قطايف رمضانية (2) : قضية للتأمل في شهرالصبر التدبر
===============================
عندما تجد أن هذا هو الـ COVER الخاص بصفحة بنت مصرية .. تعتبر طفلة في حكم القانون الذي يعتبر مرحلة الطفولة حتى سن الثامنة عشرة من العمر .. وعندما تعرف أن هذه الطفلة .. أو المراهقة .. طبقاً لتقسيمات علم نفس النمو.. للمراحل العمرية لنمو الشخصية الإنسانية .. وعندما تعلم أن هذه الفتاة تتعلم في نوعية المدارس التي تسمى خاصة .. أو لغات .. كما يطلق عليها عندنا في مصر .. وعندما تعلم أنها من الفتيات المتفوقات دراسياً .. وعندما تعلم أنها بنت لإحدى الأسر التي يقال عنها.. أنها أسرة متوسطة .. وإن كانت هذه الطبقة قد ذابت .. وسط مرحلة الذوبان التي تعيشها بلادنا .. فـ لابد أن تتأمل وتفكر وتتدبر .. في عقلية وتفكير هذه الفتاة .. أي عقلية وتفكير مستقبل مصر .. فهذا الـ COVER يُعبر عن رؤية هذه الفتاة لمجتمع بلدها .. هذه الفتاة .. تصف .. مجتمعها .. بأنه : 1- مُعاق 2- مُعيق 3- يُعيق .. ففي الأولى هو مُعاق .. هل بفعل فاعل .. و يا تُرى من الفاعل .. أهو .. نحن أم هم أم سنلجأ لنظرية المؤامرة دائماً .. ثم تصف المجتمع بأنه مُعيق .. فقد أعاق وأعاق وأعاق .. ثم تصفه بأنه يعيق ومستمر في الإعاقة فهو يعيق ويعيق ويعيق .. وما بين المبني للمجهول وبين الماضي والحاضر .. سيتحدد المستقبل الذي نرجوه ..هنا لا أبحث في إعراب الكلمات .. إنما يهمني .. إعراب الفكر .. إعراب التفكير إعراب الرؤية .. وما محل الدولة من الإعراب .. بالنسبة لمستقبل أبناء .. قد نضجوا .. هذا النضج العقلي .. من حيث الرأي والرؤية لمجتمعهم .. وما تأثير ذلك على دوره المستقبلي في مجتمعه .. خاصة مع حالة العلم والتعليم والتربية التي لا تخفى على أحد في مصر .. ونحن ننشد مستقبلاً مغايراً نتمناه الأفضل بعد 30 يونيو 2013 م .. في مجتمعنا المصري .. وأعتقد أنه في هذا العصر الحديث نجد من المتغيرات الكثيرة التي تؤيد تلك المقولة "ربوا أولادكم لزمان غير زمانكم " .. كنا بقول ذلك في الماضي وما زلنا نقولها .. لكن من الواضح أن المقولة قد تنطبق علينا نحن أكثر مما تنطبق على ابنائنا .. وأن هؤلاء الأبناء وخاصة بعد 25 يناير 2011 هم من يعلموننا يوماً بعد يوم .. وإن كنت قد استشهدت بفتاة واحدة وأعلم تماماً أن هذا ليس ببحث علمي .. لكن الأحداث كلها خلال السنوات الثلاث الماضية ..كانت هي أكبر بحث علمي توفرت فيه كل شروط البحث ..من حيث حدود البحث وعينته والأساليب العلمية المستخدمة معه.. شرط ألا تكون مُفبركة ..حتى تؤدي إلى نتائج يُعتمد عليها .. وأعتقد أن ما أسفرت عنه السنوات الثلاث الماضية تؤكد فرضية ما أقوله الآن .. كما أننا لا نريد أن نقع في إخفاقات تربوية خلال السنوات القادمة .. كفانا إخفاقات .. بسبب عدم فهمنا الصحيح للكيفية التي سيكون عليها المستقبل لبلد .. فيها مثل هذه النوعية الناضجة من حيث رؤيتها أي شخصيتها اي تفكيرها .. والاستقراءات المتعددة في المحيط الاجتماعي لبلدنا الغالي خلال السنوات الثلاث السابقة قد أثبتت ذلك .. فهل ستجد هذه الظاهرة آذاناً صاغية في بلدنا الحبيب .. قضية للتأمل والتدبر في شهر الصبر والتأمل والتدبر والتفكر..
---------------------
د.شهيرة عبد الهادي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق