من عبق الماضي
----------------
حبيت اعمل كيكة.. عشان اثبت لنفسي ان انا ست بيت يعني ههههه..قعدت افتكر في المقادير بتاعتها .. وانا باحاول افتكر .. قلت ما تروحي ع النت وتجيبي مقادير كيكة وتعمليها وخلاص .. رحت وجبت المقادير.. وانا باعملها .. كان يوم غريب ..المضرب طار مني وانا باضرب السمنة مع السكر .. والكبة بتاعة الخلاط وانا باطحن السكر .. سابت الجهاز وغضبت ومشيت وطارت في الهواء .. أه والله زي ما بقول كده.. واتلخبطت مني الكيكة وخسرت ورميتها .. وعملت واحدة جديدة و بردوو مسلمتش .. ما انا ست بيت شاطرة بقى ههههه.. وكان يوم كله لخبطة في لخبطة ..وهنا بقى افتكرت .. إن جدتي أو ستي أم ابويا .. أو تيتة أونينا أو نناه أو أنَّا أو تتاه أو توته أو تيتي.. بمفردات اليومين دول في زمن الحداثة .. كانت أمية لا تقرأ ولا تكتب .. لكنها .. كانت لما تحب تعمل لنا قرص .. ولا بنتسبانيا .. ولا فطير مشلتت ..ولا فطير درة باللبن الرايب و مخربش.. ولا أبوري بالبيض أو بالسمنة والسكر ..ولا أي حاجة .. كانت بتعمله بالبركة .. يعني ولا مقادير ولاحاجة .. أو تعاير الكمية بإيديها .. ولا كان عندها نت ولا نتيت ولا ناس بتنتت .. وكانت قبل ما تعمل أي حاجة لازم تصلي الأول .. وبعدين تقوم تعمل الحاجة دي ..فـ تدخل القاعة الجوانية في الدار.. والقاعة الجوانية دي كانت في الدور الأرضي من البيت جنب الشنشار.. وكانت منها للسلم اللي بيطلَّع للمقاعد اللي فوق في الدور التاني من الدار ..وكان بيبقى فيها كل خزين البيت .. الدقيق والرز والزيت والسمنة والبيض والسكر والشاي وووو .. و كانت ستي قبل ما تآخد الدقيق .. كانت بتقعد تتشاهد عليه .. وتقعد تقرأ عليه قرآن كريم .. فقد حفظت القرآن سماعي من جدي خريج الأزهر الشريف.. واللي كان بيحفظهولها كل يوم .. وكانت وهي بتعجن وتقَّرص القرص متخليش حد يشوفها .. وطول ما هي بتعجن في العجين وهي بتقرآ في القرآن .. وكانت القرص اللي بتعملها .. والله ما دقت حلاوة طعمها في أي حاجة كلتها لغاية النهاردة .. الله يرحمك يا ستي .. كانت البركة والقرآن الكريم .. وراء كل أكلة جميلة بتعمليها .. ستي الله يرحمها .. عمرها ما قطعت الصلاة .. حتى وهي في آخر أيامها ..عندما فقدت القدرة على التحكم في العمليات الفسيولوجية .. وكانت تنسى كل حاجة في الدنيا .. ما عدا.. الصلاة .. تقوم تصلي في ميعاد آذان كل صلاة ..وفقاً للساعة البيولوجية اللي جواها ..والله يرحمك يا جدي.. كان راجل طيب قوي والله.. كان حريص على أنه يحفظ ستي القرآن .. وحريص على أنه يخلينا نصلي .. كان لازم يصحينا نصلي الفجر.. ويجيب لينا الفول والطعمية من عند الخالة "صنصف" وهو ده اسمها "صنصف" .. إلى جانب قرص ستي المشهورة الصبح عشان نفطر.. ووقت صلاة الضحى كان يجيب لنا ترمس من تحت الريح ..من عند الخالة "سكر" أيوه هي اسمها سكر .. وتحت الريح في قريتنا .. كان زي الشانزليزيه كده يعني ههههه .. ولا خليها زي المنشية احسن .. بس كان في بلدنا الريفية الجميلة .. اللي بقت دلوقتي ولا ريفية ولا حاجة .. واحنا في اسكندرية اللي بقينا ريفيين ..والريف بقى بندري .. والدنيا اتلخبط حالها واتقلب موالها .. والبركة قلت .. والدين بقت الناس بـ تتاجر بيه .. بدلاً من أن تحتذيه ..
--------------------------
د.شهيرة عبد الهادي
----------------
حبيت اعمل كيكة.. عشان اثبت لنفسي ان انا ست بيت يعني ههههه..قعدت افتكر في المقادير بتاعتها .. وانا باحاول افتكر .. قلت ما تروحي ع النت وتجيبي مقادير كيكة وتعمليها وخلاص .. رحت وجبت المقادير.. وانا باعملها .. كان يوم غريب ..المضرب طار مني وانا باضرب السمنة مع السكر .. والكبة بتاعة الخلاط وانا باطحن السكر .. سابت الجهاز وغضبت ومشيت وطارت في الهواء .. أه والله زي ما بقول كده.. واتلخبطت مني الكيكة وخسرت ورميتها .. وعملت واحدة جديدة و بردوو مسلمتش .. ما انا ست بيت شاطرة بقى ههههه.. وكان يوم كله لخبطة في لخبطة ..وهنا بقى افتكرت .. إن جدتي أو ستي أم ابويا .. أو تيتة أونينا أو نناه أو أنَّا أو تتاه أو توته أو تيتي.. بمفردات اليومين دول في زمن الحداثة .. كانت أمية لا تقرأ ولا تكتب .. لكنها .. كانت لما تحب تعمل لنا قرص .. ولا بنتسبانيا .. ولا فطير مشلتت ..ولا فطير درة باللبن الرايب و مخربش.. ولا أبوري بالبيض أو بالسمنة والسكر ..ولا أي حاجة .. كانت بتعمله بالبركة .. يعني ولا مقادير ولاحاجة .. أو تعاير الكمية بإيديها .. ولا كان عندها نت ولا نتيت ولا ناس بتنتت .. وكانت قبل ما تعمل أي حاجة لازم تصلي الأول .. وبعدين تقوم تعمل الحاجة دي ..فـ تدخل القاعة الجوانية في الدار.. والقاعة الجوانية دي كانت في الدور الأرضي من البيت جنب الشنشار.. وكانت منها للسلم اللي بيطلَّع للمقاعد اللي فوق في الدور التاني من الدار ..وكان بيبقى فيها كل خزين البيت .. الدقيق والرز والزيت والسمنة والبيض والسكر والشاي وووو .. و كانت ستي قبل ما تآخد الدقيق .. كانت بتقعد تتشاهد عليه .. وتقعد تقرأ عليه قرآن كريم .. فقد حفظت القرآن سماعي من جدي خريج الأزهر الشريف.. واللي كان بيحفظهولها كل يوم .. وكانت وهي بتعجن وتقَّرص القرص متخليش حد يشوفها .. وطول ما هي بتعجن في العجين وهي بتقرآ في القرآن .. وكانت القرص اللي بتعملها .. والله ما دقت حلاوة طعمها في أي حاجة كلتها لغاية النهاردة .. الله يرحمك يا ستي .. كانت البركة والقرآن الكريم .. وراء كل أكلة جميلة بتعمليها .. ستي الله يرحمها .. عمرها ما قطعت الصلاة .. حتى وهي في آخر أيامها ..عندما فقدت القدرة على التحكم في العمليات الفسيولوجية .. وكانت تنسى كل حاجة في الدنيا .. ما عدا.. الصلاة .. تقوم تصلي في ميعاد آذان كل صلاة ..وفقاً للساعة البيولوجية اللي جواها ..والله يرحمك يا جدي.. كان راجل طيب قوي والله.. كان حريص على أنه يحفظ ستي القرآن .. وحريص على أنه يخلينا نصلي .. كان لازم يصحينا نصلي الفجر.. ويجيب لينا الفول والطعمية من عند الخالة "صنصف" وهو ده اسمها "صنصف" .. إلى جانب قرص ستي المشهورة الصبح عشان نفطر.. ووقت صلاة الضحى كان يجيب لنا ترمس من تحت الريح ..من عند الخالة "سكر" أيوه هي اسمها سكر .. وتحت الريح في قريتنا .. كان زي الشانزليزيه كده يعني ههههه .. ولا خليها زي المنشية احسن .. بس كان في بلدنا الريفية الجميلة .. اللي بقت دلوقتي ولا ريفية ولا حاجة .. واحنا في اسكندرية اللي بقينا ريفيين ..والريف بقى بندري .. والدنيا اتلخبط حالها واتقلب موالها .. والبركة قلت .. والدين بقت الناس بـ تتاجر بيه .. بدلاً من أن تحتذيه ..
--------------------------
د.شهيرة عبد الهادي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق