ  مرسي أنه قد جاء في وقت  تغيرت فيه معالم الشخصية المصرية  وربما الإخوان قد ساهموا  في إحداث هذا التغيير عندما انضموا للثورة بعد قيامها وهم لا يدرون  أن   ما زرعوه هو ما سيحصدهم .. وهكذا  سنعيش  نفس مسلسل  محاكمة مبارك مع تغيير المسمى إلى مرسي .. أما الإخراج والإنتاج والمونتاج   فهو واحد..و ستبدأ أولى حلقات المسلسل  يوم 8 يناير 2014  فلتتذكروا هذا التاريخ ولتتابعوا المسلسل المُعاد  حتى تحصل مصر على أكبر نسبة مبيعات .. وما بين محاكمتي مبارك ومرسي لا فرق .. وعجبي   .. ويبقى الشعب المصري الجديد  شعب ثورة 25 يناير هو  الفيصل .. وهو الذي سيُحدد .. من سيأتي رئيساً .. وهو  من .. سيُحاكم الرئيس القادم .. إذا ما أخطأ  ولم يقم بأداء عمله  كمدير  نظيف مخلص في إدارة شؤون مصر وهو موظفاً يعمل لدى شعبها .. نعم الشعب سيحاسب الرئيس القادم بعد أن قام بها  سابقاً وجعل رئيسين من رؤسائه  في سنتين أولهما   مخلوع والثاني معزول ..والأشخاص زائلون .. أما مصر  فهي الباقية ..  ولتحيا ثورة 25 يناير التي تعلمنا يوماً بعد يوم ..
----------------
د.شهيرة عبد الهادي 





وما بين محاكمتي مبارك ومرسي لا فرق .. ............ بقلم د. شهيرة عبد الهادي

إن  متابعتي للظروف السياسية  التي تحيط  ببلدي  الجبيب مصر  بعد  ثورة 25 يناير 2011 مـ .. قد جعلتني لا ألهث وراء كل ظاهرة لكي أكتب حولها  في حينها .. نظراً  للكثير من الغموض الذي يكتنف   جميع خطوات  ما   كان  يُسمى بثورات الربيع العربي .. ومما  لاشك  فيه  أن  الغموض  الواضح لكل  ذي عقل .. يسحب من رصيد  أهمية   الظواهر السياسية  على عكس المتعارف عليه أو الشائع .. أو لنقل عند كل من يريد إعمال العقل  ويتروى  لعله يتبين الحقيقة .. إن كانت هناك حقيقة..  بعيداً عن دهاليز السياسة  والدين والمتاجرة بكليهما  من أجل السلطة والكرسي وسطوة الجاه والمال ..  ولذلك  وبالرغم  من الأهمية  التي   لازمت محاكمة  الدكتور مرسي  رئيس   مصر السابق .. فقد ترويت .. إلى حد ما ..   خاصة وأن المحاكمة اليوم   لم تكن علنية ..  لدواعٍ أمنية  كما يقولون .. وبالتالي فإن الحكم على الحدث بالتأكيد سيختلف ..عما إذا كنت  تشاهد وتسمع  المحاكمة  ويتم إعمال العقل مع  الحواس .. لكن ما حدث أننا كنا نتلقى .. تسريبات من هنا أو هناك .. بدأت التسريبات  بأن الرئيس  المعزول مرسي  أراد أن يأتي المحاكمة  بالجلابية  رافضاً   الالتزام بملابس السجن وحجته في ذلك أنه  ما زال الرئيس الشرعي للبلاد .. ثم بعد مناقشات  قام بارتداء البدلة التي كان قد ارتداها   في ميدان التحرير  أثناء حلف اليمين الدستورية لتوليه مهام رئاسة الجمهورية أمام  شعب التحرير آنذاك  والتي خلالها فتح الجاكيت .. تذكرت هذا اليوم  وما قد انتابتني  فيه  من مشاعر مختلطة  نتيجة لتصرف  فتح الجاكيت هذا ؟: ما بين خوف وأمل ورجاء ! ..وكنت أتساءل وقتها   هل من قام بفتح الجاكت  هكذا سيتحمل مسؤولية بلاده  بخطوات فيها حنكة سياسية وتؤدة في اتخاذ القرار ؟ .. وهذا ما أجابت عليه  الأيام بأحداثها خلال عام حُكمه الوحيد لمصر إلى أن وصلنا لليوم 4 نوفمبر 2013مـ .. يوم محاكمته وهويلبس نفس الجاكيت ! ..ويا ليت الدكتور مرسي قد ارتدى حُلة مصر في كل من المناسبتين ..بالتأكيد كانت الأوضاع قد اختلفت عما هي عليه الآن  .. لكنها السياسة  التي تتلاعب بالعقول  وتذهب   بالبصيرة  إلى حد الشطط ..  نعود  للمحاكمة  فنجد  توالي للأخبار   عبر وسائل الإعلام  وكلها تسريبات إلى أن تم بث بعض المشاهد في المساء  للمحاكمة ولكنها ليست كاملة  ولذلك ما زالت الأخبار تأتينا عن طريق التسريبات .. أوضحت  هذه المشاهد  دخول الدكتور مرسي المحكمة  ببدلة   التحرير .. يصفق له مجموعة الإخوان  المحبوسين وهم يريتدون  لباس السجن الأبيض .. وكما لو أنهم  قد اتفقوا على أن  يعطوا ظهورهم إلى هيئة المحكمة  وهم رافعي  شعار  رابعة  بعد أن كانوا يهتفون  في السنوات السابقة  الإسلام هو الحل ! .. وهذا المشهد ربما يُفَسّر على أنهم يجعلون   زعيمهم هو من يتصدر المشهد ويكون في موقف البطولة و لعله  يقوم بإلقاء خطبة أمام المحكمة ..إلا أن الدكتور مرسي كان يرد على كل سؤال يوجه إليه من قبل هيئة المحكمة قائلاً " أنا الدكتور محمد محمد مرسي عيسى العياط  الرئيس  المنتخب والشرعي لمصر " ..وأخذ يردد نلك العبارة  في رده على كل سؤال يوجه إليه ..مع أن بعض التسريبات التي انفردت بها جريدة الوطن تقول أن الدكتور مرسي اعترف بخروج الملايين لإسقاط شرعيته .. إذا فالشعب هنا يقع فريسة التلاعب بالسياسة والدين والإعلام ..وتتبارى  الفضائيات كالمعتاد  في استضافة   الشخصيات هذا قانوني وهذا محلل سياسي وذلك مستشار وتلك قاضي .. وتبدأ المقارنات  بين محاكمتي كل من الدكتور مرسي والسيد مبارك ..كما تناولتها أيضاً  شبكات التواصل الاجتماعي  بالتحليل ..  وبدأ كل فريق  يُمجد في موقف الرئيس الذي يؤيده أثناء محاكمته .. فهذا  يشيد بموقف مبارك في المحاكمة بينما يصب جام غضيه على موقف مرسي أثناء محاكمته ..  وذلك   يُمجد في موقف مرسي أثناء محاكمته ويصب جام غضبه على مبارك ..وتناسى  أو تجاهل الجميع  أن ما يُحاكم عنه اليوم الدكتور مرسي هو قتل المتظاهرين لعدد ما سواء كان قليلاً أو صغيراً  .. لكن في النهاية هي قضية قتل متظاهرين كما كان يُحاكم مبارك  ..وما أكثر القتلى في مصر من يوم 25 يناير .. ونحن لا نعرف  من هو القاتل .. أيام مبارك كان هناك قتلى وأيام مرسي أيضا بها قتلى .. مبارك خرج براءة.. واحتمال مرسي يأخذ براءة بالرغم من الأقاويل على الأدلة الدامغة بالصوت والصورة  لأحداث الاتحادية  .. إن  كل من   ومبارك ومرسي .. قد  تسبب في قتل أبناء شعبه .. إن كل من مبارك ومرسي قد طغى وتجبر على شعبه .. لا يهمني أن مبارك قد دخل إلى المحكمة وهو ملقى على سرير كما نصحه  محاموه .. ولا يهمني أن مرسي جاء إلى السجن وهو واقف على قدميه يرتدي بدلة التحرير كما نصحه محاموه ..ومما  يثير العجب العجاب أن المناقشات انصب جل اهتمامها على البطولة و الشهامة والمروءة .. هذا يقول مبارك كان أكثر بطولة  أثناء محاكمته  .. وذلك يقول مرسي هو الأكثر بطولة .. ويتحدثون عن صدام حسين الآن الذي تم التضحية به في يوم الأضحية . يا سادة أي بطولة وأي  شهامة وأي مروءة تتحدثون عنها  ..  هل يتصف مبارك بالبطولة والشهامة   والمروءة وهو من  خرب مصر وجرفها ثقافياً و سياسيا واقتصاديا  وتعليمياً وبحثياً وصحياً وألغاها من خريطة العالم  ثم دخل المحاكمة نائماً على سرير وبنظارة سوداء ؟.. هل يتصف مرسي بالبطولة والشهامة والمروءة  وهو من  جاء ليكون رئيساً لعشيرته  وقبيلته  وتناسى مصر الأم ؟ .. ثم جاء إلى المحكمة   وهو  يرتدي  حلة التحرير  رافعاً إشارة رابعة  وهو يهتف يسقط حكم العسكر .. يا سادة البطولة والشهامة  والمروءة   ليست هي أساليب التحايل  السياسية  والقانونية  التي يتلاعب  بها محاموا مبارك  وليست هي انطماس الأدلة  التي تدينه  والتي  تلاعب بها  من كانت في أيديهم .. يا سادة البطولة والشهامة والمروؤة ليست هي    أن  يدخل الدكتور مرسي على قدميه  ويهتف   وهو داخل القفص  ويقول يسقط يسقط حكم العسكر ..وهو..وجماعته  من وضعوا أيديهم في أيدي العسكر قبل ذلك .. البطولة والشهامة والمروءة لمن يتولى شؤون البلاد والعباد .. هي أن يعترف الرئيس  بأنه قد أخطأ في حق شعبه وأضر شعبه .. لقد أضاع  مبارك  البلاد والعباد  ووصل بمصر إلى حالة الدولة المتخلفة  بين دول العالم .. وأضر مرسي   البلاد والعباد  بأنه قد أضاع فرصة  ذهبية منحها  الله  له ولجماعته  لكي يتولوا حكم مصر باتباعه لنوع من أحادية الرؤية .. تارة  لذاته وتارة   لجماعته ..  ولم يأخذ في اعتباره وطنه مصر كما أنه  كان  قراره  من   عقول الآخرين .. وسواء كان مرسي  لم يستطع تمكين نفسه أو أنه قد حورب لكي لا يُمَكَنْ  فعليه أن يتحمل التبعة هو وجماعته .. لكنه كان دائم  التعنت  ودائم التكلم  بلغتين إما بلغة الأنا أو لغة العشيرة  ولم يتكلم بلغة مصر  .. كان في مقدوره أن ينقذ البلاد والعباد  بعمل انتخابات مبكرة فرفض أو  بتشكيل حكومة آخرى فرفض   أو بالالتفات لما كانت تقوم به حركة تمرد ولكنه أبى.. إن كل من مبارك ومرسي   كان يقول أنا ربكم الأعلى وللأسف حُكّام مصر هكذا على مر التاريخ وكأنهم  فعلا  فراعنة وكأن تلك الصفة  هي في الجين المصري .. إن كلا  من محاكمة مبارك ومرسي تسير في نفس المسار وهي محاكمات  هزلية  سخيفة ..الشعب هو ضحيتها  لعبت فيها  كل  أنواع المتاجرة بالدين والسياسة  والإعلام أكبر دور ..أما الأدوار البطولية التي يلعبها كل منهما  والتي  يناقشها الإعلام  الغريب  والضيوف الأغرب الذين يستضيفونهم هذا يتحدث عن عسكرية مبارك  وذلك يتحدث عن إمامة مرسي  لزملاء السجن اليوم في الصلاة .. فإن تلك وريقات  الشعب قد فهمها ووعاها .. إن كل منهما  كانت له أحلامه في السلطة والجاه والمال كما أن له حلمه الشخصي الخفي أو حلم جماعته المعلن والآخر الخفي ..لكن حسن حظ مبارك أنه جلس 30 عاماً في الحكم  لكن انظر للخاتمة .. وربما سوء حظ  مرسي أنه قد جاء في وقت  تغيرت فيه معالم الشخصية المصرية  وربما الإخوان قد ساهموا  في إحداث هذا التغيير عندما انضموا للثورة بعد قيامها وهم لا يدرون  أن   ما زرعوه هو ما سيحصدهم .. وهكذا  سنعيش  نفس مسلسل  محاكمة مبارك مع تغيير المسمى إلى مرسي .. أما الإخراج والإنتاج والمونتاج   فهو واحد..و ستبدأ أولى حلقات المسلسل  يوم 8 يناير 2014  فلتتذكروا هذا التاريخ ولتتابعوا  حتى تحصل مصر على أكبر نسبة مبيعات .. وما بين محاكمتي مبارك ومرسي لا فرق .. وعجبي   .. ويبقى الشعب المصري الجديد  شعب ثورة 25 يناير هو  الفيصل .. وهو الذي سيُحدد .. من سيأتي رئيساً .. وهو  من .. سيُحاكم الرئيس القادم .. إذا ما أخطأ  ولم يعمل مديراً  نظيفاً مخلصاً  لإدارة شؤون مصر  يعمل لدى شعبها .. بعد أن قام بها الشعب وجعل رئيسين من رؤسائه واحد مخلوع والثاني معزول ..والأشخاص زائلون .. أما مصر  فهي الباقية ..  ولتحيا ثورة 25 يناير التي تعلمنا يوماً بعد يوم ..
----------------
د.شهيرة عبد الهادي