الأحد، 23 يونيو 2013

في ليلة النصف من شعبان أتمنى ............. بقلم د.شهيرة عبد الهادي

قال صلى الله عليه وسلم: يطّلع الله تبارك وتعالى إلى خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن ..


  في ليلة النصف من شعبان  أتمنى .. أن يكون  كل  المصريين  .. وقبل يوم  ثلاثين .. غير متشاحنين .. ولبعضهم البعض غير كارهين  .. ولا  حاسدين  ..  ولا حاقدين .. ولا متقاتلين .. ولا لبعضهم البعض متباغضين .. وليكونوا  مع بعضهم البعض متسامحين  .. متصافحين ..  وفي الله متحابين ..  وعن كل الصغائر مترفعين .. وفي العفو والصفح والمغفرة متسابقين ..وفي حب الوطن متقاربين  متعاونين ..من أجل  مصر .. ومن أجل كل المصريين .. سواء كانوا  إخواناً أو سلفيين .. ليبراليين أو علمانيين .. دستوريين أو ناصريين .. مسلمين أو مسيحيين .. سنيين أو شيعيين ..
------------
د.شهيرة عبد الهادي
24 / 6 / 2013 مـ
15 شعبان 1434 هـ





رسالتي إلى نفسي توأم أفكاري توأم روحي ........... بقلم د.شهيرة عبد الهادي



 تتأرجح بنا  الأيام .. ونتأرجح  معها  وبها .. فـ تتأرجح  فينا  الأفكار  والمشاعر والأحاسيس .. ما بين  فكْرٍ  وفكْر .. ما بين فِكَر وفِكَر .. ما بين  مشاعر ومشاعر .. ما بين أحاسيس وأحاسيس .. ما بين شواهد وشواهد .. ما بين منطق ومنطق .. يُصيب الإنسان ويُخطئ .. و لا يبقى  للإنسان إلا ما سعى .. ويبقى للإنسان  أنه إنسان .. وما  الإنسان ؟.. الإنسان  ما  هو  إلا كتلة من المشاعر والأحاسيس .. يتجاهلون   في هذا الزمان  تلك  المشاعر و تلك الأحاسيس .. يقولون  كل شئ مبني على المصالح .. حتى حب  الأم لإبنها .. حب الزوج لزوجته .. حُب الحبيب لحبيبته .. حُب الحبيبة لحبيبها  .. قد اتفق  مع هذا الرأي نسبياً  لكني لا أتفق معه مطلقاً .. فلا توجد حقيقة مطلقة  في هذا الكون ولا أحد يمتلك الحقيقة المطلقة في هذا الكون أيضاً .. ولذلك سألت نفسي توأم أفكاري توأم روحي .. هل الأصل في الحياة   هو الحقد والكراهية والبغضاء  والعداوة ؟ أم أن الأصل هو الحُب ؟ ..  تحاورت مع نفسي  توأم أفكاري  توأم روحي   .. ثم تحاورت  وتحاورت مع  مشاعري مع أحاسيسي  مع عقلي ..وأحيانا يكون العقل والفكر وحتى المنطق يستدعي المشاعر والأحاسيس  .. فـلم أتوصل إلا إلى : أنني  لا يُمكن أن أتصور نفسي  إلا إنسانة   تزداد إصراراً على أن  الأساس في الخليقة هو  الحُب .. الحُب الذي يأتي من حُب الله  فـ تنقله  لحبيبك .. أي حُب الخير لمن تُحب .. وحُب الفضيلة  له ولك  .. فـ تقتل بها كل رزيلة قد تلحق به أو تلحق بك .. حُب الصدق فـ لا تخدعه ولا تكذب عليه .. وهنا يكون حٌب النورله و لك  .. وما النور إلا من عند الله .. الله نور الله محبة  .. وماذا تٌسمى كذبة بيضاء تكذبها على حبيب لكي تستأثر به  تستحوز عليه ؟.. أليست هذه خيانة .. هل من يُحب يستطيع الخيانة .. ألا نؤمن بأن هناك حُب  الأرواح للأرواح .. حُب الشخصية للشخصية .. وحب "مكونات "  تلك الشخصية .. يا الله .. ألم يطلب منا الله أن نُعمل  العقل  والتدبر  والتفكر .. ألم يطلب منا  الله أن نكون من أولى النهى .. وما الحكمة في الحُب ؟.. الحكمة  في الحُب : أن تحٌب  الحُب من أجل الحُب  من أجل إرضاء الله فيمن تحُب .. تحضرني هنا كلمات  قالها سلمان العودة .. تقول تلك الكلمات : " الحب شعور خارق لا يخضع لقانون أو منطق ومن يُحبك سيحُبك بكل عيوبك ومجرداً من كل مميزاتك  والوصفة السحرية لدوام الحب هي : بسمة صافية  و كلمة جميلة  و قلب قادر على الاحتواء ".. قد يكون معنى  هذه الكلمات  في ظاهره ينطبق  على حب الحبيب للحبيب أو قد يفهمه البعض على أنه العشق .. لكن أليس هناك عشق لله .. ومن يعشق الله .. سيعشق الحُب من أجل الحُب.. ويعشق الإنسانية  وإن تمثلت في الحبيب أو الحبيبة .. و من يقرأ  هذه الكلمات وهو يضع الله نُصب عينيه .. سيجد أن  مقومات استمرار  هذا الحب جاءت من اتباع تعاليم دين  الله سبحانه وتعالى .. وتعاليم  الرسول الكريم .. تبسمك في وجه أخيك صدقة فما بالك إن كانت للحبيب الإنسان .. إبراهيم كان " أمة "  فـ الكون اختزل في كلمة  وما العهد إلا كلمة وما الرجل إلا كلمة وما العقد إلا كلمة  والكلمة تُحيي وتُميت ..  كما نجد أن الإنسان ما هو إلا مكونات جسمية فسيولوجية  وعقلية واجتماعية ووجدانية نفسية عاطفية  وكلها تتمحور حول تلك المضغة التي إن صلحت صلح سائر الجسد ألا وهي القلب الذي يحتوي الإنسان معنوياً .. وبعد كل ذلك .. نجد من يُنكر  لغة الحُب والمشاعر والأحاسيس  التي تتحكم حتى في لحظات الحروب بوجهها السلبي .. تلك هي رسالتي إليك يا نفسي توأم أفكاري توأم روحي .. وبالحُب  تتكون الحياة  وتتكون  الكثير من الآراء البناءة.. وبالحُب الصادق يكون الصدق  .. لأن من يُحب  يبني ولا يهدم .. والبناء هو العطاء هو الحُب ..
----------
د.شهيرة عبد الهادي 
24 / 6 / 2013 مـ

30 يونيو يحتاج إلى رؤية تحقن دماء المصريين ........ بقلم د.شهيرة عبد الهادي

  • من متابعاتي لنبض الشارع المصري  وللآراء المختلفة  حول  يوم 30 / 6 / 2013 مـ .. قد لا حظت أن بعض  الإخوان وأنصارهم ومن يساندهم من التيارات الإسلامية سواء كان الدافع عن عقيدة أم لغرض دنيوي يتصورون أن هذا اليوم سيمر باعتباره يوماً عادياً  وأنه سيكون يوماً لتدعيم شرعية الدكتور مرسي والإخوان .. بالرغم من تلويحهم بالدم على يد  بعض الدعاة  وبدعاء بعضهم  بالهلاك على من سيخرجون يوم 30 / 6 ضد الرئيس مرسي وذهاب بعضهم إلى اعتبارهم كفاراً .. وهذا يُناقض انطباعاتهم التي يُعلنونها والتي فحواها الاطمئنان لنتائج  هذا اليوم .. وعلى الجانب الآخر يعتقد البعض من المعارضين أن هذا اليوم هو  الصورة  الكربونية ليوم الجمعة  11فبراير 2011 مـ  وأنه يوم الخلاص من الدكتور مرسي والإخوان ..وفي الحقيقة   أن كلأً من التصورين هو خطأ  ..فالمناخ العام  الذي يسود البلاد الآن وإن تشابه  في الجذور التي تكون هي الأسباب الرئيسة وراء ثورات الشعوب غالباً  وهي عدم تحقق العدالة والكرامة والحرية للإنسان .. إلا أن الاختلاف الحالى  بين كل من التصورين  إنما يرجع إلى  نوعية العنصر والرقم الصعب الذي  يُشكل هذه الجذور  ويجعلها تُنبت  بل ويجعلها تتشعب وتتخلل التربة وتتفاعل معها .. ألا وهو  الإنسان المصري  ولكن   في ثوبه الجديد بعد ثورة 25 يناير 2013 مـ .. ذلك الإنسان الذي تم إعادة تشكيل سيكولوجيته بواسطته هونفسه  بعد توفيق  من الله   .. وبعد ثورة سلمية أطاحت بديكتاتور في ثمانية عشر يوماً.. وعندئذ   اختلفت أطراف المعادلة وتدخل البعد الجديد في صورة إنسان لم يعد يخاف اكتسب ثقته بنفسه شعر بأنه ابن البلد  والمالك الحقيقي لها  وأنه قادر على تشكيلها وإعادة تشكيلها   مرات ومرات بما يُحقق طموحاته  المختلفة المتمثلة  في (العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية ) .. إلا أنه  وبعد كل الأحداث التي مرت بها مصر خلال السنتين الماضيتين وحتى مجئ أول رئيس مصري منتخب  فوجئ هذا الرقم الصعب "المصري الجديد"  بأن ثورته  قد ضاعت  وقد جاء حكم يتبع نفس سياسات  النظام البائد.. نظام  لم يستطع الإتيان بحقوق الشهداء .. بل أن الشهداء قد ازدادت أعدادهم .. وازدادت المصادمات بين النظام الجديد ومؤسسات الدولة المختلفة .. حتى ولو كانت النوايا صادقة وهي اجتثاث رؤؤس الفساد في تلك المؤسسات إلا أن المعالجة لم تكن مبنية على رؤية واضحة لسياسة واضحة .. فـ ازدادت الانقسامات بين أبناء الشعب الواحد ..سواء على أساس عرقي أو مذهبي أو سياسي أو أيديولوجي ..واستمر منهج سياسة التخويف والإرهاب  والتحرش  النفسي والعقلي  لمن يُعارض  ..هذا بالإضافة  إلى استشهاد خيرة شباب مصر من الشباب منهم المدنيين ومنهم الجنود  والظباط  وهناك من هو مخطوف منذ سنتين  ولم يُعرف خاطفيهم .. مشكلات  وجماعات  وإرهاب  في سيناء .. مشكلات وحوارات  حول حلايب وشلاتين .. مشكلات وحوارات حول سد النهضة في إثيوبيا .. تخبط في القرارات والسياسات  لأن هناك  ثلاث رؤؤس تحكم مصر .. ضاعت هيبة الدولة .. لا أمن داخلي ولا أمن قومي ..الفقير ما زال يُعاني  الفقر .. الأسعار في غلاء مستمر..أزمات في السولار والبنزين .. انقطاع مستمر للكهرباء والماء .. تردي واضح في الخدمات الصحية والتعليمية .. انتشار أعمال العنف والسرقات والتحرش والاغتصاب  .. تخبط وهجوم  على هذا وذاك .. الاكتئاب الوطني يسيطر على  الناس  ويتحكم فيهم .. فقرر الشعب أو الشباب من الشعب أن يتمرد  على هذه الأوضاع ويخرج ليعبر عن غضبه  ورفضه لهذا الواقع الأليم بعد ثورة جاءت بأول رئيس منتخب كان يتوسم فيه الشعب أن يكون هو جزء من الحل لمشكلات مصر خاصة بعد زوال الحكم العسكري .. لكن للأسف قد ترك الدكتور مرسي نفسه للجماعة ولمكتب الإرشاد فأثر ذلك عليه وعلى قراراته ..ومما زاد الأمور تعقيداً تهديدات الدكتور صفوت عبد الغني والمهندس عاصم عبد الماجد والأخ وجدي غنيم .. ومما لا شك فيه أن هناك من هم يستغلون مثل هذه الظروف مثلهم مثل مجرمي الحرب وتجار الكوارث  ومروجي الأمراض الاجتماعية ولا يهمهم إلا مصالحهم الشخصية  فيتلاعبون  بكل من  النظام  والمعارضة.. وقد  تبلور هذا المشهد بعد مليونية التيار الإسلامي  الجمعة 21 / 6   وما تخللها من خطابات تحوي كلمات من شأنها  أن  تؤدي بشباب مصر إلى تناحرات وتقاتلات حول العقيدة والمفاهيم المذهبية  المختلفة .. فهناك من يقول صراعنا على العقيدة .. وهناك من يقول صراعنا على الهوية .. وهناك من يقول صراعنا على الأيديولوجية .. وفي الحقيقة أنها كلها صراعات سياسية على الحكم والسلطة .. ومما لاشك فيه أن هذا سيكون له تأثير سلبي على مصر .. وهكذا ..  لم تستطع إدارة البلاد الحالية أن تعرف أن الإنسان المصري قد تغير .. وأنه بصفة عامة .. أن الإنسان الذي يريد الاستقرار و الذي يخاف  على لقمة عيشه  والذي  يخاف من المشكلات  والمصادمات   بمعنى أنه لا يريد  أن يعيش في مشكلات ومصادمات  مع  الغير.. فـ إنه إذا ما ضاقت به الأمور  ولم يُفهم تسامحه مرات ومرات فهماً صحيحاً .. فـ إنه سيكون  شرساً جداً عندما يثور  وسيحطم  من يقف في طريقه ..واسترجعوا يا سادة  التاريخ القديم  والحديث والحديث جداً.. فـ ستجدون أن هذا ما حدث في ثورة 25 يناير2013مـ ..  ووارد حدوثه ثانية  مرات ومرات  مهما انقضت فترات طويلة لصبره  ومثابرته وتجنبه للمصادمات .. وكل ما أخشاه  أن يتناحر الأخوين  المصريين  .. أن يتقاتل الأخوين الذين   هما من رحم واحدة في مصر .. فـ يخسران بعضهما ويخسران كل شئ  ..  بينما المتاجر  بكل شئ  وسمسار  الحروب والكوارث  هو من سيكون الكسبان .. ألا من رؤية تحقن دماء المصريين يوم  ثلاثين من شهر يونيو ..
  • .--------------------
  • د.شهيرة عبد الهادي 
  • 23 / 6 / 2013 مـ