شهدت محافظة الوادي الجديد في يوم السبت 19 / 7 / 2014 مـ الموافق 21 رمضان 1435هـ .. حادث الاعتداء الآثم على نقطة الكيلو 100 حرس الحدود بواحة الفرافرة .. حادث استهدف رجال حرس الحدود .. قبل موعد الإفطار مباشرة ..وكأنها أصبحت عادة في كل رمضان من كل عام .. وقد أسفر الحادث عن استشهاد عدد 22 ظابط وجندي من قوات حرس الحدود المصرية في شهر رمضان الكريم وهناك من يقول أن العدد وصل إلى 31 والله أعلم .. وكالعادة سيتم تشييع الجثامين في بلاد الشهداء المختلفة بمصر .. وسيتم تصويرها في الفضائيات.. ثم يصورون رئيس الجمهورية وهو يُعزي أهالي الشهداء .. ويصورون أمهات الشهداء.. وهم يصوتون وينتحبون ويولولون .. ويموتون من الحزن على فلذات أكبادهم .. ثم يتم الإعلان عن التعويضات لكل أسرة شهيد.. ثم يتم وضع الشريط الأسود على الفضائيات .. ثم يتم الإعلان عن الحداد لمدة 3 أيام .. .وقد يكون هذا كله جيد وواجب ولا اعتراض عليه .. لكن الاعتراض هو .. أن .. ينتهي الأمر عند هذا الحد .. ثم تبدأ الجرائد والمجلات تكتب .. وهذا ينسبها لحماس .. وذلك ينسبها لأنصار بيت المقدس .. وتلك تنسبها لأنصار الشريعة .. وهناك من ينسبها لجماعة الحبَّار ..دون التأكد ممن فعلها .. ودون دراسة السلبيات التي نعاني منها نحن كبلد بصفة عامة ..والتي تؤدي إلى الانكواء بنار مثل تلك الحوادث .. وأيضاً الاعتراض .. هو .. أن .. لا نعرف من فعلها كما لم نعرف من فعل سابقاتها ..ثم ننتظر شهداء حرس حدود جدد في شهر رمضان القادم .. ثم يبدأ السطحيين والمُغرضين الشامتين يتناقشون في قضايا فرعية بعيدة عن الحادث تماماً .. مثل .. هل المسيحي الذي مات شهيداً أم غير شهيد .. لإلهاء الناس .. ويتناسون أن ما يحدث لجنود مصر الغلابة البواسل هونتيجة الإهمال .. نعم .. نتيجة الإهمال الشديد .. تقول الأخبار.. أنه قد تم الهجوم على نفس هذه النقطة الحدودية .. منذ شهرين ماضيين .. وتم استشهاد عدد 6: ظابط وخمسة جنود من نفس الكتيبة .. كما تقول الأخبار.. أنه قد تم سرقة سيارة من سيارات حرس الحدود .. أي سيارة من سيارات الجيش المصري .. بنفس هذه النقطة الحدودية 4 عند الكيلو 100منذ شهرين تقريباً .. وقد تم استخدام تلك السيارة من ضمن السيارات التي استخدمت في هذا الهجوم اليوم 19 / 7 .. وتم استخدامها في السير فوق رؤوس الجنود المصريين الشهداء.... هل يُعقل ذلك .. لماذا لم يتم تتبع سارقي هذه العربة وقت حدوث السرقة .. حتى يمكن التعرف على هذا المخطط الإجرامي ومنفذيه قبل وقوعه .. وتفادي ما حدث اليوم .. أين أجهزة الدولة من مخابرات عامة ومخابرات حربية .. والمُحزن أن حوادث قتل جنود حرس الحدود .. تتم بنفس الطريقة وبنفس الآلية .. التي حدثت لجنود حرس الحدود في رمضان الماضي برفح .. يوم الجمعة 17 رمضان 1434هـ.. نعم .. نعلم أن الإرهاب وخاصة من يقوم بتفجير نفسه .. هو من أشد أنواع الإرهاب مكراً وخبثاً وهناك من يُساعده من أبناء مصر الخارجين عليها في الداخل .. ومن الصعب السيطرة عليه .. لكن الملفت للنظر .. أن كل الحوادث يتم تنفيذها بنفس الطريقة وبنفس الألية .. وقبل الإفطار وفي رمضان .. إذن هناك إهمال ..نعم .. هناك إهمال وخلل ما .. يجب تداركه .. ويجب معرفة مواطنه .. وإذا كان هناك اختراق .. لقوات حرس الحدود .. فيجب معرفته .. والسيطرة عليه .. هذا الإهمال .. إهمال جسيم .. لابد وأن يُحاسب عليه كل مسؤول .. عن مصر .. عن جيش مصر ..عن حرس حدود مصر .. عن أولاد مصر .. عن أهل مصر ..عن شعب مصر ..هل سيصبح هذا تقليداً ..أن يموت لنا في شهر رمضان من كل عام جنود حرس الحدود المصري ..وقت الإفطار أوقبله بقليل .. وبنفس الطريقة وبنفس الآلية .. ما هذا ؟ .. ألستم تتحدثون ليل نهار عن أن مصر في حرب مع الإرهاب ؟ .. إذا أنتم تعلمون أن الحدود مستهدفة .. من " الإرهاب وتجار السلاح والمهربين " وأكثر من ذلك .. إذن فهي ليست معلومات جديدة أو مُفاجئة .. ألستم تعلمون أن جيش مصر مُستهدف .. نعم جيش مصر مُستهدف .. فلماذا لا تقومون بعمل الحماية اللازمة لحدود مصر.. مع العلم بأن الصور المنشورة لنقطة حماية الحدود في الفرافرة .. تشير إلى أنها .. مجرد مكان مهجور ليس به مقومات التأمين الكافية .. لا من حيث المباني ..ولا من حيث التسليح ..ويقطن بها مجموعة من العساكر الغلابة .. واضح أنه يوجد خلل .. ربما في النظام العام .. ربما في طريقة عمل أجهزة الدولة المختلفة ..بصفة عامة ..ربما في الاستعدادات.. ربما في الإعداد القتالي للجندي المصري البسيط العادي .. مع معرفتنا التامة ..بأن هناك فرق من الجيش المصري " وحوش" بكل ما تحمله هذه الكلمة من معانٍ .. وربما الخلل في تسليح الجندي المصري على الحدود .. هل يُعقل أن يُضرب جنود الحرس الحدودي بمعدات ثقيلة " أر بي جي" وباستخدام عربيات دفع رباعي .. كيف دخلت هذه الأسلحة إلى مصر .. ثم ما معنى أن يُضرب مخزن السلاح بهذه السهولة .. إنه مخزن سلاح .. يعني لابد وأن يكون مؤمن تأميناً كاملاً .. ثم ما معنى أن يأتي الإمداد.. للجنود بعد الحادث بساعة .. واضح أن هناك خلل ما .. ولابد من علاجه .. هل يعقل أنه في كل رمضان يحدث هذا .. قتل لجنودنا .. وهم في عمر الشباب والفتوة .. ومع حزن أهاليهم الشرفاء .. إلا أنهم يقولون : كلنا مستعدون للتجنيد .. في الجيش المصري ..والاستشهاد من أجل مصر.. ألا تجعلكم مثل هذه الكلمات لأهالي الشهداء .. تستعدون الاستعداد الكامل لوقف هذا الاستنزاف لجيش مصر .. إن القوات المسلحة المصرية هي رمز الشرف ورمز الكرامة لمصر .. وأنتم تعلمون أنها مستهدفة .. هل سيستمر الوضع هكذا .. لا استعدادات على الحدود.. لا خطوات استباقية على الحدود ..عدم قدرة على اكتشاف العملية قبل حدوثها وإحباطها .. ويظل الموقف هو موقف سياسة رد الفعل ..وإعلان حالة الطوارئ على الحدود وتمشيط الحدود .. بعد وقوع الحادث واستشهاد من استشهد.. طيب ما هو بالعقل هذا العدو سيستكين ويختفي .. إلى أن تزول هذه الاستعدادات الحالية ..ثم يعود مرة آخرى..بعد أن تكون كل الأمور قد هدأت والكل نام ثانية .. ثم أنتم تعلمون ..أن مثل هذه الجماعات تقوم على أساس الأعمال الانتحارية.. و هذه هي عقيدتهم .. ويساعدهم في ذلك بعض من أبناء مصر العاقين الجاحدين .. إذاً ..فلابد وأن تقاوم هذه الفئة الباغية .. بعقيدة أشد وطأة وجرأة من عقيدتهم .. أفيقوا قبل أن تحدث كوارث كبري.. والكلام واضح ..الكارثة الكبرى.. هي إجهاض الجيش المصري كله والسيطرة عليه .. عن طريق كل منفذ له .. العدو شرس .. لا يُحب مصر.. ولا يُحب جيش مصر.. ولا يُحب شرطة مصر.. ولا يُحب قضاء مصر.. ولا يُحب أي مؤسسة في مصر .. طهروا .. كل مؤسسات مصر من الإهمال والفساد والاختراق ..
-----------------------------
د.شهيرة عبد الهادي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق