الاثنين، 16 يناير 2017

عمارات الموت ..

عمارت الموت ..
============
لاحول ولا قوة إلا بالله .. تأتي المصائب .. وكأنها قد تحالفت مع بعضها البعض .. لقد ارتفع عدد ضحايا عقار المعمورة البلد في الإسكندرية ..الذي حدث مع أول دقائق ليوم الأربعاء 16 / 1 /2013 مـ .. إلى 24 متوفي و عشرات المصابين والجرحى .. والآن .. تواصل القوات المسلحة بالمنطقة الشمالية والمقاولون العرب وقوات الحماية المدنية والقوات البحرية والأهالي .. البحث عن الضحايا تحت الأنقاد .. وسط توقعات بارتفاع أعداد الضحايا والمصابين .. وأريد أن أنوه إلى أن توقعاتي الشخصية .. هي المزيد من هذه الانهيارات في السنوات المقبلة .. بسبب التعدي على الأراضي الزراعية و البناء عليها .. وأيضاً البناء العشوائي المجنون لآلاف العمارات إن لم يكن لملايين العمارات والبيوت في مصر .. من قبل البعض الذين باعوا ضمائرهم للشيطان .. وفعلوا ما لا يرضاه أي دين ولا عرف ولا تقاليد ولا أخلاقيات .. فعلا .. إنهم تجار الأزمات الذين لا يُراعون إلا مصالحهم الشخصية على حساب أرواح الشعب الغلبان .. لقد باعوا ضمائرهم للشيطان في خلسة من الزمن أثناء الفترة الانتقالية ما بعد تنحي المخلوع .. وأخذوا يتصارعون في البناء ويشيدون العمارات الشاهقة بدون تراخيص .. وكانوا يتصارعون مع الزمن .. كما كانوا يتصارعون مع بعضهم البعض .. وكأنهم في سباق مجنون محموم .. حيث كان يتم بناء العمارة المكونة من 8 طوابق على سبيل المثال .. في شهرين أو ثلاثة على الأكثر .. وإذا ما تم تقديم اللوم لهم .. يكون الرد من قبلهم .. هو .. أن هناك مواد معينة تستخدم لكي تؤدي إلى تماسك مواد البناء .. ولا داعي لاتباع القواعد الهندسية المتعارف عليها .. وإذا ما تم الإبلاغ عنهم يُهددون ما يُبلغ عنهم .. ثم تكون لهم طرقهم الملتوية المعروفة من رشوة ومحسوبية .. ثم أنهم يضعون بلطجية على مداخل عماراتهم هذه .. لإرهاب كل من يقترب منها .. هل هذا معقول في بلد بعد ثورة .. لابد من تفعيل دولة القانون .. والضرب على يد هؤلاء من حديد .. والقيام بهدم كل تلك العمارات .. لو كان في ذلك إنقاذ لحياة المصريين .. لأن ما فعلوه هو نوع من السرقة الواضحة.. سرقة حياة الشعب .. لابد من تفعيل القانون يا مسؤؤلين حفاظاً على أرواح المصريين .. لابد من توفر شرطة للعقارات .. لابد من تطهير المحليات .. لابد من فتح الملفات .. لابد من القضاء على معقل الفساد في كل هيئة ومؤسسة في البلد ..
--------------
د. شهيرة عبد الهادي
الإسكندرية
16 /1 / 2013 مـ
مصر الحبيبة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق