- من متابعاتي لنبض الشارع المصري وللآراء المختلفة حول يوم 30 / 6 / 2013 مـ .. قد لا حظت أن بعض الإخوان وأنصارهم وممن يساندونهم من التيارات الإسلامية.. سواء كان الدافع عن عقيدة أم لغرض دنيوي يتصورون أن هذا اليوم سيمر باعتباره يوماً عادياً مثل كل الأيام.. وأنه سيكون يوماً لتدعيم شرعية الدكتور مرسي والإخوان .. بالرغم من تلويحهم بالدم على يد بعض الدعاة .. وبدعاء بعضهم بالهلاك على من سيخرجون يوم 30 / 6 ضد الرئيس مرسي وذهاب بعضهم إلى اعتبار أنهم كفاراً .. وهذا يُناقض انطباعاتهم التي يُعلنونها والتي فحواها الاطمئنان لنتائج هذا اليوم .. وعلى الجانب الآخر يعتقد البعض من المعارضين أن هذا اليوم هو الصورة الكربونية ليوم الجمعة 11فبراير 2011 مـ وأنه يوم الخلاص من الدكتور مرسي والإخوان .. وفي الحقيقة أن كلأً من التصورين هو خطأ .. فالمناخ العام الذي يسود البلاد الآن وإن تشابه في الجذور التي تكون هي الأسباب الرئيسة وراء ثورات الشعوب غالباً .. وهي عدم تحقق العيش و العدالة والكرامة والحرية للإنسان .. إلا أن الاختلاف الحالى بين كل من التصورين إنما يرجع إلى نوعية العنصر والرقم الصعب الذي يُشكّل هذه الجذور ويجعلها تُنبت بل ويجعلها تتشعب وتتخلل التربة المصرية وتتفاعل معها .. ألا وهو الإنسان المصري ولكن في ثوبه الجديد بعد ثورة 25 يناير 2011 مـ .. ذلك الإنسان الذي تم إعادة تشكيل سيكولوجيته بواسطته هو نفسه بعد توفيق من الله .. وبعد ثورة سلمية أطاحت بديكتاتور في ثمانية عشر يوماً.. وعندئذ اختلفت أطراف المعادلة وتدخل البعد الجديد في صورة إنسان لم يعد يخاف ..اكتسب ثقته بنفسه.. شعر بأنه ابن البلد وأنه هوالمالك الحقيقي لها .. وأنه قادر على تشكيلها وإعادة تشكيلها مرات ومرات بما يُحقق طموحاته المختلفة المتمثلة في (العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية ) .. إلا أنه وبعد كل الأحداث التي مرت بها مصر خلال السنتين الماضيتين وحتى مجئ أول رئيس مصري مُنتخب فوجئ هذا الرقم الصعب "المصري الجديد" بأن ثورته قد ضاعت وقد جاء حكم يتّبِع نفس سياسات النظام البائد .. نظام لم يستطع الإتيان بحقوق الشهداء .. بل أن الشهداء قد ازدادت أعدادهم .. وازدادت المصادمات بين النظام الجديد ومؤسسات الدولة المختلفة .. حتى ولو كانت النوايا صادقة وهي اجتثاث رؤؤس الفساد في تلك المؤسسات إلا أن المعالجة لم تكن مبنية على رؤية واضحة لسياسة واضحة .. فـ ازدادت الانقسامات بين أبناء الشعب الواحد ..سواء على أساس عرقي أو مذهبي أو سياسي أو أيديولوجي أو طائفي .. واستمر منهج سياسة التخويف والإرهاب والقمع وتكميم الأفواه والتحرش النفسي والعقلي لمن يُعارض .. هذا بالإضافة إلى استشهاد خيرة شباب مصر من الشباب ..منهم المدنيين ومنهم الجنود والظباط .. وهناك من هو مخطوف منذ سنتين ولم يُعرف خاطفيهم حتى الآن .. مشكلات وجماعات وإرهاب في سيناء .. مشكلات وحوارات حول حلايب وشلاتين .. مشكلات وحوارات حول سد النهضة في إثيوبيا .. تخبط في القرارات والسياسات لأن هناك ثلاث رؤؤس تحكم مصر .. ضاعت هيبة الدولة .. لا أمن داخلي ولا أمن قومي ..الفقير ما زال يُعاني الفقر .. الأسعار في غلاء مستمر..أزمات في السولار والبنزين .. انقطاع مستمر للكهرباء والماء .. تردي واضح في الخدمات الصحية والتعليمية .. انتشار أعمال العنف والسرقات والتحرش والاغتصاب .. تخبط وهجوم على هذا وذاك.. مصادمات غير مدروسة مع مؤسسات الدولة المختلفة .. الاكتئاب العام الوطني يسيطر على الناس ويتحكم فيهم .. فقرر الشعب أو الشباب من الشعب أن يتمرد على هذه الأوضاع ويخرج ليُعبر عن غضبه ورفضه لهذا الواقع الأليم بعد ثورة جاءت بأول رئيس منتخب كان يتوسم فيه الشعب أن يكون هو جزء من الحل لمشكلات مصر خاصة بعد زوال الحكم العسكري .. لكن للأسف قد ترك الدكتور مرسي نفسه للجماعة ولمكتب الإرشاد فأثر ذلك عليه وعلى قراراته وآدائه .. ومما زاد الأمور تعقيداً تهديدات الدكتور صفوت عبد الغني والمهندس عاصم عبد الماجد والأخ وجدي غنيم .. كما زاد خطاب الرئيس الأخير الأمور غموضاً على غموض حيث لم يُعط حلولاً جذرية أو رؤية لحلول جذرية لمشكلات مصر وتسبب في نوع من الانسداد السياسي .. ومما لا شك فيه أن هناك من هم يستغلون مثل هذه الظروف مثلهم مثل مجرمي الحرب وتجار الكوارث ومروجي الأمراض الاجتماعية ولا يهمهم إلا مصالحهم الشخصية فيتلاعبون بكل من النظام والمعارضة كما يتلاعبون بكل شئ من أجل كل شئ .. وقد تبللور هذا المشهد بعد مليونية التيار الإسلامي الجمعة 21 / 6 وما تخللها من خطابات تحوي كلمات من شأنها أن تؤدي بشباب مصر إلى تناحرات وتقاتلات حول العقيدة والمفاهيم المذهبية المختلفة حتى يُكسبوا التناحر والتقاتل والحقد والكراهية لغة القدسية النابعة من الدين والله ورسوله .. فنجد هناك من يقول صراعنا على العقيدة .. كما نجد أن هناك من يقول صراعنا على الهوية .. وهناك من يقول صراعنا على الأيديولوجية .. وفي الحقيقة أنها كلها صراعات سياسية على الحُكم والسلُطة .. ومما لاشك فيه أن هذا سيكون له تأثير سلبي على مصر حالياً وفي المستقبل .. وهكذا .. لم يستطع القائمين على إدارة شؤون البلاد الحالية أن يعرفوا أن الإنسان المصري قد تغير .. ولم يدرسوا ويستوعبوا ..أنه بصفة عامة .. فـ إن الإنسان الذي يريد الاستقرار و الذي يخاف على لقمة عيشه والذي يخاف من المشكلات والمصادمات بمعنى أنه لا يريد أن يعيش في مشكلات ومصادمات مع الغير .. فـ إنه إذا ما ضاقت به الأمور ولم يُفهم تسامحه مرات ومرات فهماً صحيحاً .. فـ إنه سيكون شرساً جداً عندما يثور وسيحطم من يقف في طريقه .. واسترجعوا يا سادة التاريخ القديم والحديث والحديث جداً.. فـ ستجدون أن هذا ما حدث في ثورة 25 يناير2011مـ .. ووارد حدوثه ثانية مرات ومرات مهما انقضت فترات طويلة لصبره ومثابرته وتجنيه للمصادمات .. كما أنه وارد حدوثه في الموجة الثانية للثورة في يوم الأحد 30 يونيو2013 مـ .. كما أنه وارد حدوث تحول نوعي للرقم الصعب ألا وهو المصري الجديد بعد يوم 30 .. وكل ما أخشاه أن يتناحر الأخوين المصريين .. أن يتقاتل الأخوين المصريين الذين هما من رحم واحدة هي مصر .. فـ يخسران بعضهما ويخسران كل شئ .. بينما المتُاجر بكل شئ وسمسار الحروب والكوارث هو من سيكون الكسبان .. ألا من رؤية تحقن دماء المصريين يوم ثلاثين من شهر يونيو ألفان وثلاثة عشر ..فـ دم المصري وعرضه وماله ونفسه حرام على أخيه المصري .. وانتبهوا أيها السادة ..
- -------------
- د.شهيرة عبد الهادي
- 29 / 6 / 2013 مـ
المدونة شعارها " من يُحب الله يخشاه ويخافه في السر والعلانية وحب الوطن هو من حب الله ".. وهي اجتماعية سياسية اقتصادية فنية أدبية ثقافية شاملة تنشر الشعر اازجل القصة الرواية القصة القصيرة والمقالات..تعرض ما يمن به الله على صاحبتها من إنتاج يرتبط بمجال الفكر والتفكير والخواطر والشعر والمقالات والأجناس الأدبية المختلفة ..وأيضا من إنتاج النبغاء من بني وطني والعالم أجمع..تتوخى المصداقية والشفافية والحيادية..تنشد التنوير والتثقيف والتعلم والتعليم..
الجمعة، 28 يونيو 2013
ألا من رؤية تحقن دماء المصريين يوم ثلاثين ؟........... بقلم د.شهيرة عبد الهادي
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق