الثلاثاء، 31 ديسمبر 2013

مقال سابق لي ( حقيقة ما أعجب أحوالك يا بلداننا العربية )...... بقلم د.شهيرة عبد الهادي

حقيقة .. ما أعجب أحوالك يا بلداننا العربية ..
---------------------
تأثرت جداً لما شاهدته في الفيديو المنتشر الآن .. للحوار الذي دار بين سعادة الشيخ حسن الحسيني وبين ممتهني البغاء .. في إحدى بلدان ثورات الربيع العربي ..مع ملاحظة أن هذه الظاهرة موجودة أيضاً في بلدان عربية آخرى كثيرة سواء كانت من بلدان ثورات الربيع العربي ..أو ممن سيأتي عليها الدور فيما بعد .. وآلمني ما سمعته من صيحات واستغاثات موجهة للشيخ حسن مفادها طلب العون لهم في الحصول على عمل لرغبتهن في التوبة والتكسب من الحلال ..وفي نفس الوقت .. لاحت لي تساؤلات  .. مثل .. لماذا في هذا التوقيت بالذات ؟.. لماذا لم يتم معالجة هذا الأمر وتوفير العمل لهم والسعي لحثهم على التوبة دون هذه الضجة الإعلامية ؟ .. ومن قبل ؟.. ربما تبدو هذه الأسئلة للبعض استنكارية ولكنها أسئلة استفهامية بقدر أكبر .. فـ لربما غُمْ عليّ ما لا أعرفه !!.. ربما يُجيب البعض على أسألتي .. قائلاً .. أن الشيخ كان يبكي وهدفه من هذا هو حث ملوك وحُكَّام رؤساء العرب ودول الخليج المسلمين لمساعدة هؤلاء وتوفير العمل لهم .. وفعلا أعترف بأن هذا عمل محمود له .. لكن السؤال الأشد مرارة .. ألم يعلم جميع الحَُّكام العرب المسلمين بتلك القضية في بلادهم من قبل ؟.. ألم يدرسوا في سياساتهم هؤلاء الذين يبيعون أجسادهم للتكسب والعيش مهما كانت الدوافع وراء ذلك؟.. ألم تكن في حساباتهم ؟ .. أليست هذه من القضايا المجتمعية الهامة لديهم ؟..وهنا .. تداعيت لي مشاهد حفل عقد قران إبنة أحد السلاطين المسلمين الذي تكلف 20 مليون دولار في ليلة واحدة في أيامنا هذه .. وكأننا أمام مشاهد من ألف ليلة وليلة .. بينما يذهب الشيخ حسن ليستحث الحُكّام العرب المسلمين بتوفير عمل لهؤلاء حتى لا يبيعون أجسادهم ..حقيقة .. ما أعجب أحوالك يا بلداننا العربية ..
------------
د. شهيرة عبد الهادي
الإسكندرية
23 /2 /2013 مـ
مِصر الحبيبة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق