الجمعة، 29 مارس 2013

حقاً إنها مآساة : أن يُاجر الجميع بدم الطفل العربي الشهيد

حقاً إنها مأساة أن يُتاجر الجميع بدم الطفل العربي الشهيد .. ( بقلم د.شهيرة عبد الهادي ) ..

by Drshahera Abd Elhady (Notes) on Wednesday, 21 November 2012 at 21:55


حقاً إنها مأساة : أن نشاهد أطفال غزة الفلسطينيين يُقتلون بصواريخ وقنابل الإسرائيليين .. وأطفال مصر يُقتلون بقطار سكك حديد مصر .. وأطفال سوريا يقتلون بالإهمال العربي .. حقاً إنها مأساة أن نشاهد أطفال غزة يقتلون بأيدي الإسرائيليين فتحملهم أيدي آبائهم وعلى وجوههم الألم النفسي الفظيع واللوعة والحزن والأسي على فقدانهم لأطفالهم وفي نفس الوقت على جوههم علامات الإصرار والتحدي للمجهول !!.. حقاً إنها مأساة : أن نشاهد رئيس وزراء مصر وهو يزور المستشفى الفلسطيني التى بها أطفال غزة مع اسماعيل هنية ويبدوا على وحهه علامات التأثر وكأنه يريد البكاء .. وتنتهي الزيارة وهما مُتشابكي الأيدي يهتفون بحياة مصر!!! .. بينما نجد تصرّفه حيال " أطفال مصر شهداء حادث قطار أسيوط " والذي بلغ عددهم 51 طفلاً شهيداً.. و 15 جريحاً لم يجدوا مستشفى مجهزاً لاستقبالهم وعلاجهم .. أنه يفتح مزاداً لثمن هؤلاء الأطفال الشهداء الذين ماتوا ضحايا الإهمال الجسيم والتسيب والامبالاة والفقر والجهل والمرض .. يبدأ رئيس الوزراء المصري وتيدأ حكومتة بعمل مزاد لسعر الطفل المصري الشهيد ليبدأ من 4000 جنيه للطفل وينتهي بـ 50000 جنيه للطفل الواحد !!! .. وكأن زيارته لغزة كانت لحصد مكاسب سياسية وإعلامية من شأنها التغطية على عدم قدرته وقدرة حكومتة وقدرة الإخوان على إدارة الأزمات المصرية وتحقيق مطالب ثورة 25 يناير 2011 مـ في مصر .. وكأن دماء الأطفال الفلسطينيين كانت تستخدم من أجل حصاد مكاسب سياسية وإعلامية لإخوان مصر ..حقاً إنها مأساة أن تبدأ القوى السياسية التي تُعارض الدكتور مرسي وحكومته في استغلال حادث قطار أسيوط .. مستعينة ببعض الإعلاميين التابعين لبعض القنوات المُغرضة لإسقاط الدكتور مرسي دون محاولة المساهمة في وضع حلول جذرية لمشكلات مصر ومنها مشكلات سكك حديد مصر قاطرة الموت القديمة الجديدة..وكأن دماء أطفال مصر كانت تستخدم من أجل حصد مكاسب لبعض القوى السياسية والإعلامية المُعارضة المغُرضة .. حقاً إنها مأساة أن نجد لاعبوا النادي الأهلي يتراقصون فرحين بفوزهم على الترجي التونسي في نفس يوم استشهاد أطفال قطار أسيوط دون مراعاة للحداد عليهم ..ثم يقومون بإهداء كأس الفوز إلى أولتراس أهلاوى الذي أستشهد منهم العشرات في حادث بورسعيد المشهور ولا يقومون بإهداء تلك الكأس إلى شهداء حادث قطار أسيوط !!! .. وكأنهم يُطالبونهم بالصمت حتى يبدأ الدوري من جديد.. وكأن دماء أولتراس أهلاوي في استاذ بورسعيد تستخدم لحصد مكاسب للنادي الأهلي وللدوري والقائمين عليه .. حقاً إنها مأساة .. أن نُشاهد حكّام البلاد العربية بصفة عامة .. وبصفة خاصة .. حكّام قطر وتركيا ومصر ينظرون للطفل السوري المقتول والممزق بوحشية ولا توجد خطوات جدّية من جانبهم لإيقاف نزيف الدم الذي يجتاح سوريا ويُمزقها .. يا تٌرى .. ما المُسمّى الرئيس الذي أطلقه على هذه الحال .. أهو .. عدم الاكتراث بدم الطفل العربي الشهيد .. أم هي المصالح العربية الشخصية .. أم هي تبعات الكرسي العربي اللعينة .. أم هي المُتاجرة بدم الطفل العربي الشهيد .. فكّرت كثيراً .. فلم أجد إلا .. أن المُسمى الوحيد لهذه الظاهرة .. هو ..أن الجميع يُتاجر بدم الطفل العربي الشهيد ..حقاً .. إنها مأساة .. أن يُتاجر الجميع بدم الطفل العربي الشهيد ..
------------------
د.شهيرة عبد الهادي
الأسكندرية
21 /11 /2012 مـ
مصر الغالية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق