الأحد، 14 يوليو 2013

30 يونيو ثورة التصحيح أم انقلاب .......... بقلم د. عاطف عتمان


30 يونيو تاريخ مفصلي فى تاريخ مصر المعاصر وكعادتنا وخاصة فى التاريخ المعاصر لا نجيد التأريخ ..
فلدينا دائما تاريخ وتاريخ مضاد ونصف حقائق ونصف كوب وصورة غير مكتملة ..

ولكن يبقى 30يونيو يوم تاريخي مهما إختلفت إليه النظرات ..
هل كان ثورة شعبية لتصحيح مسار ثورة 25يناير أم كان إنقلاب عسكري ناعم ..؟

ربما تبدوا الإجابة المنطقية والموضوعية محيرة ...
ولكن من وجهة نظري أنها كان ثورة شعبية وإن لم تكن عفوية كما كانت ثورة 25 يناير ...

ثورة 30يونيو تم الإعداد لها جيدا إن لم نقل منذ تولى الإخوان السلطة فمنذ سقوط حسنى مبارك ..

ويبقى البطل الأساسي الذى أشعل فتيل تلك الثورة وأنجحها هم جماعة الإخوان ورئيسهم المعزول ...
فشلت الجماعة فى قراءة الصورة جيدا وفشلت فى التعامل مع دولة كبيرة ومؤسسات عميقة ..
تعاملت بالتهديد تارة وبالرشى تارة أخرى ولم تستطع إدارة تلك المؤسسات بل إستعدت المحايدة منها ..
فشلت الجماعة فى التعامل مع الشعب أو ما يسمى حزب الكنبة فبدلا من زيادة المتعاطفين خسرت الكثير من المؤيدين وتقوقعت داخل مجموعة من الإسلاميين المغيبين والطامعين والذين إن إستقر الأمر للجماعة كانوا سيصبحون أول المطالبين بالثمن ..
فشلت الجماعة فى الإنحياز للشعب لتستقوى به على أركان النظام القديم بل أرادتها لعبة لا أخلاقية بالبناء على تلك الأركان ومحاولة إستمالتها لتدعيم أركان الحكم بدلا من إدارتها  فكانت الجماعة هى قبلتهم وليست الدولة ....
فأصبح الشعب الذى كان قطاع كبير منه متعاطف مع الجماعة يلعن اليوم الذى جاءت فيه الجماعة ..
فشلت الجماعة أخلاقيا وأفقدت الدعوة الكثير فبدلا من أن نرى لها فى السياسة أخلاق لم نرى منها لا سياسة ولا أخلاق ..

فشلت الجماعة فى لغة الخطاب الإعلامي لمجموعة لا تستحق أن تتكلم إلا فى بضع من المهللين فى أحد الزوايا لا أن تنطلق إلى كاميرات كانت تركز على سوآتهم وكل كلامهم سوءات...

تجمعت كل الأسباب ..فشل الجماعة ورئيسها الذى أفقد نفسه الشرعية وعزل نفسه قبل أن يعزله الجيش مع ثورة مضادة طبيعية لأى ثورة تحدث فى التاريخ مع حالة إستقطاب مجتمعي حاد وإنتشار الفوضى والسلاح وبوادر إحتراب أهلى وتحول كل أجهزة الدولة العميقة -والعميقة ليست سبة ولكنه توصيف لعراقة تلك المؤسسات وجذورها وإن ضرب فيها الفساد-إلى حالة القنفد مصدرة أشواكها لتحمى نفسها ...
30 يونيو الذى بدأ مبكرا بحملة تمرد والتى وقعت على طلبها بإجراء إنتخابات رئاسية مبكرة وهى المخرج الكريم الآمن الذى تعامت عنه الجماعة لإدراكها فشلها الزريع أو إفشالها فى الشارع 
حملة تمرد وإنتشارها وكيفية إدارة حملتها التى أراها إحترافية تضع الكثير من علامات الإستفهام عن ماهية هذه الحملة ؟؟؟
ولكن الواقع يقول أنها لاقت قبول شعبيا كبيرا وظهر هذا جليا فى الشارع أثناء عمل الحملة وتبلور ذلك فى 30 يونيو الذى شهد حشدا من المصريين وخاصة الغير مسيسين أو حزب الكنبة منقطع النظير ...
نجحت تمرد ..ونجحت المعارضة ..ونجحت القوى الثورية التى إنقلبت على حكم الإخوان ونجحت مؤسسات الدولة العميقة فى تحريك الشارع للقيام بثورة شعبية كانت كفيلة بإسقاط أى شرعية وإن كانت الجماعة قد أسقطت شريعتها بنفسها ....
وبالنظر للصورة الداخلية المشتعلة وتكبير الصورة لنرى العالم من حولنا نجد أن قرار القوات المسلحة لاقى قبولا شعبيا عند قطاع واسع من الشعب ومن النخب التى شعرت أن الدولة على حافة الهاوية إن لم تكن قد إنزلقت فيها ...
30 يونيو يسميها البعض ثورة شعبية والبعض الآخر إنقلاب عسكرى ناعم وتبقى الإجابة عند تلك الجموع التى نزلت بالملايين لرفض حكم الجماعة بعد عام من الفشل 
ويبقى التاريخ على موعد مع الفريق السيسى الذى إنحاز للإرادة الشعبية المؤيدة لإراداة المؤسسات ولما يراه البعض مصلحة عليا للبلاد ...
يبقى الفريق السيسى على موعد مع التاريخ إن نجح فيما فشل فيه المشير طنطناوى والرئيس الأول المنتخب فى التأسيس للجمهورية الثانية أو الثالثة المهم التأسيس لدولة القانون والمؤسسات التى تعبر بمصر عنق الزجاجة ...دولة ديموقراطية حديثة تحتوى كل أبنائها وتتبنى الحرية والعيش والعدالة الإجتماعية  تلك الأبجديات التى فقد الوطن خيرة شبابه من أجلها وقضى ثلاثة أعوام عجاف على أمل تحقيقها ...
فهل يقدم السيسى للتاريخ الحروف الذهبية التى تخلد إسمه فى صفحاته ...؟
------------
د.عاطف عتمان 
14 / 7 / 2013 مـ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق