الخميس، 26 ديسمبر 2013

مقال سابق لي .. وتاهت لحظة عبور 25 يناير ............ بقلم د.شهيرة عبد الهادي

وتاهت لحظة عبور 25 يناير 2011 م وسط الصراعات و الأطماع الشخصية
---------------------
أول أمس كان هناك اجتماعاً بين سعادة الدكتور الكتاتني رئيس الحزب الحاكم " حزب الحرية والعدالة " الزراع السياسي للإخوان المسلمين ..و كل من سعادة الدكتور البرادعي وسعادة الدكتور البدوي " رموز جبهة الإنقاذ الوطني " !! .. ذكر الدكتور الكتاتني أنه " لم تتم مناقشة مبادرة حزب النور في هذا الاجتماع " .. واليوم .. وضوح أكثر للتوتر الحادث بين حزب النور .. وحزب الحرية والعدالة والإخوان المسلمين .. بصفة عامة .. وبين حزب النور و مؤسسة الرئاسة و على رأسها سعادة رئيس الجمهورية .. بصفة خاصة .. قرار من سعادة الدكتور مرسي رئيس الجمهورية بإقالة الدكتور خالد علم الدين مستشار رئيس الجمهورية لشؤون البيئة بسبب سوء استغلاله لسلطات منصبه الحساس .. يعقد الدكتور خالد مؤتمراً يشرح فيه موقفه .. يبكي في المؤتمر .. لشعوره بظلم قد وقع عليه وقسوة اتهامه في عرضه كرجل مسؤول " على حد قوله " .. يحاول الدفاع عن نفسه .. يقول الدكتور خالد علم الدين على إحدى القنوات الفضائية لسعادة رئيس الجمهورية " إتق الله يا دكتور مرسي واخرج واعتذر لي " .. ويصف ما حدث له بأنه " غدر وخيانة " .. وأحياناً أخرى يصف بعض التصرفات التي حدثت معه بـ " الوضاعة ".. ثم يشكوا من أنه كان لا يستطيع مقابلة رئيس الجمهورية مُنذ ثلاثة أشهر .. بالرغم من أنه مستشاره لشؤون البيئة .. وأنه كان لا يسكن قصر الاتحادية.. وأنه قد كان لهذا القصر صفوته الذين يسكنونه من المستشارين الآخرين !!.. ينصح الدكتور خالد علم الدين سعادة الدكتور مرسي والإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة "على قناة آخرى " بعدم السعي الحثيث " لأخونة الدولة " ويحذرهم من عواقب هذه الأخونة الوخيمة .. يتحدث الدكتور خالد علم الدين الذي ينتمي لحزب النور وكأنه "ليبرالي ثوري حر" !! .. ويطالبهم بإعلاء مصلحة الوطن على مصالحهم الحزبية والشخصية الضيقة .. ثم يُطالب جماعة الإخوان المسلمين بتوفيق أوضاعها .. وأنه يجب ألا يحكم الإخوان المسلمين وحدهم البلاد والعباد .. ثم يعود ويقول " ميغركش الخلافات اللي بين حزب النور وحزب الحرية والعدالة " فإن " الروابط بينهما قوية والمرجعية لهما واحدة هي المرجعية الإسلامية " .. هذه هي الحال السياسية الآن في مصر .. صراعات وصراعات وصراعات على المنصب والكرسي .. صراعات تتبادل الأدوار على جثث شعب يعاني من حالة اكتئاب عام وطني مما وصلت إليه الأمور الداخلية في مصر .. الآن .. تذكرت دموع أمهات الشهداء التي لم تجف بعد .. والتي مما لاشك أنها أغلى دموع لأنها تُذرف على من ضحى بنفسه لكي تعيش مصر ..ويعيش كل من يتصارعون على حكمها في هذه الآونة .. هذه الدموع لم تجف بعد لسبب معروف وهو عدم حصول هؤلاء الشهداء الشرفاء على حقوقهم حتى الآن .. هؤلاء الشباب الأطهار الأنقياء الذين يتصفون بالبراءة .. والذين خرجوا من أجل الله والوطن فقط يوم 25 يناير 2011م .. لا يريدون كرسياً في البرلمان ولا رئاسة للميدان ولا وظيفة مستشار في الديوان .. و بالطبع فإنهم لم يأخذوا شيئاً لأنه ببساطة شديدة قد تم تنحيتهم تماماً من المشهد كله مع تنحية مبارك يوم 11 فبراير 2011 م ..تذكرت البنت التي تم سحلها في الميدان " ست البنات ".. تذكرت أحداث : البالون وماسبيرو ومجلس الوزراء ومحمد محمود واحد ومحمد محمود إثنين والعباسية وبورسعيد واحد وبورسعيد إثنين .. تذكرت سحل حمادة صابر " برغم كل ما قيل عنه " .. تذكرت كل أحداث السنتين الماضيتين .. تذكرت القانون المُغفل الذي كنا نحلم بتفعيله وأن تصبح مصر دولة القانون .. تذكرت أهداف الثورة ( عيش ، حرية ،عدالة اجتماعية ، كرامة إنسانية ).. وقلت هل ستتحق تلك الأهداف مع هذا المشهد السياسي التصارعي الغريب العجيب ؟؟!!.. كما تذكرت كلمات الأبنودي .. ومصر شايفة وعارفة وبتصبر .. لكنها في لحظة زمن تعبر .. فـ متى تأتي هذه اللحظة بعد أن تاهت لحظة عبور 25 يناير 2011م وسط الصراعات والأطماع الشخصية .. وإلى أن تأتي هذه اللحظة .. لا تعليق .. سوى .. الصمت الحزين ..
----------------------
د.شهيرة عبد الهادي
19 /2 /2013مـ
الإسكندرية
مصر الحبيبة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق