الأربعاء، 11 يونيو 2014

التحرش قضية ومسؤولية دولة ذات أبعاد متعددة ..بقلم د.شهيرة عبد الهادي



ما يؤلمني الآن ..بناء على ما شاهدته .. في البرامج التليفزيونية ..أنهم .. قد حولوا القضية .. إلى قضية تحرش سياسي .. ويلقون بها أيضاً على شماعة الإخوان .. بالإضافة لقضية إستعادة هيبة رجال الشرطة .. أما بالنسبة لاستعادة هيبة رجال الشرطة فمرحباً ونحن في حاجة إلى ذلك بالطبع ..لكن القضية لا يجب أن تُختزل في قضية ..أن جماعة من الإخوان تريد إفساد فرحة الشعب بالرئيس السيسي يوم تنصيبه .. وأنها عملية ممنهجة ومنظمة .. وحتى لو كان هذا صحيحاً فيجب التعامل معه في ضوء حجمه.. وحتى أمام ما نراه من شماته من الإخوان في هذا التحرش الذي حدث لفتاة أو سيدة مصرية مهما كان انتمائها .. والتي تملأ مواقع التواصل الاجتماعي الآن ..فيجب التعامل معها في ضوء حجمها أيضاً.. ثم بعد ذلك يجب التعامل مع هذه القضية  .. على أنها ..قضية لها أبعاد اجتماعية واقتصادية ودينية وثقافية وفكرية وفسيولوجية وأخلاقية وقانونية وفنية .. يجب أن ننظر للقضية بصورة أعمق من هذا بكثير .. حتى نشخص تشخيصاً سليماً  ونعرف الأسباب .. ونضع خطط العلاج  المناسبة .. وهذه مسؤولية وقضية دولة .. ذات أبعاد متعددة .. 
------------------------------
د.شهيرة عبد الهادي

لا يمكن اختصار مشكلة التحرش في ملبس ضيق مثلاً ترتديه الفتاة .. بقلم د.شهيرة عبد الهادي

مشكلة التحرش .. لا يمكن اختصارها أو حصرها في هذه الملابس الضيقة  التي تلبسها الفتيات .. لأنه ببساطة ..الآن .. الانفلات الأخلاقي يطال الجميع ..المنتقبة والمختمرة والمحجبة والمعتدلة والمحافظة والكبيرة والصغيرة والجميلة والتي ليست جميلة والفلاحة والبندرية " يعني بنت المدينة " والصعيدية والسواحلية وووو .. وليس معنى كلامي أنني أشجع على الابتذال .. ثم ألم تروا   ملابس السيدات  في الستينيات .. ومن المعروف كانت السيدات والبنات لها مظهر معين الجميع يعلمه ولم تكن هناك حوادث تحرش  بمثل هذه الكيفية  والكثافة .. الموضوع موضوع انفلات قيمي وأخلاقي سائد في المجتمع صنعته سياسات الحكام المتعاقبة بداية من سياسة الانفتاح ..حتى عندما قالوا عصر الصحوة الدينية  أنذاك .. كانت عبارة عن   صحوة  في صورة صفقات بين الحاكم والجماعات في مصر  وكان هدفهم هو الحكم  وفقط .. مأساة.. إن مشكلة التحرش هي مشكلة اجتماعية  اقتصادية  دينية ثقافية  متعددة الأبعاد .. ولا يمكن احتصارها في ملبس ضيق  مثلاً  ترتديه فتاة .. وتعلق عليه أمور التحرش..
----------------
د.شهيرة عبد الهادي

لا للتحرش بجميع صوره .... بقلم د.شهيرة عبد الهادي

لقد حدث انفلات أخلاقي في المجتمع المصري منذ سياسة الانفتاح الاستهلاكي السداح مداح  مع بداية السبعينيات .. الذي رسخ قيم المادية البحتة والانفلات الأخلاقي في التعاملات على كافة المستويات .. هذا الانفتاح الذي فتح الباب لكل أبواب للمحرمات .. وأصبحت الأنمالية هي السلوك السائد .. الآن التحرش في مصر في كل شئ .. في كل شئ ..: كل أنواع التحرش موجودة في المجتمع المصري الآن ..: وليس التحرش الجنسي فقط .. أليست البلطجة الفكرية تحرش ؟ .. أليست البلطجة على ميدان .. مثل ميدان سعد زغلول بالإسكندرية .. وتحويله إلى موقف ميكروباص تسمع فيه كل أنواع الشتائم الجنسية الفاضحة تحرش ؟ .. أليس ما حدث منذ ثورة 25 يناير 2011 م وحتى الآن خلال السنوات الثلاث السابقة نوع من أنواع التحرش النفسي ؟.. الذي جعلنا تائهين لا نعرف عن بعض الحقائق شيئاً .. وغيره وغيره .. ووووووووووو .. إن حياتنا كلها أصبحت تحرش ..إن تشويه المجتمع بالصورة التي حدثت له تحرش  بالمجتمع والشعب ..
------------------
د.شهيرة عبد الهادي

هذا ما صنعته إيديكم يا من تحرشتم بالشعب فكرياً واقتصادياً ونفسياً ... بقلم د.شهيرة عبد الهادي

تتحدثون الآن عن التحرش .. يا بعض من تدَّعون العلم و الثقافة في مصر .. و يا بعض المسؤولين عن حياة المصريين .. سواء .. كنتم حُكَّاماً أو أعضاء حكومات .. و يا إعلام لا يحترم أخلاقيات شعبه ولا أخلاقيات مهنته .. وأنتم كلكم من تحرشتم بالشعب فكرياً و اقتصادياً ونفسياً .. من بداية السبعينيات وحتى الآن .. هذا ما صنعته أيديكم في شعب جرفتموه فكرياً وثقافياً واقتصادياً ونفسياً وعلمياً وتربوياً .. وحتى من الناحية الدينية .. التي جعلتموها تنحصر في بعض المظاهر الشكلية وفقط .. فلا تتباكوا الآن .. وحاولوا الإصلاح لكل ما أفسدتموه ..
--------------------------
د.شهيرة عبد الهادي