لا أدري ماذا أقول : وفي البداية أعتذر عما سأقوله : لكنه هو الواقع في بلدي .. لا أدري لماذا نحن المصريون نحارب بعضنا البعض على جميع المستويات وفي جميع المؤسسات ..لا أدري لماذا لا يحب المصري الخير لأخيه المصري ..لماذا يريد المصري أن يحقق مصالحه هو "الشخصية" على حساب مصالح أخيه المصري وإذا تعارضت مصالحه مع مصالح أخيه إستغل للأسف كل سلطاته ونفوذه في القضاء على مصالح أخيه .. لماذا يحارب المصري نجاح أخيه المصري في أي مكان وأي زمان ويطرده من بلده فإذا نجح بالخارج في بيئة الخارج يتباهى به لكن لا يسمح له بالنجاح في الداخل في بيئة الداخل .. لماذا لا يتمنى المصري الخير لأخيه المصري .. بل بالعكس إذا وجد له خيراً فيعمل بكل الطرق لأخذ هذا الخير منه ..وإذا فشل في ذلك فيلجأ إلى كل الطرق الممكنة التي تنكد عليه نكد ما بعده نكد حتى لا يهنأ بهذا الخير .. بينما المصري تجده مع غير المصري من الجنسيات الآخري العربية منها وغير العربية يقيم العلاقات والصداقات ويعززها ويحافظ عليها!!! .. هذا واقع ملموس ألمسه يومياً في مجال العمل وفي مجال السكن وفي مجال الشارع وفي كل مؤسسة أذهب إليها .. وقد أكدته خبرة طويلة رأيتها بعينيَّ شاهدتها عشتها لمستها خبرتها بنفسي عندما كنت أعمل في إحدى الجامعات بالسعودية أثناء فترة إعارتي .. كانت كل المشكلات والخلافات والمشاكل تأتي من المصريين ضد المصريين .. هم من يحاربون بعضهم البعض في الخارج .. هم من يبلِغون عن بعض البعض في الخارج .. هم من يريدون إلغاء عقود بعضهم البعض في الخارج .. هم من يتملقون أصحاب العمل في تلك البلد على حساب أبناء وطنهم الأم مصر ..و هم من يحاربون بعضهم البعض و يحسدون بعضهم البعض ويحقدون على بعضهم البعض ويكرهون بعضهم البعض .. وإذا اقترب أحدهم من الآخر يكون لغرض وهو إيذائه .. وعلى العكس كانت معظم الجاليات الآخرى سواء من البلدان العربية الآخرى أو الآجنبية منها .. فقد كانوا أكثرتماسكاً وحباً لبعضهم البعض وتعاوناً مع بعضهم البعض .. يحتوون أبناء جاليتهم عندما يأتون لأول مرة للعمل يوفرون لهم السكن والمأكل والمشرب والحضن الاجتماعي الدافئ في الغربة إلى أن تستقر أوضاعهم ويأمنوا على أنفسهم وأسرهم : أما المصريين فلا ولا وألف لا .. وبدون تجني عليهم ..ومن واقع خبرتي لا يحتوون من يأتي جديداً عليهم من المصريين أشقائهم ..كما أنهم لا يقفون مع شقيقهم المصري إذا كان في ورطة وكل منهم يقول نفسي نفسي ..وإذا خدم المصري شقيقه المصري فلابد وأن يأخذ منه مقابل لهذه الخدمة ..حقيقة أنا آسفة لقولي لمثل هذه الكلمات - ولا يزايد أحد على وطنيتي وحبي لبلدي ولشعبي ولكن هذا هو الواقع المرير الذي أتمنى أن يختفي من سلوكياتنا - نعم هو الواقع المرير : وللعلم فإن هذا السلوك ليس وليد ثورة 25 يناير 2011 وليس وليد حكم سنة الإخوان الوحيدة ..قبل أن يقال ذلك التبرير من البعض .. وإنما هذا السلوك يحدث من قبل ذلك بسنوات وسنوات وسنوات للأسف : هل سيأتي يوم وتختفي مثل هذه السلوكيات غير المرغوب فيها بين البشرالمصريين الذين هم من بين بني آدم ..الذين هم من رحم واحدة هي رحم حواء ..هذا السلوك غير المرغوب فيه في أي دين وأي رسالة سماوية وحتى في أي دولة ليس لها دين وإنما تدين بدين الإنسانية فقط .. حقيقة لا أدري ؟ للأسف لا أدري ما أسباب هذه السلوكيات غير الجيدة لأبناء بلدي الحبيب مصر ؟.. فهل من مجيب ؟.. وحقيقة أنا آسفة لمثل هذه السلوكيات بين أبناء بلدي العريق ..
------------
د.شهيرة عبد الهادي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق