الثلاثاء، 1 يوليو 2014

قطايف رمضانية (3) الصلح خير ... بقلم د.شهيرة عبد الهادي


قطايف رمضانية (3) : الصلح خير
===================
تلقينا جميعاً نحن أبناء مِصر المحبين لها نبأ الصلح بين الدابودية والهلالية في أسوان بعد أحداث إبريل 2014مـ المؤسفة .. التي راح ضحيتها 26 قتيلاً في منطقتي السيل الريفي وخور عواضة من الطرفين .. بالفرح والتهليل والتكبير .. وكما عمت الفرحة قلوب أهل أسوان .. فقد عمت هذه الفرحة قلوبنا جميعاً .. وكان انطباع كل محبي السلام والوئام بين أبناء الوطن الواحد" مصر" .. أن ما حدث من صُلح هو نفحة من نفحات الشهر الكريم شهر رمضان المبارك 1435هـ .. إلا أنني قد لاحظت أن هناك أناساً على بعض مواقع التواصل الاجاتماعي .. يقولون : أن ما أعلنته الحكومة .. وما تم ظهوره بالإعلام .. من تصالح بين الطرفين.. وما قيل عنه في مواقع التواصل الاجتماعي..غير صحيح .. وأن الوضع في أسوان مازال مُلتهباً .. وأن ما تم من صلح .. حدث نتيجة ضغط من الدولة .. هذا الكلام من هؤلاء ..في الحقيقة قد أدهشني .. فطلبت من بعض هؤلاء ..أن يذكروا الحقيقة .. إذا كانوا هم فعلاً ممن يعيشون هناك في منطقة الأحداث .. إلا أنهم .. لم يهتموا بمجرد الرد على سؤالي .. فدخلت على صفحاتهم بـ مواقع التواصل الاجتماعي .. فإذا بي أجد المنشورات الدينية تملأ صفحاتهم .. ومن أصحاب ملصق " هل صليت على النبي اليوم " .. وملصقات آخرى عن شهر رمضان المُبارك .. وبركات شهر رمضان المُبارك .. وفوائد الصوم .. وعن الانتصارات في شهر رمضان المبارك .. وقد لاحظت أنهم من معارضي النظام الحالي .. فازداد تعجبي .. وازدادت دهشتي .. بينما لا يوجد خبر واحد على صفحاتهم .. عن الصلح الذي حدث بين الدابودية والهلالية .. والإشادة به أو حتى تكذيبه .. أليست من الانتصارات التي يُعلمنا إياها شهر رمضان المبارك .. الانتصار على النفس الأمارة بالسوء .. أليست من الانتصارات التي يُعلمنا إياها شهر رمضان المُبارك .. الانتصار على الشهوات .. ومنها شهوة الانتقام .. ماذا يريد هؤلاء من مصر .. أن تعيش دائماً أبداً ..في دائرة الانتقام ..وتصفية الحسابات .. أن يكون الدم ..هو المشهد الذي نراه يوميا .. تُروى به شوارع مصر .. هل الدين وهل الإسلام .. هو مجرد تمتمات وهمهمات .. نرددها من باب الوجاهة الاجتماعية .. أما في الواقع .. فنحن لا يُشبعنا نفسياً .. إلا المزيد.. من التطاحن.. والانقسام ..والشرذمة ..والتنابز ..والفرقة .. هناك فرق بين أن ننتقد سلبيات مجتمعنا .. من أجل الوصول بالمجتمع إلى أفضل صورة ممكنة .. وبين أن ننتقد ما يحدث في وطننا من صور إيجابية .. من أجل النقد والهدم ومزيد من التفتت .. إن رمضان .. شهر الرحمة .. وشهر المغفرة ..وشهر العتق من النيران .. إن رمضان شهر القرآن .. والقرآن .. ينادي بـ التسامح .. والصفح .. والعفو.. والمغفرة .. والترابط ..والتآخي .. والوحدة .. والتكامل .. في سبيل نصرة دين الله .. إذا كان هذا هو الهدف الحقيقي فعلاً .. إن القرآن منهاج عمل .. وليس مجرد .. نقل سور من على جوجل .. ولزقها على صفحاتنا .. في مواقع التواصل الاجتماعي لزوم الديكور ..أو لتزيين منشوراتنا الخاصة .. ونحن بعيدين كل البعد .. في سلوكياتنا ومنهاجنا .. عن منهاجه الذي وضعه رب العالمين .. الذي خلقنا وأحبنا وُيحبنا وسخر كل شئ لنا في هذا الكون لكي نعمر في الأرض .. ونعيش في سلام نفسي ..وأمن اجتماعي ..نصنعه بأيدينا كما أمرنا سبحانه وتعالى .. كما كرمنا بالعقل ..وإعمال الفكر.. والتدبر.. والتأمل .. وحماية النفس من شرورها .. وحدد لنا طريق الخير والشر .. وترك لنا الاختيار .. ونفس وما سواها فأهمها فجورها وتقواها .. إن أمة تتفتت إلى أمم متفرقة .. تريد كل منها أن تكون أمة لن تقم لها قائمة .. إلى هؤلاء أقول لهم .. إرجعوا إلى مصر .. وباركوا هذه الخطوة الجيدة .. حتى وأن كنا نعلم جميعاً .. أن المشكلة هناك بين الدابودية والهلالية .. لها جذور أعمق .. تدخل فيها القبلية .. والعرقية ..والعادات..والتقاليد .. والعصبية ..والعنف .. وأيضاً ..الأطماع الشخصية .. والتار .. وما إلى ذلك.. من ظواهر اجتماعية.. تصل إلى حد ..الأمراض الاجتماعية في بعض درجاتها .. وإنها في حاجة إلى دراستها من جانب دولة قوية .. دينياً.. ثقافياً ..علمياً..أخلاقياً ..اقتصادياً ..سياسياً ..وهذا لن يتأتى إلا بوحدتنا وتكاملنا والتفافنا حول هدف واحد هو " مصر".. ولذلك يجب أن نُشيد بهذه الخطوة الموفقة ..ونطلب الدراسة ..الواعية.. التوعوية .. لهذا الجزء العزيز من مصر.. كما نطلبها لكل صعيد مصر .. نعم إرجعوا إلى مصر .. حتى نبارك قريبا تصالح المجتمع المصري معكم .. وفي الصلح خير .. لكل المصريين .. من جميع ..القبائل ..والعشائر..والانتماءات .. والطوائف.. والأديان ..والمذاهب .. والأعراق.. والأحزاب .. فـ نحن كلنا مصريون .. والصلح خير ..
------------------------
د.شهيرة عبد الهادي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق