الجمعة، 29 مارس 2013

أحلام الشعوب.. وأحلام الحكّام ..

إذا ما تحققت أحلام الشعوب..نحققت أحلام الحُكّام..والمسؤولية مُشتركة بينهما..(بقلم د.شهيرة عبد الهادي)

by Drshahera Abd Elhady (Notes) on Monday, 19 November 2012 at 04:34


إذا ما تحققت أحلام الشعوب .. تحققت أحلام الحُكّام .. والمسؤولية مُشتركة بينهما
=====================
في لحظة من لحظات الصدق مع النفس ..أكتب كلماتي في هذه الآونة التي يحلُم فيها بعض الحُكّام بالخلافة الإسلامية وهذا حُلم كبير .. ولكي ينحقق لابد وأن ينظر كل حاكم إلى شعبه أولاً وبالدرجة الأولى.. يدُرسه .. يتعرّف عليهِ .. يُحل مشاكلِه .. يجعله شعباً قوياً حراُ أبياُ لا يعاني الجهل والفقر والمرض .. يتمتع بالعدل .. يشعر بالكرامة .. يجعله شعباً مُنتجاً لا مُستهلكاً .. فهذا هو حُلم الشعوب .. فإذا ما تحققت أحلام الشعوب تحققت أحلام الحُكّام .. ولأبدأ بنفسي .. حتى لا تكون كلماتي مجرد كلمات بعيدة عن الواقع .. في مصرنا الغالية كان كل منا يحلم بالرئيس الفارس الحُلم الذي سيأتي بعد أول انتخابات رئاسية في عهد مصر منذ آلاف السنين.. ليُنقذ مصر من الفقر والجهل والمرض !! .. فهل تم القضاء على هذه الثلاثية الكلاسيكية المُرعبة التي ستظل هي من تنهش جسد الشعوب .. وهل يستطيع الحاكم وحده أن يقضي عليها بدون مساندة شعبه .. وما هي الخطط العلمية التي تستند إلى علوم الإدارة والتخطيط عند الحاكم حتى يبدأ في العلاج بمساندة شعبه.. وفي الحقيقة لكي تتم الإجابة على هذه الأسئلة المشروعة .. أجد أنه في كثير من الأحيان يحتاج الرئيس وتحتاج الشعوب لمشرط الجراح حتى تستأصل بعض الأمراض الخبيثة التي تنُهك القوى وتقضي على الحُلم .. ونحن نعلم أن الحُلم مشروع ؟ .. و مصر في هذه الآونة في حاجة إلى الرجل الحُلم الذي يُنقذها من "الفقر والجهل والمرض" .. وإلى الشعب الحُلم الذي يقي نفسه من هذه الأمراض الثلاث .. ويكون قادراً على تحقيق هذا الحُلم مع رئيسه .. يالا العجب !! .. تلك الكلمات لطالما سمعناها ورددناها .. مُنذ أن قامت ثورة 1952 تحت نفس الشعارات وحتى الآن.. وجاء عهدالرئيس عبد الناصر تلاه عهد الرئيس السادات تلاه عهدالرئيس المخلوع مُبارك .. وكل عهد له ما له وعليه ما عليه .. انتقلنا من حُلم القومية العربية إلى حُلم الانفتاح إلى اللاحُلم.. والآن يظهر في عهد الدكتور مرسي الحُلم الأكبر.. حُلم الخلافة الإسلامية .. هل هو حُلم حاكم أم حُلم شعب أم حُلم الحاكم والمحكوم .. وهل يُمكن تحقيق الحُلم بدون رئيس حُلم وشعب حُلم .. ولذلك فإنه يوجد سؤال مطروح في كل عهد .. نتساءله وهو : أين المواطن المصري من كل ذلك ؟.. هل استطاع الحُكام القضاء على الفقر والجهل والمرض عند المواطن المصري ؟ حتى يستطيع أن يُساعد في تحقيق الحلم الأكبر .. أم أن مُعدّلات كل منهم قد زادت واستشرت ؟.. هل الحل في وجود رئيس جديد له برنامج فضفاض يُريد تحقيقه في أربع سنوات فقط ؟.. وهل هذا الرئيس الجديد ستكون معه عصا سحرية يقضي بها على هذه الثلاثية القاسية التي يُعاني منها الشعب ؟ ..هل سيأتي الرئيس الجديد 2012 ليخلق "لا سمح الله" مواطناًجديداً .. أم أن المواطن المصري هو الذي يجب أن يُشّكِل حاكماً جديداً وبلداً جديداً بعملِه وجده واجتهاده وتقافته وإيمانه ببلده ودوره في نهضتها .. إن القوة الفعّالة هي قوة الشعوب وليست قوة الأنظمة الحاكمة ..أقول ذلك وأنا مؤمنة تماما بأنه لا يجب احتكار الحق ولا يجب احتكار ثورة 25 يناير 2011 من جانب أحد ..ولا يُزايد أحد على وطنية أحد ولا يُزايد أحد على الشعب المصري العظيم .. لكني أتناقش فيما يلي : نحن نريد أن تسير عجلة الإنتاج ويجئ الاستقرار ونستطيع القضاء على "الفقر والجهل والمرض" بعد ثورة مصر العظيمة.. ولكي يتم ذلك لابد وأن نواجه أتفسنا في لحظة من لحظات "التقييم الموضوعي" لما آلت إليه أوضاع "ثقافة العمل "في مصر : ..نحن جميعاً نعيش في مصر .. ونعلم جيداً طبيعة العمل في بلدنا الحبيب والتي هي ضمن الإرث الفاسد لعصر المخلوع أو لما قبل عصر المخلوع بسنوات .. "فالبعض ".. حتى لا "أعمم" ..وحتى أكون موضوعية .. يذهب لعمله متأخراً ويجلس في العمل نصف ساعة ثم يبدأ في انتحال الأعذار الكاذبة حتى يترك العمل ليذهب ليقوم بعمل آحرخاص به على حساب العمل الذي يتقاضى منه راتباً شهرياً لايعمل مقابله وإذا حدثته عن ذلك ونصحته يقول لك ( على أد فلوسهم ) ..وأعتقد في هذه الإجابة أكبر دليل على ضرورة إعادة تقييمنا لذاتنا .. وهذه المقولة سائدة وتسري سريان النار في الهشيم في جميع المصالح والمؤسسات الحكومية بالدولة ... والبعض ما زال يأخذ الرشاوي ويطلبها عيني عينك ويفتح الدرج في العمل ويشاور لك أنك "تحطله الرشوة فيه".. والبعض يماطل في القيام بمصالح الناس أثناء الدوام في العمل وهذا في حالة ما إذا جلس في العمل أصلا وقت كاف ٍ .. وبعض السيدات تأخذ الخضار معها إلى مكان العمل وتستغرق الوقت في تنظيفه بدلاً من أن تعمل ..والبعض الآخر من الرجال و النساء يقضي اليوم كله في الكلام والغيبة والنميمة مع الزملاء والزميلات ..والبعض من العاملين يسرق للأسف ما يستطيع الحصول عليه من مكان عمله له ولأولاده ..والبعض الآخر يومياً "يزوغ" من العمل قبل ميعاد الإنصراف بساعات.. والبعض يذهب للعمل لكي "ينافق" رئيسه وياخد مكاسب من وراء هذا "النفاق" دون أن يُنجز ما عليه من أعمال ..و البعض من الطلاب في الجامعات لا يذاكر ويعتبر الغش في الاختبارات هو حق مُكتسب له ويقول لك بلغة الجسد المُستفزة والسائدة الآن للأسف وبالحرف الواحد " أنا حليت سؤالين ومش عارف أحل الثالث فيها إيه يعني لما أغش السؤال الثالث" .. ناهيك عن تعديات البعض في كل شئ بداية من التعدي على نهر الطريق والطرق الزراعية والمباني وحتى ما لا نهاية .. ثم الفحش من القول السائد في الشارع المصري لدى البعض .. وشغل الفهلوة لأخذ حق الغير في مكان العمل ..ثم اضطهاد البعض من الموظفين الكبار للأصغر منهم والطغيان عليهم وأخذ حقوقهم في مجال العمل.. ثم الأعراف التى ابتدعتها بعض المؤسسات لكي يستحوز الكبير فيها على كل شيء ويحرم الصغير من كل شيء كما يحدث في بعض الجامعات فيستحوز الأستاذ على كل شيء وعندما تتم المطالبة بالحق يكون الرد وللأسف من الأستاذ "إحنا هنا زي العساكر رتب عسكرية ودي أعراف وحكمها أقوى من القانون".. شفتوا حضراتكم بيقولوا إيه ؟ "زي العساكر !!"..هذه هي الحال في مصر وأكثر من ذلك بكثير .. لماذا ندفن رؤوسنا في الرمال ؟.. لماذا لا نواجه أنفسنا بالحقائق ؟.. فإن في هذه المواجهة بداية الإصلاح ..منذ متى ونحن دولة مُنتجة ؟ .. ألم نعلم نحن جميعاً أن فانوس رمضان الذي هو تراث مصري نقوم باستيراده من الصين ؟ ..وحتى القلم الرصاص نحن لا نُنتجه .. إن البحوث أثبتت أن الفرد المصري لا يعمل أكثر من 27 دقيقة في اليوم في الأعمال الحكومية .. ثم نطالب بالقضاء على الفقر والجهل والمرض !!.. ونطالب بتحقيق أحلامنا .. وتريد أن تكون لنا الخلافة الإسلامية ؟ .. وقد ذكرت هذه "الأمثلة" من واقع معايشتي لتلك الأوضاع التي أتألم لها كثيراً.. ولم أعممها .. وإنما قلت أنها "نمازج" منتشرة في مصر ومعروفة.. فكيف يتحقق الحُلم الكبير إذا لم نساعد أنفسنا في نُحقيق أحلامنا لكي نكون شعباً قوياً مُنتجاً له كيان ..يجد قوت يومه بكرامة وينعم بالحرية والعدالة ..وما زالت توجد فيه مثل تلك الآفات .. وأقول ذلك و لايستطيع أحد المزايدة على وطنيتي وحبي واحترامي وتقديري لشعب مصر الذي أدافع عنه بكل كياني وفي كل المناسبات داخل مصر وفي غربتي خارج مصر.. لكن ألا حان الوقت للتقييم الموضوعي لأنفسنا وأعمالنا و أوضاعنا .. حاكماً ومحكوماً .. ما دامت أهدافنا واحدة وهي صلاح مصر وتحقيق أحلامها في جميع المجالات .. نحن إلى الآن ما زلنا نرى يوميا أناساً يبحثون عن قوت يومهم في صندوق القمامة ..نعم هذا يحدث في مصر .. وهناك من يحلمون بقوت يومهم.. وهذه مسؤلية شعب إلى جانب أنها مسؤلية رئيس .. إن المسؤلية مشتركة بين الحاكم والمحكوم .. فلنكن من الشعوب المنتجة الواقعية القادرة على دراسة مشكلاتها وحلها ..بعد أن بدأنا التغيير إلى الأفضل يقيام ثورتنا العظيمة وبعد أن تجدد الأمل في الله ثم في أنفسنا .. إن ثقافة الشعوب المُنتجة تُجبر الرئيس على احترام الرعية ..كما تُجبره على الاهتمام بدراسة مشكلاتهم والعمل على حلها ..وثقافة الرئيس الذي يضع برنامجاَ فضفاضاً وهو يعلم تماماً "أنه لا يُمكن تحقيقه في أربع سنوات" تقضي على حُلم الشعوب ..تقضي على حُلم أباء وأمهات لا يرون قوت يومهم إلا مرسوماً في كتب أطفالهم المدرسية .. وهل تستطيع أمة مازال فيها آباء وأمهات لا يرون قوت يومهم إلا مرسوماً في كتب أطفالهم المدرسية أن تقود الخلافة الإسلامية ؟ ..
-----------------------
د.شهيرة عبد الهادي
17 / 11 /2012مـ
الأسكندرية
مصر الغالية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق