الخميس، 24 أكتوبر 2013

مواقف حياتية ( لماذا لا نقتدي بالوسطية في آرائنا ) .......... بقلم د.شهيرة عبد الهادي

كلما شاهدت برنامجاً  تليفزيونياً الآن يستضيف أحد المحللين أو المفكرين أو المسؤولين .. ألاحظ أن  الضيف يبدأ يُلقي اللوم  كله  على  فترة حكم الدكتور مرسي وعلى الإخوان والتي لم  تدم أكثر من عام .. ونسي أن ما نحن فيه هو تراكم و حصاد السنوات العجاف  قبل ما فترة حكم الإخوان بالإضافة للسنة الرهيبة  الخاصة بحكم الإخوان والتي رفضناها شعباً .. كما نسي أن ما نحن فيه يمتد إلى بدايات حكم  السبعينيات وسياسة الانفتاح  والتي لي تحفظاتي عليها مروراً  بحكم الرئيس الأسبق المخلوع .. وأرجوا ممن يقرأ كلامي هذا.. أن يقرأه جيداً لأن اتجاهاتي معروفة ولم تتغير في يوم من الأيام فأنا لا أدافع عن الإخوان ولا عن غير الإخوان ..وإنما أدافع عن الوسطية في الرأي والحكم على الأمور.. فأنا لم  انتخب الإخوان في يوم من الأيام ولم أنتخب الدكتور مرسي ولم أنتخب منافسه آنذاك.. لكن من غير المنطقي أن نقول أن كل مشاكل مصر  السبب فيها هي تلك السنة الوحيدة التي حكم فيها الإخوان  .. ولذلك فأنا  هنا أناقش قضية البحث عن الوسطية عند الجميع بمختلف انتمائاتهم وأيديولوجياتهم .. لأن ..ما  قد لفت نظري .. هو .. لماذا .. ونحن بلد وسطية الإسلام.. لا نكون وسطيين في رسائلنا ورؤانا  للأمور  إذا كان لنا رسائل ورؤى .. لماذا لا نكون موضوعيين  بقدر الإمكان .. لماذا نحن متطرفون في أقوالنا وأحكامنا واتجاهاتنا ومشاعرنا وعواطفنا.. لماذا إذا  اختلفنا  نصبح كالأعداء.. لماذا إذا أحببنا  أحببنا بلا اقتداء.. إن الوسطية تحمل في طياتها  الرقي .. الرقي في الكلمات الرقي في الرأي  الرقي  في التحليل الرقي في الانتماء الرقي في الاختلاف الرقي في الحب حتى الرقي  في الكره .. وهل لو كان الإخوان قد نجحوا في حكم مصر .. كان  كلام هؤلاء سيكون بنفس المنطق .. وما يُحزنني أن تلك التحليلات  تصدر من مفكرين  أو إعلاميين لهم إسم وتواجد على الساحة .. ولذلك.. سأكرر ما أقوله  دائماً .. العدل أساس الملك.. والعدل المطلق لله  وكلمته سبحانه  قد  استقرت في مصر ووصلنا إلى ما وصلنا إليه الآن بعد 30 / 6  ..أما العدل  الإنساني فهو  نسبي .. والعدل الإنساني الفكري التحليلي  أيضاً نسبي .. ولذلك  فـ لابد وأن يتبع منهاج الله سبحانه وتعالى  على قدر الطاقة  وهو المنهاج القائم على التقوى في تناول الأمور .. هل هذا أمر صعب إذا كنا نريد  أن ننقذ مصر .. هذه كلمة حق أقولها على قدر طاقتي .. ولم ألبس في يوم من الأيام ثوب القديسة ولم  أدعي الملائكية أو المثالية لأنني بشر أخطئ وأصيب ..
----------
د.شهيرة عبد الهادي 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق