تتأرجح بنا الأيام .. ونتأرجح معها وبها .. فـ تتأرجح فينا الأفكار والمشاعر والأحاسيس .. ما بين فكْرٍ وفكْر .. ما بين فِكَر وفِكَر .. ما بين مشاعر ومشاعر .. ما بين أحاسيس وأحاسيس .. ما بين شواهد وشواهد .. ما بين منطق ومنطق .. يُصيب الإنسان ويُخطئ .. و لا يبقى للإنسان إلا ما سعى .. ويبقى للإنسان أنه إنسان .. وما الإنسان ؟.. الإنسان ما هو إلا كتلة من المشاعر والأحاسيس .. يتجاهلون في هذا الزمان تلك المشاعر و تلك الأحاسيس .. يقولون كل شئ مبني على المصالح .. حتى حب الأم لإبنها .. حب الزوج لزوجته .. حُب الحبيب لحبيبته .. حُب الحبيبة لحبيبها .. قد اتفق مع هذا الرأي نسبياً لكني لا أتفق معه مطلقاً .. فلا توجد حقيقة مطلقة في هذا الكون ولا أحد يمتلك الحقيقة المطلقة في هذا الكون أيضاً .. ولذلك سألت نفسي توأم أفكاري توأم روحي .. هل الأصل في الحياة هو الحقد والكراهية والبغضاء والعداوة ؟ أم أن الأصل هو الحُب ؟ .. تحاورت مع نفسي توأم أفكاري توأم روحي .. ثم تحاورت وتحاورت مع مشاعري مع أحاسيسي مع عقلي ..وأحيانا يكون العقل والفكر وحتى المنطق يستدعي المشاعر والأحاسيس .. فـلم أتوصل إلا إلى : أنني لا يُمكن أن أتصور نفسي إلا إنسانة تزداد إصراراً على أن الأساس في الخليقة هو الحُب .. الحُب الذي يأتي من حُب الله فـ تنقله لحبيبك .. أي حُب الخير لمن تُحب .. وحُب الفضيلة له ولك .. فـ تقتل بها كل رزيلة قد تلحق به أو تلحق بك .. حُب الصدق فـ لا تخدعه ولا تكذب عليه .. وهنا يكون حٌب النورله و لك .. وما النور إلا من عند الله .. الله نور الله محبة .. وماذا تٌسمى كذبة بيضاء تكذبها على حبيب لكي تستأثر به تستحوز عليه ؟.. أليست هذه خيانة .. هل من يُحب يستطيع الخيانة .. ألا نؤمن بأن هناك حُب الأرواح للأرواح .. حُب الشخصية للشخصية .. وحب "مكونات " تلك الشخصية .. يا الله .. ألم يطلب منا الله أن نُعمل العقل والتدبر والتفكر .. ألم يطلب منا الله أن نكون من أولى النهى .. وما الحكمة في الحُب ؟.. الحكمة في الحُب : أن تحٌب الحُب من أجل الحُب من أجل إرضاء الله فيمن تحُب .. تحضرني هنا كلمات قالها سلمان العودة .. تقول تلك الكلمات : " الحب شعور خارق لا يخضع لقانون أو منطق ومن يُحبك سيحُبك بكل عيوبك ومجرداً من كل مميزاتك والوصفة السحرية لدوام الحب هي : بسمة صافية و كلمة جميلة و قلب قادر على الاحتواء ".. قد يكون معنى هذه الكلمات في ظاهره ينطبق على حب الحبيب للحبيب أو قد يفهمه البعض على أنه العشق .. لكن أليس هناك عشق لله .. ومن يعشق الله .. سيعشق الحُب من أجل الحُب.. ويعشق الإنسانية وإن تمثلت في الحبيب أو الحبيبة .. و من يقرأ هذه الكلمات وهو يضع الله نُصب عينيه .. سيجد أن مقومات استمرار هذا الحب جاءت من اتباع تعاليم دين الله سبحانه وتعالى .. وتعاليم الرسول الكريم .. تبسمك في وجه أخيك صدقة فما بالك إن كانت للحبيب الإنسان .. إبراهيم كان " أمة " فـ الكون اختزل في كلمة وما العهد إلا كلمة وما الرجل إلا كلمة وما العقد إلا كلمة والكلمة تُحيي وتُميت .. كما نجد أن الإنسان ما هو إلا مكونات جسمية فسيولوجية وعقلية واجتماعية ووجدانية نفسية عاطفية وكلها تتمحور حول تلك المضغة التي إن صلحت صلح سائر الجسد ألا وهي القلب الذي يحتوي الإنسان معنوياً .. وبعد كل ذلك .. نجد من يُنكر لغة الحُب والمشاعر والأحاسيس التي تتحكم حتى في لحظات الحروب بوجهها السلبي .. تلك هي رسالتي إليك يا نفسي توأم أفكاري توأم روحي .. وبالحُب تتكون الحياة وتتكون الكثير من الآراء البناءة.. وبالحُب الصادق يكون الصدق .. لأن من يُحب يبني ولا يهدم .. والبناء هو العطاء هو الحُب ..
----------
د.شهيرة عبد الهادي
24 / 6 / 2013 مـ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق