الأربعاء، 30 نوفمبر 2016

هو ده رمضان في مصر ..بقلم د. شهيرة عبد الهادي



هو ده رمضان في مصر .. أجمل رمضان في العالم تلاقيه في مصر .. قيمها وثوابتها وعاداتها وحضارتها .. فانوس رمضان والمسحراتي ومدفع رمضان الأثري لا يُمكن تلاقيهم إلا في مصر .. كل عام وانت طيبة يا مصر ..
================
أجمل رمضان تلاقيه في مصر .. في مصر رمضان بيبدأ قبل ميعاده بثلاثة شهور .. أروح بلدنا الفلاحين ألاقيهم بييربوا فراخ وبط ووز .. أسألهم ليه كده هو لسه فيه حد بيربي دلوقتي في البيوت يا ناس ..يقولولي دي عوايدنا يا حيلي .. هو احنا نعرف ناكل الفراخ البيضة دي اللي انتوا بتاكلوها .. دا لا ليها طعم ولا شوية شوربة زي الناس .. ورمضان هو عاوز إيه يعني غير شوية شوربة حلوين كده على الفطار .. متقوليش كده يا عينيه عشان نجيبلك الموسم ونيجي نعيد عليكي ولما تشوف ده وتسمع ده يبقى إنت في مصر .. فوانيس وزينة بتتعلق في كل البلكونات وعلى كل البيوت وفي كل الشوارع قبل رمضان بإسبوع يبقى إنت في مصر .. ياميش رمضان بيتباع في كل حارة وشارع قبل رمضان بشهر مش بس بإسبوع يبقى إنت في مصر.. والعرقسوس كمان والسوبيا والتمر هندي بيتحضروا في كل دكان ومحل ومع السريحة يبقى إنت في مصر.. والمخللات والطرشي دا بتنجان بخل وده بتنجان محشي بشطة يبقى إنت في مصر .. ولا مية الطرشي اللي بتتباع في أكياس مقلكش عليها واااو يبقى إنت في مصر.. ولمبات زينة بتتعلق على كل المساجد أو الجوامع زي ما بيقولوا المصريين تنور المساجد والشوارع يبقى إنت في مصر ..وكل واحد قبل رمضان ما يُدخل علينا يقول للناس سامحوني لو أخطأت في حقكوا عاوز أصوم وأنا مرتاح يبقى إنت في مصر ..وجارك المسيحي يقلّك كل سنة وإنت طيب وتعالى إفطر عندنا أول يوم في رمضان يبقى إنت في مصر .. قرآن كريم في كل بيت طول النهار وفبل المغرب علطول .. ومدفع رمضان الأثري يضّرب ويقولك الفطار قرّب وبعده الآذان علطول يبقى إنت في مصر .. وصلاة المغرب بعد الفطار فوراً في بيتك في جماعة أو في المسجد يبقى إنت في مصر .. ومسلسل جميل بعد الفطار تتجمع العيله حوليه ونسمعه مع بعض يبقى إنت في مصر ..لمة العيلة في الفطار عند تيتة أول يوم رمضان يبقى إنت في مصر .. وكل واحد وهو داخل شايل حاجة في إيدوا : ده جايب فراخ وده جايب لحمة وده جايب رز وده جايب طبيخ وده على قدحالوا يادوب قدر يجيب العيش والبيبسي والسلطة وده جايب صينية كنافة وشوية قطايف وده جايب جلاش حلو بفول سوداني أو بمكسرات وده مجبش حاجة خالص يبقى إنت في مصر .. وصلاة العشاء والتراويح تجمع العيلة وعيلة العيلة وكل ناس الشارع يبقى إنت في مصر .. ومن العشاء للسحور زحمة ولخمة ودوشة في الشوارع ودا رايح وده جاي وده بيشتري فول للسحور وده بيشتري زبادي وجبنة يبقى إنت في مصر .. والشوارع تفضل كده لغاية ما يجي المسحراتي الجميل بطبلتة ونغمتة الأجمل ونطلع نبص عليه من الشبابيك والبلكونات ونكّلمه وندّيله من اللي ربنا قسم بيه لينا يبقى إنت في مصر .. و يجي وقت السحور نصّحي اللي نايم عشان يتسحر واللي صاحي أهو صاحي ونتسحر ونشرب شاي مع بعض ونستني الفجر يدّن و لما يدّن نقوم نصليه في المسجد وده كله بيحصل عشان إنت في مصر .. ومن عشرين رمضان كل ست بيت مصرية أصيلة عسولة تقوم بعمايل الكحك والبسكوت والغريبة والبيتيفور يبقى إنت في مصر .. وقبل العيد بيوم تلاقي كل جارة جابتلك طبق كحك من اللي عملتوا عشان تدوقوا ويتسابقوا وكل واحدة تقلك عمايلي ولا عمايل جارتي ؟ قولي بقى أحسنلك ؟ يبقى إنت في مصر .. وأول يوم العيد قرض علينا وواجب علينا و كمان هي عادتنا وحضارتنا نعّيد في بلدنا على كل أهلنا الكبار الرموز المقامات يبقى إنت في مصر .. وكل واحد يوزع العيدية على أطفال العيلة يبقى إنت في مصر .. ومريم أم ست سنين والا سبعة مش فاكرة سنها بالظبط تقول فين عديتي إنت نسياني والا إيه يا عمتي ؟ أديها الفلوس وأقولها خدي ياختي عمتك كانت بتاخد ربع جنيه عدية يا مريومة .. تستغرب مريومة قوي وتتريق وتقولي ليه يا عمتوا هو حضرتك من عصر إيه ياعمتوا ؟ أقول لها من عصر حتشبسوت يا مريومة .. تقولي يعني إيه عصر حتشبسوت يا عمتوا ؟ ..ومن هنا بقى تبدأ الحكاية مع مريومة .. يا رب ما تقطع للمصريين الطيبيين عادة .. هي دي مصر الحضارة .. مصر يعني حب يعني لمة يعني ود يعني مودة يعني رحمة يعني ألفة .. يعني مسيحي بيعيد على مسلم ومسلم بيعيد على مسيحي .. يعني لازم نعيد على أهالينا رموزنا كبراتنا .. هي دي فيمنا مبادئنا ثوابتنا في مصر .. هي دي عاداتنا وحضارتنا في مصر .. فانوس رمضان والمسحراتي ومدفع رمضان الأثري لا يُمكن تلاقيهم إلا في مصر .. الله يخليكي يا مصر وتجمعينا دائما في محبتك .. كل عام وإنت طيبة يا مصر ..
-------------
د.شهيرة عبد الهادي
الأسكندرية
19 /7 /2012

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق