25 October 2013 at 22:21
يقوم
الكاتب فى هذا الكتاب حوار مع صديقى الملحد بإستعراض الدافع الذى جعله
يتحمس ويبدأ فى كتابة هذا الكتاب وهو أن الكثيرين قد أنبهروا وسيطر عليهم
الفكر المادى الصرف نتيجة للتطور الهائل فى العلوم والتكنولوجيا وتطبيقاتها
المختلفة فى العديد من المجالات حتى صار الإنسان فى عصرنا الحديث كالألة
الجامدة يدور ويتحرك فى الحياة بدون حس ولا إدراك ولا وعى فى منظومة جامدة
لاقلب لها ولا رحمة وانغمس الكثيرون من البشر فى شهواتهم وغياتهم والبحث عن
ملذاتهم الدنيوية منكرين لوجود الإله الخالق لهذا الكون وذلك نتيجة لسيطرة
الفكر المادى على واقع الحياة من وجهة نظرهم وعلى الرغم من الإكتشافات
المتتالية يوما بعد يوم التى يخرج بها العلماء والتى تقدم أدلة جديدة على
وجود الخالق وبديع صنعه فى الكون كله من حولنا وحتى بداخلنا نحن أنفسنا إلا
أن الكثيرين مازالوا بعيدين عن طريق الله.ثم يتدرج المؤلف عبر الكتاب فى أبوابه الثمانية عشرة ليستعرض العديد من أقوال وأفكار الملحدين ويتناول فى كل باب فكرة أو مقولة يرددها الملحد المنكر لوجود الله ويقوم بالرد عليه بطريقة منطقية وبسيطة وسهلة الإقناع لمن أراد أن يعمل عقله ويتفكر بصدق فى وجود الخالق
ففى الباب الأول والذى أعطاه الدكتور مصطفى محمود مؤلف الكتاب رحمه الله عنوانا وهو لم يلد ولم يولد فيناقش السؤال الأزلى والذى لايفتأ الملحدون والمنكرون لوجود الله الخالق لهذا الكون من ترديده وهو من خلق الخالق ويقوم الكاتب بالرد عليهم بطريقة سلسة ومتدرجة ومستشهدا بأقوال العديد من الفلاسفة والمفكرين الذين يعدهم الملحدون مراجع لهم فى أقوالهم أمثال عمانويل كانت وأرسطو ثم يعطى أمثلة منطقية تعطى الحجة والدليل على ضرورة عدم وجود أكثر من إله واحد وأنه خالق واحد لجميع المخلوقات ثم يحاور صديقه الملحد فى صفات الربوبية التى يعترض عليها الملحد ويبين كيف كانت ستصبح الأحوال لو كان الرب كما أراد الملحد
ثم ينتقل الكاتب فى الباب الثانى والذى عنونه بأن إذا كان الله قدر على أفعالى فلماذا يحاسبنى وفى هذا الباب يتناقش مع صديقة الملحد حول موضوع قديم جديد أى أنه على الرغم من قدمه إلا أنه دائم التردد على أفواه الملاحدة مع كل يوم جديد وهذا الموضوع هو الجبر والإختيار أو بقول أخر هل الإنسان مسير أم مخير وإذا كان مسيرا فلماذا الحساب مادام كل شئ يجرى بقدر قدره الله على خلقه ويجيبه الكاتب لتوضيح ماهو القدر وكيف التبس الأمر على صديقه الملحد وضاق عقله عن أن يستوعب الأمر على حقيقته ولم يفهمه بالطريقة الصحيحة ويسوق لصديقه للدلالة على كلامه العديد من الأمثلة التى توضح الأمر بطريقة سهلة يمكن للعقل أن يستوعبها أن كل إنسان حر فى الإختيار وأن الله بسابق علمه وبمعرفته يعلم ماسيكون من حر إختيارنا فقدر الأحداث فى مسار إختياراتنا الحرة التى سنختارها نحن ولم نجبر عليها وفقا لعلم الله سبحانه وتعالى الذى يعلم ماكان وماهو كائن وماسيكون ثم يوضح الكاتب جانبا مما تركه الله لنا لنتصرف فيه بإختيارنا الحر وماحجبه عن تدخلنا فى إختياره لحمايتنا من سوء التقدير والإختيار فى الأشياء الجوهرية التى تحكم حياتنا والتى قد تدمرنا لو تركت لنتحكم بها ثم يتناول الكاتب بعضا من الأقوال والنظريات الإجتماعية التى تتحدث عن التسيير والتخيير بين البشر وصراع الطبقات والحياة المادية وكيف تحول البشر بفعل تلك النظريات المادية إلى تروس تدور داخل الة المجتمع المادى الذى يحيونه وكيف يبرر الماديون حركة الفرد المقهورة والمجبرة والمقيدة كنتيجة لحكم البيئة والمجتمع والظروف وينكرونها على الله سبحانه وتعالى
وفى الباب الثالث والذى اتخذ له المؤلف عنوانا لماذا خلق الله البشر وهذا السؤال الذى يستغرق الكثيرون من المجادلين من الملاحدة فى ترديده كثيرا لعدم استيعابهم لفكرة أن هناك حياة أخرى دائمة قادمة وأن حياتنا مهما طالت فى تلك الدنيا فهى حتما إلى زوال وأنها فترة تدريب وإمتحان وإبتلاء لفرز نوعيات البشر من بعضها البعض ليكون ذوى القلوب الطاهرة فى جانب وذوى القلوب الخبيثة فى الجانب الأخروليكون برهانا وحجة ليعرف من دخل الجنة لماذا استحقها بنعيمها وليعرف من دخل النار لماذا وجبت له بعذابها
ثم ينتقل الكاتب فى الباب الرابع ليرد على من يسأل وماذنب الذى لم يصله القرآن ويسوق العديد من الأدلة والبراهين التى تثبت وصول الدعوة والإشارة والتنبية والإنذار لكل إنسان مهما كان موقعة أو زمانه وأن العيب يكون دائما فى متلقى الدعوة والإنذار وليس فى التنبيه والإنذارأو الإشارة التى فشل المتلقى فى فهمها بالطريقة الصحيحة فهى إما أن تزيده إيمانا وتقربا إلى الله أو أن يعميه شيطانه فيهملها ويزداد إنحيازا لشهواته ودنياه فتكون تلك الإشارة حجة عليه يوم القيامة ثم يستدل الكاتب رحمه الله بماوجد فى العديد من الحضارات والأمم السابقة على وجود رسالات سماوية وأن هناك رسلا وأنبياء جاءوا إلى تلك الأمم والحضارات السابقة
أما فى الباب الخامس والمعنون بالجنة والنار فيتناول الكاتب فيه مادار بينه وبين صديقه الملحد حول موضوع الثواب والعقاب وماهو العذاب الذى ينتظر المذنبين فى النار ولماذا يعذب المذنب على ذنب محدود بعذاب دائم لا محدود ويوضح الكاتب قيمة وصورة العدل فى هذا الحكم على المذنبين ثم يسوق بعضا من التوضيح عن النار والعذاب المتوقع لأصحاب الجحيم وهل هو حقيقة أم خيال ثم يتحول للحديث عن الجنة ونعيمها الذى ينتظر أهل الجنة من الصالحين
أما فى الباب السادس فيتطرق الكاتب إلى حديث شديد الحدة والجدية حول المرأة وأسماه حكاية الإسلام مع المرأة وفيه يقوم صيق الكاتب الملحد بالتهكم والتحدى بإلصاق تهما باطلة بالإسلام بخصوص المرأة والتى يرددها الغرب ليل نهار ويقوم الكاتب بدحض كلماته بإستعراض للحقائق والبراهين التى تثبت أن الإسلام على عكس المفهوم الغربى قد قام بتصحيح الكثير من أوضاع المرأة ورفع عنها المظالم التى كانت تتعرض لها فى الديانات والأمم السابقة ورد لها الكثير من حقوقها التى سلبت منها قبل الإسلام كما يستعرض الكاتب الحكمة من تعدد الأزواج فى التشريع الإسلامى وفائدته على المجتمع ثم يناقش موضوع حق الطلاق فى الإسلام وماهو المقصود بالضرب والهجر فى المضاجع وماهى حدود استخدام تلك الحقوق ومتى تطبق ثم ينتقل للحديث عن موضوع الرقيق وماملكت أيمانكم فى الإسلام والتى يرددها الغربيون ويوضح كيف أن الإسلام قضى على موضوع الرق ومقارنة ذلك بماكان قبل الإسلام وبعد ذلك يتكلم الكاتب عن موضوع القوامة للرجل على المرأة ثم يوضح الدور المنتظر من المرأة فى المجتمع الإسلامى
وفى الباب السابع ينطلق الدكتور مصطفى محمود ليرد على مروجى مقولة أن الدين أفيون الشعوب من الماديين والملحدين مستعرضا هذا الخطأ فى الفهم لصحيح الدين ويوضح أن الإسلام فى حقيقته دين عمل وكفاح يدعو الإنسان للعلم والعمل والجد والإجتهاد ويستدل على كلامه بأوامر الله سبحانه وتعالى لنا على العمل والعلم كما جاء فى القرآن الكريم وسنة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ويوضح بلغة سهلة وبسيطة المراد من الإنسان فى عمارة الأرض وكيف يكون الإنسان خليفة لله فى الأرض وأن الإنسان مثاب على العلم والعمل والجد وكيف أن الإسلام شجع على بناء المجتمع بطريقة تكامل إمكانيات أفراده من قوى عاملة ورؤوس أموال وكيف نظم الإسلام ذلك التعاون المجتمعى ثم ينتقل الكاتب لمناقشة موضوع التفاوت فى الرزق من شخص لأخر وكيف يكون هذا التفاوت سببا فى نمو الحياة وإزدهارها مع عدم التعارض مع مبدأ المساواة فى الحقوق والواجبات ثم يدلف الكاتب إلى زاوية أخرى للرد على تهمة الرجعية التى يحاول الغرب والملحدون خاصة إلصاقها بالإسلام فيوضح كيف تفوق الإسلام على أعلى النظم الإجتماعية فى تحقيق العدل والنظام الإجتماعى العادل وصيانة الكرامة والحرية الإنسانية من أن تهدر أو تمس على يد إنسان أخر إلا بالحق بما لايضر بالمجتمع وكيف أن الإسلام نظم كل شئ ولم يتركه عبثا بدون حكم حتى التحية وطريقتها أو حتى إفساح المجلس لغيرنا وبين الكاتب كيف تميز الإسلام عن الديانات السابقة وكل النظم الإجتماعية الوضعية التى سبقته وحتى التى لحقته وجاءت من بعده ثم يعارض الدكتور مصطفى محمود من يرمون الإسلام بالجمود ويتعللون بأنه السبب فى تخلف المسلمين فيسوق الحجج والحقائق من التاريخ التى تدحض تلك التهمة
وفى الباب الثامن يتناقش المؤلف مع صديقه الملحد من جديد حول الروح وهل هناك دليل على وجودها فيستعرض الكاتب بعض التوضيح لتقريب التصور لماهية الروح وليثبت وجودها ثم ينسب العلم بها لله سبحانه وتعالى وحده وأنها من الأمور التى لم يطلع الله سبحانه وتعالى عليها أحدا من خلقه ولا حتى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ثم يستعرض الكاتب خرافة تحضير الأرواح ويبين مايحدث فى الواقع مستندا لأراء العلماء والمختصين
وفى الباب التاسع يجيب الكاتب على موضوع بالغ الأهمية وهو هل أن مناسك الحج وثنية كما يردد الكثيرون من الملاحدة والوثنيين ويدحض الكاتب كل النقاط التى ساقها صديقه الملحد ويوضح ماهية رقم سبعة فى الإسلام ولماذا هو العدد المميز عند المسلمين
وفى الباب العاشر والذى عنونه الدكتور مصطفى محمود بسؤال ردده من قبل العديد من الكافرين ومازال يتردد على ألسنة الملاحدة حتى يومنا هذا وهو لماذا لا يكون القرآن من تأليف محمد وقد رد الكاتب على هذا السؤال الذى ورد على لسان محاوره وساق من البراهين والأدلة المنطقية التى تؤكد أن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لايمكن أن يكون مؤلف القرآن الكريم كما يبين إعجاز التكوين والترتيب وبلاغة القرآن كعبارات وكلمات لايمكن أن تكون صادرة من إنسان أمى لايقرأ ولا يكتب ويسوق المؤلف العديد من الأمثلة والأحداث التى تؤيد قوله ولبيان الحكمة من استخدام اللفظ القرآنى دون غيره مما قد يتطرق لأذهان المستمعين
ثم يستطرد الكاتب فى الباب الحادى عشر ليستكمل الأدلة على عدم إمكانية أن يكون القرآن من صنع البشر أو غيرهم من المخلوقات وأنه من صنع الله وحده سبحانه وتعالى ويسوق بعضا من الأدلة العلمية التى ذكرها القرآن قبل إكتشافها بقرون عديدة
وفى الباب الثانى عشر يرد الكاتب على شكوك لدى محاوره والذى يظن بوجود تناقض بين بعض آيات القرآن فيرد عليه الكاتب موضحا ماغمض عليه وضاربا الكثير من النماذج لمحاوره كسؤال المجرمين يوم القيامة والعذاب الذى ينتظرهم وتحدث أيضا عن المطر والغيث وعن الجنين ونوعه والكرسى والعرش ثم يجيب على سؤال هام وهو هل الله فى حاجة لعبادتنا أم نحن المحتاجين لها ثم يشير إلى طريق العبادة الصحيح لله سبحانه وتعالى وكيفية الوصول لها والقيام بها
وفى الباب الثالث عشر يتصدى الكاتب لمحاوره الملحد الذى يهاجم موقف الدين من التطور كما يحاول الكثير من الماديين إلصاق تلك التهمة بالإسلام ويظن الملحد أنه قد تفوق هذه المرة على كاتبنا ولكن الدكتور مصطفى محمود رحمه الله يجيبه بطريقة سهلة وسلسة مستشهدا على كلامه بآيات القرآن الكريم نفسها وموضحا لمعانى ربما تكون جديدة لكثير من الناس وموضحا أن القرآن الكريم كتاب الله الذى أنزله خاتما للكتب ومهيمنا عليها وأنه هو الكتاب إلى قيام الساعة فلايمكن أن يتعارض مع العلم بل أن العلم هوالذى يثبت ويؤكد صدق كلمات الله سبحانه وتعالى فى مواجهة الملاحدة والكافرين ثم يسوق الكاتب الدليل المنطقى على صدق كلامه بأدلة علمية من دراسات الكائنات الحية وعلوم الحياة المختلفة وسلسلة التطور كما ينفى فكرة أن نشوء الأنواع المختلفة من الكائنات الحية جاء نتيجة لحدوث طفرات عشوائية فى التركيب الجينى وأوضح أنها جميعها عمليات خلق من صنع الله سبحانه وتعالى فى المسار وبالكيفية التى حددها الله سبحانه وتعالى حسب مراده ومشيئته لكى تظهر للحياة تلك المخلوقات على الصورة التى أرادها الله وبما تحمله من بديع صنع وإبهار فى معجزة الخلق ودليل على قدرة الله الخالق العظيم العليم سبحانه وتعالى عمايصفون
ويتناول فكرة داروين فى التطور فى النشوء والإرتقاء ويبين خطأ داروين الذى وقع به وفشل فكرته فى أن البقاء للأقوى فقط والتى لاتصلح لتفسير باقى الحالات وباقى أسباب البقاء الأخرى
ثم ينتقل الكاتب بعد هذا إلى الباب الرابع عشر مستهلا إياه بكلمة لا إله إلا الله وفيها يستنكر صديقه الملحد كثرة ترديدنا لكلمة لا إله إلا الله فى كل مناسبة سواء كانت فرحا أو حزنا مريضا أم صحيحا وحتى بدون سبب كما يستنكر فكرة أن تكون تلك الكلمة سببا فى دخول الجنة والعتق من النار فيرد عليه الكاتب موضحا أن تلك الكلمة ليست كلمة تردد باللسان فقط وتجرى على الأفواه دون أن تخالط القلوب والنفوس وإلا لم يكن لها قيمة تذكر ولا قدر فى الميزان يوم القيامة ثم يستطرد فى بيان المقصود من تلك الكلمة وكيفية العمل بها ثم يستزيد الدكتور مصطفى محمود على محاوره بحيث يبين له كيف أن هذا الملحد هو من بنى كلامه ومحاورته تلك على أساس باطل لم يلتزم فيه بالحرفية والأسس العلمية التى يطالب بها
وفى الباب الخامس عشرتحت عنوان كهيعص فيحدث الكاتب محاوره الملحد عن الحروف المقطعة التى جاء ذكرها فى بدايات بعض السور القرآنية وكيف تعد من المعجزات القرآنية التى لايستطيع الكثيرون إستيعاب الحكمة منها والتى ثبت إعجازها بعد تقدم علوم الكمبيوتر فى العصر الحديث ثم يستدل ببعض الحسابات والأدلة من القرآن على كلامه ثم يأخذنا سريعا لحديثه السابق عن القرآن الكريم ليؤكد ماقاله سابقا عن عدم قدرة النبى صلى الله عليه وسلم ولا أى بشر أو مخلوق أو جميع الخلق لو تكاتفوا جميعا على أن يأتوا بمثل هذا القرآن المحكم فى بنائه والمعجز فى كل شئ فيه
أما فى الباب السادس عشر فيحاول الملحد بعد أن شعر بإقتراب هزيمته أمام صديقه المؤمن أن يعيد الكرة من زاوية أخرى فيتناول المعجزات بشئ من التهكم والسخرية ويحاول أن يصورها بالأعمال البهلوانية فى السيرك وأنها لاتصلح كدليل على عظمة الله وأنه يريد أن يكون العلم والمنطق والقوانين المتعارف عليها هى أداة إثبات وجود الله وقدرته والبرهان على عظمته فيرد عليه الدكتور مصطفى محمود بنفس المنطق العلمى وضاربا مثلا منطقيا له بانه لوعاد بالزمن للوراء وقابل أناسا من العصور السابقة وهو يحمل معه أحدث ماانتجته التكنولوجيا والعلم الحديث من مخترعات لظنه أولئك الناس ساحرا على الرغم من أنه لم يعمل سحرا أو جاء بمعجزة وأن تلك الألآت تعمل وفقا للقوانين والنظم التى يتكلم عنها هذا الملحد ثم يوضح له أن نفس منطقه هو نفس مايردده البهائيين بجهلهم وإنكارهم للمعجزات الإلهية ورفضهم للتسليم بها
ثم ينتقل الكاتب إلى الباب السابع عشر بعنوان معنى الدين وفيه يتناول مع صديقه الملحد هذا الموضوع الدقيق ويبين الفرق بين الدين وبين مقتضيات الدين ويوضح له كيف لاينتفع بحسن سيرته وسلوكه من ينكر وجود الله أو يشرك به يوم القيامة ويبين بصورة منطقية كيف لايستحق حسن الجزاء وكيف سيحبط عمل من لايؤمن بالله وحده بدون شريك يوم القيامة مهما كان سعيه وسيره فى الدنيا يبدو حسنا للناس وان ذلك لجحوده وإنكاره لحق الله فى الربوبية والتفرد بالعبادة له ثم ينتقل للتحاور مع صاحبه حول الصلاة والحكمة من تشريعها ومن سيدخل الجنة وكيف يكون الإنسان مخلصا لله بالكسر والفتح لكلمة مخلصا
وفى الباب الثامن عشر وهو الأخير والذى أعطاه الكاتب إسما مثيرا وهو فزنا بسعادة الدنيا وفزتم بالأوهام فيحاول صديقه الملحد أن يلملم شتات نفسه ويثبتها فى مواجهة الحقائق والبراهين المنطقية التى مرت به خلال حديثه مع صاحبنا الدكتور مصطفى محمود ويحاول تسفيه جميع المعتقدات عن الآخرة والنعيم الذى ينتظر عباد الله الصالحين فيرد عليه كاتبنا بأن مايظنه الملحدون نعيما فى الدنيا ماهو إلا شقاء ويبين له كيف أنهم أسرى لغرائزهم وعبيدا لشهواتهم ويوضح له الصورة الحقيقية التى لاتراها عيون من أعمتهم أنفسهم وأضلتهم عن الطريق واستحوذ عليهم الشيطان فألبس على عقولهم كل الطرق التى تيسر لهم الهداية واستسلموا لإبليس وجنوده
وبعد أن أعيت الملحد الحيل فيحاول محاولة أخيرة فيردد على مسامع كاتبنا كيف انه كان صديقا مشاركا له فى تلك الملذات والأفعال فيعقب الكاتب على كلامه بأنه لاينكر ذلك بل يعترف بذنبه ولكنه يضيف بتوضيح ماالذى دفعه لكى يثوب لرشده ويعود إلى طريق الحق والإيمان
وبعد أن شعر الملحد بمرارة الهزيمة إذا به يحاول أن يرمى أخر قوس فى جعبته عسى أن يصيب كاتبنا فيقول له ماذا لو أن كاتبنا والمؤمنين كانوا مخطئين فى معتقداتهم فيرد صاحبنا السهم لصديقه اللدود بمهارة ودقة تعبير وصدق القول ويتركه يعانى من مرارة الهزيمة غارقا فى طوفان من الأفكار وزلازل عنيفة تطرق جدران نفسه و تقوض بنيان الكفر الذى طالما بناه داخل عقله متمنيا له أن يفيق يوما من غيبوبته ليرى الحقيقة الواضحة الجلية لكل ذى بصيرة ومن يملك عقلا سليما
نهاية أرجو أن أكون قد أجدت فى تلخيص كتاب حوار مع صديقى الملحد للدكتور مصطفى محمود وأرجو أن لا أكون قد أغفلت نقطة من نقاط حواره مع صديقه الملحد والذى ردد على مسامعه العديد من الأسئلة والتى قد تخطر على بال أحدنا أو من حولنا والتى رد عليها رحمه الله بطريقة مقنعة وهادئة تعيننا على التزود بشحنة إيمانية تساعدنا على مواجهة تلك السموم التى ينشرها الجاحدون بحق الله سبحانه وتعالى ومايستحقه من الإخلاص فى العبادة والتقديس .. وأرجو إن كان هناك تقصير أن تغفروه لى فقد فعلت مابوسعى والله الموفق ولكم جزيل الشكر والإحترام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق