الأربعاء، 12 يونيو 2013

الزعيم الذكي ...... لـ ... دكتور مصطفى محمود ....


لـ .. دكتور مصطفى محمود ................


الإكراه على الفضيلة لا يصنع الإنسان .............. للشيخ محمد الغزالي


للشيخ محمد الغزالي ...................


من أقوال الدكتور مصطفى محمود رحمة الله عليه...................


رحلة وقرار .................بقلم د.شهيرة عبد الهادي




اليوم  الإثنين 10 / 6 / 2013 مـ ..كان عندي عمل بالكلية وهو ليس موضوعنا الآن.. وإن كان  فيه وستظل فيه مؤشرات  لما أتناوله فيما يلي  .. حول ما استشعره من أحوال بلدنا المتردية .. انتهى العمل .. وللأسف قد حضرت متأخرة بسبب المواصلات فقد أصبح مشوار العجمي  إلى الإسكندرية يأخذ ثلاث ساعات وأحياناً أكثر بعد أن كان يأخذ ساعة على الأكثر سابقاً .. تقابلت أنا وأخت طيبة وصديقة عزيزة  بعد العمل .. وذهبنا إلى مكتبة الإسكندرية .. فقد  كانت تريد  إلحاق ولديها  بأنشطة معينة في المكتبة وطلبت مني الذهاب معها ..لتحقيق أكثر من هدف أقواها أنها تريد أن تضع ولديها في مكان  مأمون  أثناء فترة تواجدها للعمل في الكلية .. أي أن تحل المكتبة محل الحضانة بالنسبة لأولادها  ..  وهنا كان لي تساؤل  بيني وبين نفسي .. وهو .. لماذا  لايتم  إلحاق دار حضانة بالكلية  ؟ ..وعندئذ سيكون لها أكثر من فائدة  تعود على الأم من  عضوات هيئة التدريس  ومن  أخواتنا الموظفات  .. كما أنها ستكون مصدر دخل بالنسبة للكلية .. مع ملاحظة أن هذه الخطوة كانت تفكر فيها كليات التربية في جامعة الطائف عندما كنت أقوم بالتدريس هناك أثناء فترة إعارتي بالسعودية فهم في الحقيقة  يهتمون بأبناء وطنهم إلى أبعد الحدود طبقاً لما خبرته هناك أثناء فترة تواجدي  معهم ..هذه مجرد ملحوظة فرضتها ظروف الموقف الذي أكتب حوله الآن في بلادي التي كانت رائدة لكل الدول العربية والمثل الأعلى بالنسبة لهم وللأسف وصلت إلى ما وصلت إليه الآن ..  ذهبنا إلى المكتبة ..ولاحظنا الإقبال المعقول على المكتبة من  الطبقات المتوسطة من الشعب .. وقد جاء  هذا الحكم  من مجرد ملاحظة طريقة التعامل والمظهر العام لهؤلاء الرواد وليس بناء على دراسة علمية حتى أكون دقيقة في كلماتي .. قمنا بالاستفسار عن طرق الالتحاق  بالمكتبة .. ثم دخلنا إلى المكتبة .. واخترنا أن نقوم بجولة في البادروم (1) .. حيث مكان المعارض والمتاحف .. في  الحقيقة المكتبة غاية في النظافة .. فيما عدا أنني قد لاحظت وجود عدد (2) كانز على أحد المكاتب في الحجرة الرئيسة لمتحف السادات وهنا تصورت أنه من أحد الرواد فقمت بلفت نظر المسؤؤل عن المكان من موظفي المكتبة فما كان منه إلا أن اعترف بأن الكانز له ولزميله المسؤؤل عن الوردية !! وقام بالاعتذار لي أكثر من مرة قائلاً " عند حضرتك حق" وقام برفعهما  والقيام بوضعهما أسفل على ترابيزة الكمبيوتر !! .. وكانت المتاحف الفنية فيها على مستوى راقي جداً.. التعامل داخل المكتبة أيضاً على مستوى محترم .. تجولنا وتجولنا إلى أن وصلنا إلى المتحف  الخاص بالرئيس الراحل محمد أنور السادات .. كان المتحف يُذيع مقتطفات  من كلمات الرئيس الراحل  وقد ركزت هذه المقتطفات على خطابه  في الكنيست الإسرائيلي  وما قبل زيارته له وما بعد هذه الزيارة .. بالاضافة إلى صوره خلال هذه الزيارة مع مناحم بيجين ثم صوراً مع كارتر وصوراً مع جولدا مائيير وآخرى عائلية له ولزوجته وأبنائه وأحفاده .. ثم كانت هناك فاترينات  عرض للبدلة التي حضر بها العرض العسكري في 6 اكتوبر 1981 مـ ..والتي كان يرتديها  أثناء اغتياله وهو في حفل القوات المسلحة  بنصر اكتوبر بين أولاده كما كان يقول أنذاك  وعليها آثار دم قتله  وأيضاً الساعة التي كان يلبسها والتي كان عليها آثار دم  القتل أيضاً مع ملاحظة أنه كان محفوراً  عليها من أسفل  آية الكرسي .. بالإضافة لمجموعة من البدل المدنية  والأرواب المنزلية والبيجامات  والجلاليب الفلاحي الخاصة بميت أبو الكوم حتى الشوز الأبيض الذي كان يلبسه   كان موضوعاً في المتحف وأيضاً البايب وعلبة التبغ التي كان يستخدمها .. ثم مكان آخر فيه عرض للمكتبة والمكتب  الخاص به وكرسي فوتيه كان يستخدمه  .. والنياشين والأنواط والأوسمة  التي حصل عليها من الدول العربية والدول الأجنبية  المختلفة .. في الحقيقة هذه الزيارة لم تمر عليّ مرور الكرام باعتبارأنها  رحلة وفقط .. لا  إطلاقاً  .. ولم أكن حريصة على إلتقاط الصور خلسة كما كان يفعل بعض الزوار حيث أن التصوير ممنوع داخل المكتبة .. ولكن طيلة  تفقدي لمختلف محتويات المتحف كانت تدور في ذهني مجموعة من الأسئلة .. وهي: لماذا السادات  بالذات من له متحف  ومهتم به كل هذا الاهتمام ؟ .. وفي الحقيقة أنا لا أعرف إذا كان هناك متحف آخر لأحد زعماء مصر الآخرين السابقين في مكتبة الإسكندرية أم لا.. وسأسأل عن ذلك ..وإذا كان هناك متاحف آخرى لزعماءآخرين فـ بإذن الله  سأزورها ..ثم دارت أسئلة آخرى في عقلي وهي  : هل  هذا من أجل اتفاقية كامب ديفيد والإشادة بها ؟ هل هذا بتأثير من السيدة جيهان السادات مع العلم بأن العلاقة بينها وبين السيدة سوزان والرئيس مبارك  لم تكن على المستوى القوي كما ذكرت ذلك السيدة جيهان بنفسها في أكثر من لقاء تليفزيوني ؟ وهل هناك متحفاً خاصاً بالملك فاروق؟ وهل هناك متحفاً خاصاً بمحمد نجيب ؟ وهل هناك متحفاً خاصاً بجمال عبد الناصر ؟ وهل هناك متحفاً خاصاً بمبارك ؟ .. طيب .. ولماذا  كل هذه الأسئلة  .. لماذا ؟ .. لأنه في الدول الراقية المتحضرة  التي تحكم بلادها   بناء على دراسة واعية للتاريخ من قبِل  حُكّام  يحترمون تاريخها   ويحترمون شعوبها .. ويؤمنون بأن التاريخ مُتصل .. كل حقبة تسلم الراية للحقبة التالية لها مع الاعتراف بها  بما لها وما عليها  .. والاعتراف بكل من تولى الحُكم في مصر بما له وما عليه ومحاسبته عن أخطائه قبل الإشادة بإنجازاته.. لكن من الملاحظ أن كل رئيس   يأتي لمصر تكون مهمته الأساسية  هي محو  تاريخ الرئيس الذي قبله تماماً .. ثم يبدأ  من أول السطر .. ولذلك كانت النتيجة .. أنه  لا تقدم ملحوظ في البلاد على جميع المستويات ..وإن وجدت انجازات  فهي لا تضع مصر في مصاف الدول المتقدمة .. لماذا يفعل حكام مصر ذلك ؟ أهي سيكولوجية الحاكم المصري ؟ أهي ثقافة متوارثة للحاكم المصري ؟ أهي ثقافة بيئة مصرية شعبية تلك التي أنجبت هذا الحاكم ؟ أهي عقد النفس البشرية الطامعة في حيازة الدنيا ؟.. لماذا  لا يبدأ الحُكم في مصروالحاكم في مصر   برؤية معينة أو مشروع معين  تُبنى  على أساس ما وصل إليه الحاكم السابق من إنجازات ؟.. ثم تكتمل هذه الرؤية ويستمر الحاكم في وضع آليات لتنفيذها على أرض الواقع بحيث تؤدي بنا إلى دولة متقدمة مثل الدول التي ظهرت معنا ولكنها  سبقتنا  بمراحل وما الهند وماليزيا وتركيا ببعيدة عنا  وما الإمارات  والكويت والسعودية بغريبة عنا .. دارت هذه الأسئلة  لأننا الآن بعد ثورة .. ثورة غيرت مفاهيم الشعب عن الكثير من الأشياء  والمواقف والاتجاهات والأيديولوجيات .. ولابد من سياسة جديدة دارسة واعية تراعي كل ذلك وتراعي تاريخ هذا البلد العريق خاصة أننا على أبواب 30 / 6 / 2013 .. ونتابع سيناريوهات هذا اليوم من تمرد وتجرد وأقوال صفوت عبد الغني وعاصم عبد الماجد وأقوال أعضاء جبهة الإنقاذ ..وظلت  هذه الأسئلة تدور في ذهني  لدرجة أنني أثناء التجوال في المتحف لم أكن أسمع كلمات صديقتي الخلوقة عندما كانت تناديني أو تحادثني ..اكتفينا بهذا  القدر من اليوم في زيارتنا لمكتبة الإسكندرية .. خرجنا من المكتبة إلى شارع بورسعيد .. ففوجئنا  بنقلة نوعية من مكان نظيف جميل إلى مكان أقل نظافة وجمالاً ..ثم دخلنا شارع سوتروهو على بعد أمتار قليلة جداً من المكتبة .. فإذا بالمأساة الكبرى  حيث بدأنا نشتم الروائح الكريهة لمقالب " القمامة" التي تملأ شارع سوتر والتي هي تلتف حول سور مجمع الكليات النظرية وقد أصبح عددها كبير جداً  والذباب  والهاموش والناموس  " يشيل ويحط عليها " ..وأصبح سور المجمع هو مرتع للحشرات  وأصبحت أبواب الكلية المختلفة محاطة بأكوام من القمامة إما أمامها مباشرة أو على بعد أمتار قليلة أو لنقل على بعد سنتيمترات منها ..هذا بالإضافة للباعة الجائلين  وفئة " الشحاذين"  الذين يلتحفون بسور المجمع الآن .. مأساة .. دارت الدنيا ولفت بي ..وأنا أسير مع صديقتي .. فإذا بي استيقظ من غفلتي الفكرية .. على قولها .. شوفي يا دكتورة .. كتب الدكتور مصطفى محمود رحمه الله يتم بيعها هنا  عند عمي محمد وسعر الكتاب سبعة جنيه ونصف ..ولفت نظرنا كتاب جهنم الصغرى .. وقلنا  لابد وأن نقرأ هذا الكتاب مرات ومرات .. خاصة بعد ثورة لم تكتمل بعد.. وأثناء سيرنا فإذا بنا نجد ..أن الشارع فيه الأن سيارت من كل الأنوع بالإضافة لسيارات السرفيس التي أصبح لها موقفاً أمام سور الجامعة الآن والتي أنا استخدمها مثل كل الناس لأن هذا هو الأمر الواقع الآن هذا بجوار أكوام القمامة وبجوار من يبيعون السندوتشات والبسكوتات والإعلانات والمنتجات الصغيرة  وتقريباً ثلث الشارع محتل ولا تجد أمتاراً تستطيع أن تواصل سيرك فيها بأمان دون مزاحمات .. الدنيا زحمة .. الدنيا فوضة.. القمامة في كل مكان الفوضى في كل مكان  .. لم يعد هناك من يخاف قانوناً ولا يقتدي بسلوك ..  وعندئذ وجدت حملة تمرد  توقع  المارة في الشارع .. لفت نظري أن مختلف الأعمار توقع عليها  من الشباب والشابات  ومن الرجال والسيدات ومن الشيوخ والقواعد من النساء وطبعاً وللأمانة هناك من لا يوقع أيضاً .. فـ ذهبت إليهم .. وانتهت رحلتي بأنني قد وقعت على استمارة تمرد.. وأريد أن أنوه إلى أن الرحلة في  مكتبة الإسكندرية  والأسئلة التي دارت في ذهني في حد ذاتها لم تكن هي الدافع  الأول وراء قرار التوقيع على تمرد .. لكن ربما تكون هي من بلورت هذا القرار .. فالقرار قديم و له حيثيات ناتجة عن متابعة الوضع في مصر منذ قيام الثورة وحتى الآن وما أكثرها ولقد كتبت عنها أكثر من مرة ..و لعل تمرد تكون بداية التغيير لسياسات الرئيس والحزب الحاكم  في البلاد.. ولعل الفترة القادمة تجيب على كل الآسئلة التي كنت أسألها لنفسي طوال  تفقدي  لمتحف الرئيس الراحل السادات .. ثم عدت إلى منزلي لتبدأ رحلة العذاب مع العودة كما كانت رحلة عذابي مع الذهاب لأمارس حياتي بحلوها ومرها إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولا.. ونلحق بالسادات  وبسابقيه عند رب العرش العظيم .. وهم  ما زالون يرقدون بجوار  ربهم يُحاسبون عند مليك مقتدر.. وهومن يعلم حقائق الأمورفي فترات حكمهم .. في بلد كان منهاجها أن لا يحترم فيها الحاكم شعبه .. بلد غابت فيها الشفافية والصراحة والوضوح مع شعبها على مر العصوروصولاً إلى اليوم  ..
----------
د.شهيرة عبد الهادي
الإثنين 10 /6 /2013 مـ

صباح الزهور والبخور والنور والسرور على رواد " مدونة محبي الله والوطن "......

ممكن أصبح على حضراتكم بالصباح ده
صباح الخيراااااااااااااااااااااااااااااااات يا أغلى الناس