السبت، 8 يونيو 2013

الدين أفيون الشعوب أم ثورتها .......... بقلم د.عاطف عتمان


بين مقولة أن الدين أفيون الشعوب لكارل ماركس ومقولة إن الدين ثورة العبيد لنتشيه تتجلى الحقيقة ما بين القولين .. فلكل قول وجاهته ونسبة صحته بالنظر لطبيعة فهم الدين .. الأفيونية بسبب فهم للأديان وإستغلال لها لتغييب العقول وتحقيق المآرب والمكاسب وكما أن الثورية والتحرر أيضا بسبب فهم لطبيعة الأديان ... فالمشكلة فى الفهم والإستدلال والإستغلال وليست فى الأديان ... مقولة بن رشد -إذا أردت أن تتحكم فى جاهل عليك أن تغلف كل باطل بغلاف ديني -مقولة فى غاية الدقة .. وقد بلغة الدقة مداها فى لفظ التغليف وهو ما يدل على السطحية والبعد عن التعمق وفهم الجوهر ... أزمة حقيقة نحياها بين أسماء ومظاهر تنسب للدين وخلق وسلوكيات وأفعال أبعد ما تكون عن الدين ... قنوات فضائية تنتسب للدين وتستخدمها الشركات للإعلان عن الأوهام والبضائع النص نص وتغلفها بأفيونة الدين .. عمرة الدعاة .. والمقصود هنا النجوم الذين يعتمرون من جيوب المعجبين ... أصحاب أعمال ورجال بزنس ربما يكونوا متطرفين فى العلمانية ولكنهم يتاجرون بأفيونة الدين بحرفية فعلى حد قولهم رأس المال لا دين له .لو إستلزم الأمر صليب كبير وعامل مسيحي فلا مانع وفى الوقت ذاته يوجد الملتحي صاحب التقعر فى اللغة ولكل مكانه... محلات وجزارات وحتى لانشون وحلويات من الإسلامية للفاروق لنور الإيمان وبضاعتها رديئة وكيلها منقوص ... وماذا لو حدث تسمم من لانشون إسلامي ؟؟ أحزاب سياسية مدهونة بالأفيونة الدينية تلاعب بها البطاقة الإنتخابية وتدين لربها بالميكافيلية .. جهاز تابلت أو كمبيوتر أو محمول منخفض الجودة يعتمد مروجوه على المكتبة الدينية واللعب على المشاعر من برامج وخطب وطريق للهداية الربانية .. لم أجد من يعلن عن برنامج للكيمياء أو الفلسفة أو التكنولوجيا الحديثة .. مع أن حقيقة الإيمان وكمال التوحيد سجود للقلب بعد رحلة فضائية فى الملكوت العلية وتسبيحة بعد نجاح معادلة كيميائية وشكر لله بعد نجاح زرع للقرنية .. ومن هنا تاه البعض فى البحث عن الحقيقة وكان تجار الأفيون هم السبب الأساسي للإلحاد الذى أصاب البعض وخاضوا تجربة البحث عن الحقيقة الغائبة بعد أن ظنوا أن الأفيون هو الدين وأن تجاره هم أوصياء على رقاب العبيد ... فالإسلام على سبيل المثال أول آية كانت إقرأ والمسلمون غارقون فى الأمية .. وفى القرآن سورة بإسم الحديد فى أمة تستورد فوانيس رمضان من الصين .. ويذكر العقل فى القرآن 49 مرة تقريبا وتجد من يجعل العقلانية تهمة يرمى أصحابها بالكفر والفسوق أو الإبتداع على أقل تقدير فضلا عن الدعوات للتدبر والتفكر والنظر والتعلم ... الأفيونية ليست من الدين ولا هي الدين بل هي من الغلاف الوهمي الذى يصنعه البعض منسوبا إلى الدين سواء جهلا أو عمدا .. فالأنبياء جاؤوا بالدين فحرروا البشرية من العبودية وسار على نهجهم مصابيح فى الدجى فحملوا لواء الحرية .. ولكن أفيونة الدين هى أهم مميزات عصور الإنحطاط والضعف والإستبداد .. عندما يتوارى الثقات ويتصدر المشهد الفجار وأكاد أزعم أن كل الأديان من الأفيون براء
------------
د.عاطف عبد العزيز عتمان 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق