العلم هو الحل
فى بدايات القرن التاسع عشر وضع القس الانجليزى مالتوس كتاب "السكان " ردا على مبادئ الثورة الفرنسيه الداعيه للمساواة و العدل و الحريه .... حيث اوضح ان الزياده السكانيه تتبع متواليه هندسيه (2-4-8-16......) بينما الزياده فى مصادر الغذاء تتبع متواليه عدديه (1-2-3-...) فاذا استمرت الزياده السكانيه دون تدخل الحروب والاوبئة والامراض ناهيك عن التطور الحديث فى وسائل المحافظه على الصحه و القضاء على الاوبئه و الامراض التى كانت تقضى على ملايين البشر و انتشار الوسائل السلميه لفض المنازعات بين الشعوب و تطوير الاسلحه بحيث لا تفتك بالكثير من البشر سوف يؤدى ذلك الى حدوث خلل فى التوازن الطبيعى بين السكان و مصادر الغذاء فى العالم و بالتالى حدوث مجاعات تهدد الكثير من البشر. و هذا ما حدث بالفعل فبينما كان عدد سكان العالم فى اوائل القرن العشرين لا يتعدى 1.2 مليار نسمه اصبح هذا العدد يزيد عن 6.2 مليار نسمه فى اواخر القرن نفسه . وتتفاوت درجه تاثر الشعوب بهذا الخلل بين الزياده السكنيه و مصادر الغذاء حسب درجه اخذها بالوسائل العلميه فى ادارة حياتها فتدرجت الشعوب من شعوب تعانى تخمه فى العيش حتى شعوب تعانى من نقص حاد فى مصادر الغذاء تصل لحد المجاعه .. و قد اوضحت الاحصاءات الحديثه ان ما يطلق عليها شعوب العالم الثالث (الناميه) التى يقطنها حوالى 75% من السكان و تملك 70% من الاراضى الصالحه للزراعه و 70% من عدد الحيوانات فى العالم لا تنتج سوى 21% من الحليب العالمى و 34% من اللحوم و 45% من الانتاج الزراعى و 15% من الدخل العام و هذا نتيجه مباشرة لعدم اخذها بالوسائل العلميه فى ادارة شئون حياتها . الله سبحانه و تعالى القائل " ان هذا رزقنا و ما له من نفاذ " قد اوجد لنا الموارد و هى الارض الزراعيه و الحيوانات و خلق لنا اداه استغلال هذه الموارد و هى العقل .. فهل استخدمنا الاداه التى خلقها الله فينا للاستغلال الامثل للموارد التى اوجدها الله لنا ؟ و تتفتق العقول البشريه كل يوم عن وسائل حديثه للاستغلال الامثل للموارد الموجوده و الاجدر بنا نحن سكان الدول الناميه ان ناخذ بهذه الوسائل و نعمل على تطويرها و اكتشاف المزيد منها لتتلائم مع ظروفنا . و اذا كانت العمليه تحسين الانتاج الحيوانى مثلا تبدا ببرامج التربيه الوراثيه المختلفه لانتاج افراد ممتازة فى صفه او اكثر فان الاهتمام بالتقنيات الحيويه الحديثه و منها الهندسه الوراثيه يؤدى الى الوصول لهذا الهدف بطريقه اسرع بالاضافه الى انه يمكن اضافه صفه او اكثر لم تكن موجوده فى الفرد المهندس وراثيا لانتاج افراد ممتازة ثم اتباع التقنيات الحديثه فى نشر هذه التراكيب الوراثيه الممتازة بصورة سريعه على اكبر عدد من الافراد مثل التلقيح الاصطناعى ( الطلوقه الواحد يمكن ان ينقل صفاته لاكثر من 100 الف مولود سنويا ) او تكنولوجيا نقل الاجنه التى يتعظم دورها باستخدام تكنولوجيا تقسيم الاجنه او الاستنساخ الجينى و يمكن بعد ذلك اجراء الاستنساخ المباشر (الجسدى) لزياده اعداد الافراد المميزة فى صفه او اكثر من صفات الانتاج الحيوانى . لنكن صادقين مع انفسنا و نضع هدف الامن الغذائى نصب اعيننا فنحن نستحق افضل مما نحن فيه لما نملكه من امكانيات بشريه مميزة لو احسن استغلالها لحققت المعجزات و ليكن ماضينا العريق كمهد الحضارة الانسانيه حافز و دافع لنا و لنجعل الزياده السكانيه فى صالح التنميه و ليس ضدها بالتوظيف الامثل لامكانيات كل فرد منا و اكبر مثال على ذلك ان اكبر معدلات تنميه فى العالم الان من نصيب اكبر الدول فى عدد السكان و هى الصين و الهند لانها وعت هدفنا و عملت بصدق لتحقيقه .
الارض تهتز و الاحياء تنتظر ..
رحماك رباه ان نحيا و نحتضر..
كاد الجياع يرون الموت امنيه ..
لولاك يا رزاق الاطيار و الشجر..
اعطيت رزقك للاحياء قاطبه ..
النمل و الحوت و الديدان و البشر..
فالكائنات تمادت فى تكاثرها ..
فافتح لنا سبلا بالعلم نقتدر..
نسد افواه من جاعو و من شبعوا ..
سبحانك اللهم ان غابو او حضروا..
فذاك الرغيف الذى نحيا به هبه..
تحيا له الارض و الانوار و القدر..
ففوق كل ذى علم عليم انه ابدا..
قم فاطلب العلم ان العلم منتصر ..
---------------
دكتور /سويفى عبد الرحيم سويفى
فى بدايات القرن التاسع عشر وضع القس الانجليزى مالتوس كتاب "السكان " ردا على مبادئ الثورة الفرنسيه الداعيه للمساواة و العدل و الحريه .... حيث اوضح ان الزياده السكانيه تتبع متواليه هندسيه (2-4-8-16......) بينما الزياده فى مصادر الغذاء تتبع متواليه عدديه (1-2-3-...) فاذا استمرت الزياده السكانيه دون تدخل الحروب والاوبئة والامراض ناهيك عن التطور الحديث فى وسائل المحافظه على الصحه و القضاء على الاوبئه و الامراض التى كانت تقضى على ملايين البشر و انتشار الوسائل السلميه لفض المنازعات بين الشعوب و تطوير الاسلحه بحيث لا تفتك بالكثير من البشر سوف يؤدى ذلك الى حدوث خلل فى التوازن الطبيعى بين السكان و مصادر الغذاء فى العالم و بالتالى حدوث مجاعات تهدد الكثير من البشر. و هذا ما حدث بالفعل فبينما كان عدد سكان العالم فى اوائل القرن العشرين لا يتعدى 1.2 مليار نسمه اصبح هذا العدد يزيد عن 6.2 مليار نسمه فى اواخر القرن نفسه . وتتفاوت درجه تاثر الشعوب بهذا الخلل بين الزياده السكنيه و مصادر الغذاء حسب درجه اخذها بالوسائل العلميه فى ادارة حياتها فتدرجت الشعوب من شعوب تعانى تخمه فى العيش حتى شعوب تعانى من نقص حاد فى مصادر الغذاء تصل لحد المجاعه .. و قد اوضحت الاحصاءات الحديثه ان ما يطلق عليها شعوب العالم الثالث (الناميه) التى يقطنها حوالى 75% من السكان و تملك 70% من الاراضى الصالحه للزراعه و 70% من عدد الحيوانات فى العالم لا تنتج سوى 21% من الحليب العالمى و 34% من اللحوم و 45% من الانتاج الزراعى و 15% من الدخل العام و هذا نتيجه مباشرة لعدم اخذها بالوسائل العلميه فى ادارة شئون حياتها . الله سبحانه و تعالى القائل " ان هذا رزقنا و ما له من نفاذ " قد اوجد لنا الموارد و هى الارض الزراعيه و الحيوانات و خلق لنا اداه استغلال هذه الموارد و هى العقل .. فهل استخدمنا الاداه التى خلقها الله فينا للاستغلال الامثل للموارد التى اوجدها الله لنا ؟ و تتفتق العقول البشريه كل يوم عن وسائل حديثه للاستغلال الامثل للموارد الموجوده و الاجدر بنا نحن سكان الدول الناميه ان ناخذ بهذه الوسائل و نعمل على تطويرها و اكتشاف المزيد منها لتتلائم مع ظروفنا . و اذا كانت العمليه تحسين الانتاج الحيوانى مثلا تبدا ببرامج التربيه الوراثيه المختلفه لانتاج افراد ممتازة فى صفه او اكثر فان الاهتمام بالتقنيات الحيويه الحديثه و منها الهندسه الوراثيه يؤدى الى الوصول لهذا الهدف بطريقه اسرع بالاضافه الى انه يمكن اضافه صفه او اكثر لم تكن موجوده فى الفرد المهندس وراثيا لانتاج افراد ممتازة ثم اتباع التقنيات الحديثه فى نشر هذه التراكيب الوراثيه الممتازة بصورة سريعه على اكبر عدد من الافراد مثل التلقيح الاصطناعى ( الطلوقه الواحد يمكن ان ينقل صفاته لاكثر من 100 الف مولود سنويا ) او تكنولوجيا نقل الاجنه التى يتعظم دورها باستخدام تكنولوجيا تقسيم الاجنه او الاستنساخ الجينى و يمكن بعد ذلك اجراء الاستنساخ المباشر (الجسدى) لزياده اعداد الافراد المميزة فى صفه او اكثر من صفات الانتاج الحيوانى . لنكن صادقين مع انفسنا و نضع هدف الامن الغذائى نصب اعيننا فنحن نستحق افضل مما نحن فيه لما نملكه من امكانيات بشريه مميزة لو احسن استغلالها لحققت المعجزات و ليكن ماضينا العريق كمهد الحضارة الانسانيه حافز و دافع لنا و لنجعل الزياده السكانيه فى صالح التنميه و ليس ضدها بالتوظيف الامثل لامكانيات كل فرد منا و اكبر مثال على ذلك ان اكبر معدلات تنميه فى العالم الان من نصيب اكبر الدول فى عدد السكان و هى الصين و الهند لانها وعت هدفنا و عملت بصدق لتحقيقه .
الارض تهتز و الاحياء تنتظر ..
رحماك رباه ان نحيا و نحتضر..
كاد الجياع يرون الموت امنيه ..
لولاك يا رزاق الاطيار و الشجر..
اعطيت رزقك للاحياء قاطبه ..
النمل و الحوت و الديدان و البشر..
فالكائنات تمادت فى تكاثرها ..
فافتح لنا سبلا بالعلم نقتدر..
نسد افواه من جاعو و من شبعوا ..
سبحانك اللهم ان غابو او حضروا..
فذاك الرغيف الذى نحيا به هبه..
تحيا له الارض و الانوار و القدر..
ففوق كل ذى علم عليم انه ابدا..
قم فاطلب العلم ان العلم منتصر ..
---------------
دكتور /سويفى عبد الرحيم سويفى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق