إن قوة مصر التي ننتظرها هي في قوة شعبها .. في قوتها البشرية
============================================
اللهم انصر مصر ..اللهم آمين يا رب العالمين .. كنت أسترجع بعض المشاهد التاريخية في حياة "مصرنا " الغالية أي "بحياتنا " نحن المصريون .. وشاهدت فيلماً تبثه إسرائيل وتناولته وسائل الإعلام .. يُذكِّرنا بنكسة 1967 مـ .. وما تعرض له جُندنا المصريين وما لحقهم من هزائم وتعذيب بعد أسرهم في السجون الإسرائيلية .. والتي تتلاعب به الآن بالإضافة لما تنشره من أفلام عند تلك الحقبة .. بغرض إلحاق هزيمة نفسية بنا الآن بعد ثورتنا العظيمة في 25 يناير 2011 مـ. واختباراً للإرادة السياسية في مصر .. ولكنها قد تناست أنه بالإرادة والقوة الروحية البشرية لشعب مصر والتي استمدها من الله ثم من عدم الاستسلام للهزيمة .. استطاع هذا الشعب في ظرف 6 سنوات فقط أن يستعيد ذاته وقوته وهويته وأرضه وبلده .. وحدث ذلك من داخل الشعب ..نعم من القوة الداخلية للشعب .. وحدث انتصار السادس من أكتوبر العطيم في 1973 مـ .. نعم إنها القوة الداخلية للشعب .. نعم إنها القوة الروحية للشعب ..التي إذا ما توفرت فلن يهزمها عتاد العدو ولا عدته مهما كانت قوته ومهما كان من يُسانده .. وهذه القوة لا تظهر إلا في لحظات التوحد حول هدف عام مُلح قوي من شأنه تغيير مسار الأمور كلها .. كما حدث في ثورة 25 يناير 2011 مـ في ميدان التحرير في القاهرة وفي كل ميادين التحرير في مصر .. تلك الروح القوية التي تجعل من القزم عملاقاً .. وتجعل من الضعيف قوياُ .. فما بالك وشعب مصر على مر الزمان وهو العملاق في تحمله ما لا يستطع شعب غيره أن يتحمله .. كما أنه عملاقاً في إرادته إذا ما نشأت ونمت وترعرعت في مناخ الوحدة الوطنية .. تلك الروح الوثابة التي كانت تجعل من شاب ثوري "ضعيف" البنية يهزم أحد " البلطجية " في موقعة الجمل في ميدان التحرير في 2 فبراير 2011 مـ .. وكان البلطجي يتصف بصفات جسمية وتدريبية هي أضعاف ما يتصف به الشاب الثوري البطل ضعيف البنية .. كان زملاء الشاب الثوري ضعيف البنية .. يستغربون .. يتعجبون لما فعله من الإتيان بهذا " الهَجَمه " إلى الثوار في الميدان .. يقولون له : كيف تغلبت على هذا " الهَجَمة " .. يرد البطل ويقول : يا جماعة : العدو دائماً جبان لأنه مش على حق .. وأنا كنت حاسس أن فيا " قوة جبال " .. نعم أن السر في انتصار الثوري ضعيف البنية على البلطجي " الهَجَمة " إنما يكمن في " قوة الجبال" التي شعر بها هذا الشاب الثوري ضعبف البنية لكنه أبداً لم يكن ضعيف الإرادة ..بل كان قوي الإرادة قوي الروح قوي النفس .. من أين جاءت له" قوة الجبال" ..جاءت له من تلك القوة الروحية التي تملكت من نفسه البشرية المتمسكة بقوة الحق الإلاهية ..الله الله .. فعلا ..إذا ما اجتمعت هذه الروح الوثابة القوية مع التمسك بالحق عند المصري واعتماده على الله و طلب العون من الله .. الحق .. فإن النصر آتٍ لا محالة .. إذاً فعلينا بالحق ..والحق هنا لن يتأتي إلا بالتغلب على الصراعات الحالية بين الأيديولوجيات والديانات من أجل مصر ومصر فقط .. وعدم نشر الفتنة بين أبناء مصر على أيدي بعض أبناء مصر في الداخل وإعانتهم في ذلك لأعدائنا بالخارج .. وعدم الاستقطابات والتناحرات واستخدام الأيديولوجيات في السياسات للأحزاب والتيارات المختلفة التي عادة ما تدمر البلاد .. وفعلا إن قوة مصر التي ننتظرها هي في قوة شعبها .. في قوتها البشرية .. وليست فقط في الصناعات والموارد المادية والعتاد .. والمصريون قادرون بإذن الله على التغلب على كل الصعاب وعلى بناء مصر الجديدة .. بعد أن قاموا بثورة مجيدة ..
-----------------
د.شهيرة عبد الهادي
الأسكندرية
29 /10 /2012 مـ
مِصر الحبيبة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق