الثلاثاء، 7 أكتوبر 2014

( كلمتين بالبلدي) : هذا هو رقي الأخلاق والتفكير والفكر ..بقلم د.شهيرة عبد الهادي


(كلمتين يالبلدي): هذا هو رقي الأخلاق والتفكير والفكر
===============================
حقيقة كل ما أتمناه هو .. رقي التفكير والفكر والأخلاق .. عند الخلاف والاختلاف في الرأي .. لجميع أفراد شعبي الجميل.. شعب مصر ..خاصة ..وأن الميزة الوحيدة لمصر الآن ..والقوة الوحيدة لها الآن هي .. في كتلتها البشرية الهائلة والقابلة للازدياد .. أقول ذلك ..لأن ما يشغلني دائماً .. على الفيس وفي الحياة الواقعية هو " التمسك بقدر الإمكان بالأخلاق والرقي في الكلمة والرأي والفكر والتفكير" .. وما دفعني لكتابة ذلك الآن .. هو أنني كنت أشاهد بالصدفة اليوم الثلاثاء 8 / 10 / 2014 ..إعادة لقاء الدكتور أحمد زويل مع السيدة لميس الحديدي على قناة CBC.. لفت نظري رقي الرجل الأخلاقي الفكري في الموقف الآتي .. سألت المذيعة الدكتور زويل السؤال الآتي .." إنت اتقابلت مع كل الرؤساء قلي : إنطباعك عن كل رئيس .. فكان رده عندما ذكر الرئيس الأسبق مبارك هو : أنا أقول الرئيس مبارك ..وأن أول 10 سنوات في حكمه كانت رائعة.. وقام بعمل بنية تحتية في مصر.. حيث كانت البنية التحتية فيها صفر.. ثم عندما تحدث عن انطباعه عن الرئيس السابق الدكتور مرسي .. قال : كان حديثي معه أثناء مقابلتي له عن العلم لأنه أخذ الدكتوراة من أمريكا وقام بذكر الجامعة التي حصل منها الدكتور مرسي على الدكتوراة .. وهنا قاطعته المذيعة وقالت له باستهجان : بس انت بتقول عليه إنه عالِم ؟!.. فرد عليها الدكتور زويل .. وقال لها : نعم أنا قلت عليه أنه عالِم ..لأنه فعلاً عالم .. إلا أنه لم يكن صاحب القرار أثناء حكمه .. فقالت له المذيعة وهي مستاءة : عالِم إزاي يا دكتور زويل ؟! ..ممكن الدكتور زويل ينطبق عليه إنه عالم ..و ممكن الدكتور غنيم ينطبق عليه إنه عالم ..هي دي الناس اللي يتقال عليها عالِم لأنهم اخترعوا حاجات .. وتحت هذا الضغط من المذيعة قال الدكتور زويل .. يعني العالٍم دي كلمة فيها درجات .. وعندما استطرد في الحديث.. يبدوا أنه قد راجع نفسه فقال : أن الكلمة التي أنا قلتها وهي : أن العالِم دي فيها درجات ..دي كلمة مش مظبوطة .. فقالت المذيعة ماشي نقول عليه عالِم بس مُتخابر على مصر.. وهنا ابتسم الدكتور زويل على استحياء ..وقال : إن العلِم عِلم والسياسة حاجة تانية : وعندما سألته عن الرئيس السيسي قال أنه رجل اتخاز القرارات Action Man .. وعنده رؤية وواضح وفاهم وواعي للمشاكل في مصر وخاصة مشاكل التعليم .. ثم قال أن سبب مشاكل مصر هي 3 أشياء وهي 1- الإعلام 2-التعليم والبحث العلمي 3- عدم الانتاجية .. وذكر الإعلام رقم واحد وقال :أن كل الناس بتشتكي من الإعلام ومقابلتش حد إلا واشتكى من الإعلام .. وهذه المشاكل يجب القضاء عليها .. والقضاء على الروتين والبيروقراطية وتضييع الوقت في مصر .. لأنه يضيع وقت كثير جداً في مشوار واحد في مصر..لإنجاز شئ واحد من أجل مصر .. ويمكن أن يكون كمان بيضيع الوقت دون إنجاز هذا الشئ الواحد ".. وإلى هنا انتهى حديث الدكتور زويل مع المذيعة بالنسبة لهذه الجزئية الهامة من وجهة نظري ..والذي هو سبب كلمتي بالبلدي الآن ..لأن هذا هو ما أريده دائماً ..وما أنهج نهجه في كتاباتي لمقالاتي .. والتي للأسف أتعرض فيها أحيانا للشتائم والكلمات الجارحة من البعض ..الذي لا يريد الرقي في الخلاف والاختلاف في الرأي .. كما أته كثيراً وللأسف ..وأنا آسفة لذكر ذلك .. أحيانا لا يفهم كلماتي ..وإنما يريد الشتائم والسب والقذف فقط ..وذلك لأنه يتبع سياسة .. إما التأييد المطلق .. أو العداء المطلق .. وكلاهما خطأ بالطبع .. ولذلك ولا أنتهجه في كتاباتي .. إن مصر لن ترتقي إلا برقي شعبها خلقياً وفكرياً وفكراً ورأياً وعملاً وإنتاجاً وعلماً مع الاهتمام بالبحث العلمي والعلماء .. وإتاحة الفرصة للرأي والرأي الآخر .. فالذي جعل زويل يتحدث بهذا الفكر المحترم ..هو البيئة التي تابع فيها حياته ..في مجال البحث العلمي في أمريكا ..بعيداً عن مناخ الشللية والمؤامرات والأحقاد والكراهية .. وأخذ الدرجات العلمية بالواسطة والرشوة والمحسوبية والتملق والسخرة بل وعن طريق التفريط في أغلى ما يملك الإنسان ..وأيضاً عن طريق الأنانية والإيثار ومحو الآخر ومحاربته والخيانة السلوكية لكل من هو قريب لصاحب المصلحة في الحصول على هذه الدرجة .. والتي للأسف تسود مصر في كل المجالات ومنها مجال العلم والتعليم والبحث العلمي للأسف .. والمتتبع لما أذكره الآن من حديث زويل مع المذيعة يستنتج أن الهدف الأول والأوحد يجب أن يكون هو مصر ومصر فقط .. والإيمان بالعمل الجماعي من أجل مصر .. والإكمال على أعمال السابقين وعدم محو تاريخهم من أجل مصر .. يأتي من يأتي رئيساً لمصر .. كل رئيس له ما له وعليه ما عليه .. ولا نريد من رئيس مصر .. إلا رفعة مصر وحل مشكلات مصر .. وأرجوا أن تختفي ظاهرة التطرف الفكري .. والتطرف في الخلاف والاختلاف .. وأن يسود ثقافة احترام الرأي والرأي الآخر.. وأن تختفي ظاهرة الشتائم والسباب .. وفي نفس الوقت تختفي ظاهرة التطبيل وصناعة الفرعون في مصر .. ..
-----------------------------------
د.شهيرة عبد الهادي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق