الثلاثاء، 1 يوليو 2014

أم مصرية إسمها " زهرة" .. بقلم د.سمير حماد


أم مصرية .. اسمها ... " زهرة "
------------------------------------
ليست امرأة عادية أو أما تقليدية، فلم تستسلم للظروف القاسية التي عاشتها، فهي أم لأربعة أبناء مكفوفين.
زهرة السعيد أحمد وفا، 56 عاما، ربة منزل تقطن بمدينة بلطيم بكفر الشيخ، تزوجت وعمرها 15 عاما من زوجها مغازي الدعدر 63 عاما وعلي المعاش.
وتقول زهرة : "عندما وضعت مولودتي الأولي رباب عام 1975، اكتشفت بعد شهر من وضعها أنها كفيفة وقرر الأطباء أنها ستظل كفيفة مدى الحياة فصبرت، ثم وضعت مولودي الثاني هاني عام 1978 وأيضا اكتشفت أنه كفيف". وتضيف "حينها بكيت بشدة ولكن سرعان ما تمالكت نفسي وصبرت واحتسبت وبدأت في تربيتهما حيث قمت بمساعدة والدهما بتحفيظهما القرآن الكريم في سن مبكرة والتحقا بمعهد بلطيم الابتدائي بسبب عدم وجود مدارس للمكفوفين الإ في مدينة طنطا".
وتروي زهرة "كنت استيقظ في السادسة صباحا أقوم بإعداد الطعام لهما وأساعدهما، وأصطحبهما للمعهد الذي يبعد مسافة كبيرة عن المنزل ثم أقوم بالعودة لعمل المنزل وحياكة الملابس علي ماكينة الخياطة حتى أساعد زوجي في مصاريف المنزل". وتؤكد زهرة أن المكفوفين يحتاجون لمصاريف أكثر من المبصرين، موضحة أنها عانت بشدة حتى كبرا ووصلا إلى المرحلة الإعدادية.
وتقول "فكرنا في الإنجاب أنا وزوجي للمرة الثالثة ولكنا خشينا من تكرار الآمر، وفي عام 1990 رزقنا الله بالابنة الثانية، والثالثة في ترتيب الأبناء ولكن أيضا شاء قضاء الله أن تكون كفيفة، وجاء مولودي الرابع أيضا كفيفا فرضينا أنا وزوجي بقضاء الله". وتضيف جاءت المولودة الخامسة في الأبناء، "هيام"، صحيحة البصر وقمنا بتربيتها بنفس طريقة أخوتها الذين سبقوها.
واستطاعت زهرة تربية أربعة أبناء مكفوفين حصلوا جميعهم على شهادات عليا، ومازالت ابنتها الصغرى في المرحلة الثانوية.
ويقول أحد أبنائها المكفوفين الشيخ هاني (الحاصل على الماجستير):
"لم تشعرنا أننا عاجزون بل على العكس قامت بما لا يستطيع خبراء علم نفس أن يقوموا به فكانت تضع لنا البرايات والأقلام والكراسات وغيرها من الأشياء التي كان يحملها الأصحاء المبصرين وكانت تجعلنا نعتمد علي أنفسنا حتى أصبحنا نستطيع كي ملابسنا وإصلاح الراديو وعلمت البنات الطهي والأعمال المنزلية".

سيدتى ... أحنى قامتى أمامك فخرا بك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق