يا مُثبت العقل والدين .. في بلد بعدم الشفافية تدين .............. بقلم د.شهيرة عبد الهادي
بعد الأحداث التي تتوالى تترا في بلدي الحبيب مصر .. توصلت لعدة نقاط .. أولاً: أن أطلب من الله أن يُثبت عقلي وديني.. نعم يُثبت عقلي و يهديه ويبصره بحقائق الأمور.. ويجعلني أن أتمسك بروح وجوهر ديني على قدر الطاقة ..في ضوء الكثير من الحلقات المفقودة التي أستشعرها.. إذا كان ما يحدث فعلاً هو نوع من أنواع ردود الأفعال للتحول الديموقراطي في البلاد وإن كنت غير واثقة من ذلك ..ولعلي لا أتوهم .. ثانياً وقبل أن أتحدث وحتى لا يقول البعض بأنني أصبحت إخوانية فاتجاهاتي معروفة لدى الجميع من زمن وأزمان فاتت فـ لم ولن أكن في يوم من الأيام من الإخوان ..ولكن هذا لا يمنعني من قول :أن الإخوان هم الفئة الوحيدة حتى الآن المتسقة مع نفسها على رأي واحد واضح محدد وإن اعتبرت ذلك وجهة النظر الآخرى المعارضة لهم ضلال .. ثالثاً: أن فكر الثقافة وثقافة الفكر البيئية المنشأهي التي تسيطر على المنظومة الحوكمية خلال فترات الحكم السابقة من بداية السبعينيات مرورا بسنة حكم الإخوان وحتى فترة الحكم الانتقالية الآن .. أما الإبداع أوالموهبة أو التفوق السياسي والكاريزمي الفطري لشخصية مثل شخصية جمال عبد الناصر فقد خلقها الله سبحانه وتعالى في شخصيتة ثم بلورتها الجغرافيا السياسية والاقتصادية البيئية الزمانية المكانية لمصر آنذاك .. ويبدوا أننا من الشعوب المنكوبة - من أفعال أنفسنا - فلم نهنأ بمثل هذه الشخصية وقد كان لها ما لها وعليها ما عليها إلا أنه كان نصيراً للفقراء ..حاول الكثير في الأزمنة السابقة استنساخ شخصية جمال عبد الناصر وعندما وجودوا أنفسهم صغاراً بجوارها غير قادرين على استنساخها قاموا باستنساخها سلبياً ..هناك من حاربها وهناك من تاجر باسمها وهناك من تسلقها .. لماذا لا يعترف هؤلاء من يريدون استنساخ شخصية جمال عبد الناصر أن الاستنساخ هندسياً من الممكن أن يكون في الشكل وليس المضمون وفي بعض الوظائف الحيوية الفسيولوجية العضوية .. لكن العمر الافتراضي للمُستنسَخ لا يساوي العمر الافتراضي للمُستنسخ منه ..ودائماً أبداً تبقى لقدرة الله جل جلاله خصوصيتها الإلوهية التي تغرسها في الشخصية الأم التي هيئتها لدورها طبقاً لنيتها ..والتي تكون صعبة أو عديمة أو عصية على الاستنساخ .. ومع عدم الاعتراف بذلك تجد أن المنظومة الحوكمية تعمل على مر الفترات السابقة بفكر واحد بمنهاج واحد وكأنها تسير على قضبان حديدية أو مدق في قرية .. قوانينها دائماً أبداً تصنع لتخدم المنظومة والسلاطين ولا تخدم صالح المواطنين المطحونين المظلومين .. تطبق عليهم فقط.. أما على ناهبيهم سارقيهم مستغليهم فتجعلهم من تطبيقها محظورين ..وتمنح لهم البراءة عطايا وهم سبب قتلى الميادين .. وتجعل الصراحة والوضوح والشفافية دائماً أبداً غائبين .. عقلي يقول لنفسي ربما أنتٍ التي لاتفهمين .. ونفسي تقول لعقلي ربما أنتَ الذي لما بين السطور غير قادر على التدشين .. ولذلك أنا أقول : يا مُثبت العقل والدين في بلد بعدم الشفافية تدين .. وأدعوك يا رب أن تحمي مصر من أبنائها في الداخل قبل أعدائها من الخارج .. بنحبك وسنظل نحبك يا مصر..
-----------
د.شهيرة عبد الهادي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق