من خلال متابعاتي لما هو منشور في الأخبار والتحليلات السياسية والآراء التي يكتبها المصريين المهتمين بالشأن المصري من كُتّاب وأناس عاديين وسياسيين من مختلف فئات المجتمع .. هددتني مجموعة من المخاوف على الوضع في مصر .. بعد أحداث موجة الثورة الثانية في 30 يونيو 2013 .. والذي كان نتيجتها عزل الدكتور مرسي وانهاء حكم الإخوان في مصر .. وكان نتيجة ذلك أن أصبح هناك مواجهة بين مؤيدي الرئيس المعزول والجيش المصري وحدث ما حدث في أحداث دار الحرس الجمهوري .. ومما لا شك فيه أن رأيي ثابت ولا يتغير وهو أن كل من يعيش على أرض مصر فهو مصري مادام ينتمي لترابها وولاؤه لها ومصابه هو مصاب كل المصريين والدم كله مصري وليس هذا هو حديثي الآن .. لكن ما يُثير انتباهي أن الأحداث قد تواترت .. وأصبحت هناك لغة معادية للجيش المصري أو كما يقول البعض أنها ليست للجيش وإنما هي ضد الفريق السيسي - مع ملاحظة أنه لا انفصال بينهما - كما أن الموضوع الآن والقضية المطروحة حالياً قد أصبحت قضية شعب وقضية وطن .. فلا يمكن تصور مصر بغير جيشها ولا يمكن تصور أحوال مصر أن تكون مثل الأحوال في سوريا أو في العراق أو في أفغانستان من حيث الأوضاع التي وصلت إليها تلك البلاد الأشقاء نتيجة للمخططات التآمرية عليهم .. إن المنطقة العربية كافة لم يعد فيها جيش قوي إلا الجيش المصري بعد أن تم تمزيق الجيش السوري وبعد أن تم إنهاء قوة الجيش العراقي بل تدميره نهائياً في عام 2003 .. ولم يكتفوا بذلك بل قسموا العراق إلى سنة وشيعة وأكراد .. ولا يخفى علينا الوضع في السودان وتقسيم السودان وما يحدث في دارفور .. وهذا مخطط له وتم الإعلان عنه سابقاً في مخطط برنارد لويس لتقسيم الوطن العربي والذي لم يعد وطناً عربياً بالفعل .. فإذا ما نظرنا إلى بلدنا الغالي مصر خاصة في الظروف الحالية فنجد أن مصر تعاني من الكثير من المشكلات الداخلية الاقتصادية والتعليمية والصحية والاجتماعية والسياسية والثقافية وغيرها من مشكلات ومشكلات عديدة في كل مجال من مجالات الحياة فيها .. حتى وصلت إلى مشكلات في الحياة اليومية الأساسية للأفراد مثل مشكلة الكهرباء والماء.. وخاصة بعد ظهور مشكلة سد النهضة في إثيوبيا والذي تواترت عنه المعلومات بأنه مشروع يتم بفكر وتمويل إسرائيلي .. وأن هذا المشروع له تداعياته السلبية على الحياة في مصر على المدى القريب والمدى البعيد بصورة أكبر.. خاصة ما إذا عرفنا تأثيره على النيل المصري منبع الحياة وشريانها في مصر .. ووسط هذه الأجواء القاسية في مصر تتواتر أنباء عن أن أمريكا تساند الإسلاميين وكثير من تجار السياسة يتحدثون في البرامج المختلفة على أن الموساد الإسرائيلي من الممكن أن يتدخل لزعزعة الوضع الداخلي في مصر عن طريق مساندته للإسلاميين وهنا يكون الرابح الأكبرهو إسرائيل بينما الخاسر الأكبر هو استقرار مصر وشعب مصرنتيجة نشره لسياسة فرق تسد بين أبناء الشعب المصري بمختلف انتماءاته وتوجهاته وأيديولوجياته.. وهو عموماً تخطيط بعيد المدى قد لا ندركه الآن لكن مما لاشك فيه أن احتمالية قيامه قائمة .. هذه هي تخوفاتي التي تهددني والتي تجعلني أفكر كثيراً وأقول : أنه يجب علينا كلنا هنا في مصر بمختلف الأيديولوجيات والأحزاب والاتجاهات والرؤى علينا أن نتحد ولا نتفرق وعلينا أن نعي هذا الهدف الرئيس للعدو العام لكل العرب وهو إسرائيل .. فالتقسيم هو هدفهم وهو سيكون سبب ضعفنا ووهننا أكثر وأكثر .. أما الطائفية التي تحدث فقد أشارت الكثير من التحليللات السياسية المعلنة أنها من صنع الإرادة إسرائيليلة وتتم بواسطة مساعدة خيانة بعض العرب الذين يبحثون عن مصالحهم فقط والتي لا تتجلى إلا مع مثل وجود هذه الطائفية مثل من أتوا بالأمريكان إلى العراق .. ولذلك لا نريد أن تصير مصر مثل العراق وعلينا أن نلحق المركب قبل أن تغرق مع اقتناعي بأن العراق ستعود أقوى إن شاء الله وكذلك سوريا التي وللأسف نظامها يأوي الإرهاب وكم حارب هو العراق بواسطة هذا الإرهاب .. طبعاً أنا هنا لا أتحدث عن الشأن الداخلي لأي بلد عربي ولكن الشئ بالشئ يذكر ومن أجل دراسته والاتعاظ به ومنه ..كما أنني أوضح أنه نحن العرب من نساعد على تحقيق هذا المخطط الإسرائيلي بتفرقنا ومحاربتنا لبعضنا البعض داخل بلادنا .. وأوجه هذا الكلام لي ولبني وطني المصريين الشرفاء من الشعب المصري العظيم الصبور المثابر القوي الذي يلتف حول بعضه البعض وقت المحن والشدائد .. وما أشد من مثل هذه المحنة التي نحن فيها الآن وهي أن يكون الجيش المصري العظيم خير أجناد الأرض مستهدفاً .. وما أحوجنا للاتحاد الأن شعباً وجيشاً لمواجهة هذه المحنة ..وثقتي في الله ثم ثقتي في شعب مصر الذي سيلتف حول جيشه يسانده ويدعمه ويحميه مما يجعله إن شاء الله يتغلب على كل هذه المخاوف وكل هذه الحروب الموجهة إليه .. فالجيش المصري من الجيوش القوية خُلقاً وعقيدةً وانتماءاً.. كما أنه من القوى القوية الضاربة في مصر وفي المنطقة العربية جمعاء.. والتاريخ يقول ذلك كما أن التحام الشعب المصري مع جيشه على مر العصور يقول ذلك..وعلينا في هذه المرحلة كشعب وحكومة أن نبدأ في العمل على محاربة ومكافحة كل ما يعرقل مسيرة الشعب المصري والجيش المصري .. مع الاعتراف بأن أكبر أعدائنا الآن هي تنبع من أنفسنا من ذاتنا .. بمعنى علينا أن نحارب أخطر أعدائنا الداخليين وأمراضنا النفسية المتمثلة في المثلث الخطير المكون من الجهل والفقر والمرض حتى نكون دولة قوية منتجة قادرة على محاربة ومكافحة العدو الخارجي المتربص بنا دائماً .. كما يجب أن نحارب الطائفية ونقصيها من حياتنا ونتوحد كشعب واحد قوي تجاه هذا الخطر الدائم الذي يهددنا .. وألا نسمح بصراعات بين جيش وفصيل مصري ..صراع من شأنه أن يهدد أمن مصر الداخلي والخارجي وهي أساسا تعاني من مثل تلك الأمراض الفتاكة .. إن مصر في مفترق طرق وعلى كل مصري شريف أن يساعدها على تخطي هذه المحنة بسلام ..
-----------
د.شهيرة عبد الهادي
17 /7 / 2013 مـ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق