الخميس، 26 سبتمبر 2013

ويسقط قناع الصمت ............ بقلم د. محمد زايد



وَيَسْقُطُ قِنَاعُ الصَّمْت

 وَسَمِعْتُ هَمْسَكِ حِينَ  سَاءَلَ حَائِرًا        عَنِّــي وَعَــنْ صَـمْتِي وَمَا أَخْفَاهُ
 لا تَـعْـجَـبِـي أَنِّـي  سَأَبْقَى صَـامِـتًـا         عَنْ سِحْــرِ عَيْنَيْــكِ الـذي يَهْوَاهُ
 فَالصَّـمْـتُ يَـصْـدُقُـنِـي  إِذَا أَمَّـلْـتُـهُ         أَمَّا الْكَـلاَمُ  فَكَـــمْ يَخِيــبُ صَدَاهُ  
 وَلَعـَلَّ مَـنْ عَـشِـقَ الْجَمَـالَ يَرُوقُهُ          أَلاَّ يُــكَــدِّرَ صَـــفْوَهُ بِـــخُــطَــاهُ
 أَوْ رُبَّمَا اسْتَـهْـوَاهُ صَوْتُ مُـغَــرِّدٍ          وَيَخَــافُ لَــوْ يَــدْنُـو إِذًا  لَــــرَآهُ  
 وَسَـأَلْـتُ نَـفْـسِي يَـا تُـرَى أَتُـحِبُّنِي         أَمْ تَنْـــــــــسُِجُ الأَوْهَامَ يَا قَلْبَــــاهُ 
 نَــادَيْتُـهَا عِــنْـدِي سُــؤَالٌ حَـــائِـرٌ         وَأَرَى الْجَــوَابَ لَــــدَيْكِ هَلْ أَلْقَاهُ
 إِنْ كُنْتِ مِثْلِي فِي الْهَوى فَلْتَنْطِقِي          فَعَــلاَمَ كِتْــمَانُ الْــهَـوَى  رَبَّــــاهُ
 مَاذَا عَلَى الْعُشَّاقِ لَوْ هُمْ أَفْصَـحُوا         عَنْ حُبِّــــهِمْ ؟ أَمْ أَنَّــــهُ  إِكْــــرَاهُ
 هَلْ يُنْـقِـصُ الإِفْصَـاحُ حُبَّ مُتـَيَّمٍ          هَلْ يَرْتَوِي عِشْقًا  إِذَا أَخْفَــــــــاهُ
 مَا أَبْخَلَ الْمَرْءِ الَّذِي كَتَــمَ الْهَـوَى          وَحَبِيــبُهُ ظَمْـــــــــآنُ مـا  أشـقاهُ
 تَعِسَ امْرُؤٌ  قَتــَلَ الْمَحَبَّةَ صَـمْـتُهُ          بِفُؤَادِهِ الصَّخْـــرِيِّ  مَا  أَقْسَـــــاهُ
 لاَ تَحْسَبِي صَمْتـِي جُـمُودًا مُطْلَقًا           أَوَمَا سَمِعْتِ الصَّمْتَ فِي  نَجْوَاهُ
 أَسَأَلْتِ نَفْسَكِ مَــرَّةً  عَــنْ رَعْشَةٍ           هِيَ لاَزَمَتْ صَــوْتِى  وَمَا أَقْوَاهُ
 خَوْفِي عَلَيْكِ بِـــدُونِِ أَيِّ مَخَاوِفٍ           نَظَرَاتُ عَيْنِي مَـــنْ سِوَاكِ تَرَاهُ
 وَشُرُودُ فِكْرِي نَــحْوَ ذِكْرِكِ دَائِمًا          وَكَــــأَنَّ فِكْرِي صَارَ مِنْ  أَسْرَاهُ
 أَ وَ كُلُّ ذَلِكَ لَيْسَ يَنْطِـقُ بِالْــهَوَى          أَ وَ كُـــلُّ ذَلِــــكَ مُخْطِئٌ  مَـعْنَاهُ
 وَسَلِــي فُــؤَادَكِ كَــمْ فُؤَادُكِ قَالَها          يَــــا أَنْـتِ حَسْبُكِ أَنْتِ كُلُّ  هَوَاهُ
 فَدَعِي فُؤَادِي فِي رُبُــوعِكِ حَالِمًا          فَلَطَالَمَــــا هَــــذَا الْهَــوَى  أَحْيَاهُ
 وَدَعِيهِ يَسْبَـحُ فِي الجِنَــانِ مُدَاعِبًا          زَهْـرَ الْـمُنَـــى وَالْخُلْدَ فِي  دُنْيَاهُ
 وَيَدُورُ فِــي فَــلَكِ السَّــعَادَةِ هَانِئًا           وَيُقَبِّلُ النَّجْمَـــاتِ فِــــي مَجْرَاهُ
 فَعَلَى ضِفَافِ الحُبِّ يَرْسُو مَرْكَبِي         وَيَعُودُ عُمْرِي  بَهْجَةً  كَــــصِبَاهُ
 إِنِّــي أُحِبّــُكِ دَائِمًــا  حَتَّى  وَلَـــوْ          كَانَ الْهَوَى وَهْمًا !!  فَمَا أَحْـلاَهُ


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق