السبت، 25 مايو 2013

من الزلازل والبراكين تخرج أجمل الألماسات ............. بقلم د.شهيرة عبد الهادي


ثورة شباب 25 يناير والذي التف حولها الشعب المصري العظيم .. من أقوي الزلازل والبراكين التي شهدها العالم  الآن  .. وهي ليست وليدة لحظة استيقاظ  فقط .. وإنما بالإضافة إلي ذلك هي نتيجة تراكمات لمشكلات الفقر والجهل والمرض .. ذلك المثلث الخطير  المرعب والذي يزداد انتشاراً في العشوائيات وفي كل الأماكن البعيدة عن الرعاية الصحية  والدراسة  والعلم والتعليم والبحث العلمي  في مصر .. ولذلك خرجت من الجحور بعد هذه الثورة الأفاعي والحيات والثعابين والسحالي والعقارب والنمل .. والبلطجية والركمجية ( راكبي الموجة ) والمتاجرين باسم الدين  والمتاجرين  بالشعارات .. كل هؤلاء ظهروا فجأة .. وخرجوا فجأة من جحورهم لإسقاط الدولة وانتشار الفوضي في مصر .. والعمل علي تقسيمها إلى فرق  وشيع  وطوائف  واتجاهات  وتيارات وانتماءات .. ومحاولة إلصاق كل ذلك  بشباب الثورة .. حتى يشوهون تلك  الثورة .. لأنهم يريدون بلداً وشعباً يعاني من   هذا المثلث المرعب حتى يتم السيطرة عليه دائما واستخدامه وقت الحاجة  لتحقيق المصالح الشخصية الضيقة ..  ولتحقيق أهدافهم في القضاء عليها  يستخدمون  كل الطرق والسبل والوسائل غير الشريفة وغير النظيفة  التي  كونت  مجالاً   للشك   والبلبلة  حتى في عقول  من  يُعتبرون  مفكري   الدولة  فما بالك  بالشعب العادي .. وفعلا نجحوا   في  خطتهم  وبدأت  الناس  تلعن  الثورة  ومن قام بالثورة  ويتمنون   أن يعود عهد المخلوع  ثانية.. لكن ما زال  هناك شباب واعي مثقف يريد استكمال ثورته لا يهدأ  ويريد حق  زملائه  الشهداء من شباب الثورة النبلاء الأطهار  البرءاء  اللذين خرجوا يوم 25 يناير 2011 مـ   من أجل الله والوطن  فقط وهم  لا يريدون كرسي  في البرلمان ولا رئاسة للميدان ..  وفي الحقيقة فإن الأمل  في هؤلاء الشباب اللذين يستكملون المسيرة الآن  .. ولذلك يجب أن ينتبه الجميع  إلى أن  هؤلاء الشباب  هم أيضاً من سيقودون  الشعب ثانية  ويأخذون بيده  ويحثونه على  ضرورة تحقيق أهداف ثورته المجيدة.. فالشعب ومعه الشباب هو البطل الحقيقي .. وسيظل البطل الحقيقي .. حتي تتحقق أهداف الثورة ( عيش .. حرية.. عدالة اجتماعية..كرامة إنسانية )..  ولذلك يجب علينا جميعاً الاهتمام بهؤلاء الشباب وضرورة مؤازرتهم في  أن  يأخذوا   حقهم   في قيادة ثورتهم .. وألا  يلتف عليهم   سارقوا الثورات  وراكبوا  الموجات .. وكم أتمنى  أن  يساندهم    فقط  أصحاب الخبرات .. لكن هيهات  في بلد   كل من فيها  يعشق  ثقافة  الزعامة والزعامات ..  ويريد أن يكون هو الأوحد  في  سباق  الاستيلاء  على   مصر   في  جميع المجالات و المستويات .. ونحن نناشدهم  بأن يقفوا وقفة مع الذات .. ويعطوا خبرتهم فقط للشباب والشابات .. وأن يعترفوا  بهذه الزلازل والبراكين  التي فجرها هؤلاء الشباب والشابات  .. وإن شاء الله  تنتج لنا  هذه الزلازل والبراكين من وسط حممها  ألماسات  تحقق  الأمل في كل ما هو آت .. أمنية وأمنيات  لن يُحققها  إلا  الجيل  الجميل الواعي من الشباب والشابات ..كما حققها  سابقاً في 25 يناير 2011 مـ ..عن طريق كل من فيه من ألماسات ..عاش منها من عاش واستشهد منها من كان هو أجمل الألماسات ..
-------------
د.شهيرة عبد الهادي
26 مايو 2013 مـ
16 رجب 1434 هـ
الإسكندرية
مصر الحبيبة 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق